قصه واقعيه
المحتويات
على نفسها لا تشاركهم لعبهم وتجمعاتهم ولهوهم بل كانت بطيئة الحركة بسبب بدانتها المفرطة وقتها فكانت فى طفولتها ذات جسد ممتلئ بشدة نتيجة تعاطيها لبعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون مما كان يسبب لها حرجا دائما فى التعامل مع من يحيطون بها ولكنها الآن تتمتع بجسد رشيق فتان جذب انتباهه رغم ارتدائها لملابس محتشمة فضفاضة لكن الهواء عندما حرك ملابسها لفت انتباهه أن تلك الفتاة لا تمت بأى صلة لطفلة الماضى ونضجها اثر أيضا على ملامحها فأصبحت جميلة الملامح إن لم تكن فاتنة فلم تحتفظ بشئ من ملامحها الا عيناها تلك العيون التى تشبه حبة البندق العائمة فى نهر من اللبن الصافى برموش كجيش من الحرس يصطف على جانبى طريق ممهد
نيللى بوجل شكرا
حاتم بجد تحفة اعملى حسابك أن معاد الانترفيو بتاعك أن شاء الله يوم الاربع اللى جاى الساعة عشرة الصبح انا مش هتنازل ابدا عن موهبتك دى
لتنهض نيللى وهى تلملم ادواتها قائلة أن شاء الله
نيللى حطيت الأساس وبكمل مع نفسى براحتى بعد كده
حاتم ممكن ابقى أشوفها لما تخلصيها
نيللى ليه
حاتم باستغراب حابب أشوفها بس ياريت لو تحطى نفسك وسطينا هتبقى اجمل
لتنظر له نيللى بنظرة احتار فى تفسيرها وقالت قبل أن تتصرف من أمامه عمرى ماكنت وسطكم
وتركته واتجهت إلى الداخل وغابت مايقرب من العشر دقائق وعادت مرة أخرى للجلوس بجوار أمانة فى صمت
وبعد الغداء يتجهوا للجلوس مرة أخرى بالحديقة لتناول المشروبات ليقول أسامة بكرة أن شاء الله معادنا مع الناس الساعة سبعة ونص
عامر أن شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور ويتمم بخير
أمانة على فكرة يابابا ..خديجة انسانة محترمة وملتزمة جدا واهلها كمان ناس طيبين جدا
نعمة دول جيراننا من زمان بصراحة عمرنا ماشفنا منهم غير كل خير ربنا يتمم بخير أن شاء الله
هدى يبقى تنزل النهاردة بالليل أو بكرة الصبح أن شاء الله تختار هدية حلوة كده لعروستك
سهر بفضول هدية زى ايه يعنى
هدى يعنى اسورة أو خاتم شيك كده
أسامة خلاص بالليل أن شاء الله ابقى اشوف كده
أمانة برضا لا مش هحتاجها واسامة هيجيبنى على خمسة كده عشان الحق اغير هدومى وأجهز
نوح واعملى حسابك انى هاخدك معايا وانا بجيب عربيتى اكيد عارفة معرض كويس
أمانة أن شاء الله مبروك مقدما
وبعد وداعهم يودعهم حاتم هو الآخر وينصرف بعد الاتفاق مع أسامة على اللقاء مرة أخرى مساءا
وتتفاجئ أمانة بأسامة وهو يحملها ويعدو باتجاه الأعلى وسط ضحكات الجميع ولم يتركها الا أمام غرفتها وهو يقول احنا عندنا خدمة التوصيل مجانا
أسامة كنت شغال على خط تانى
لتأتى هدى من خلفهم وتفتح باب الغرفة وتدعو أمانة للدخول وهى تقول يارب الاوضة تعجبك ياامانة لو حبيتى تغيرى اى حاجة قولى ياحبيبتى على طول
لتجد أمانة الغرفة غاية فى الأناقة والرقى ولها حمام خاص لتقول الاوضة جميلة ياماما انا متشكرة اوى وحاضر لو احتجت اى حاجة هقولك على طول
هدى طب ياحبيبتى ريحى شوية وهصحيكى على صلاة المغرب
أمانة ماشى
لتتركها امها مغلقة الباب من خلفها لتضع أمانة نفسها بفراشها بعد أن خلعت عنها نقابها وذهبت فى سبات عميق
..
فى غرفة نوح
كان نوح يبحث بين حاجياته على شئ ما فى صمت تام بينما سهر قد دخلت الفراش وراحت فى نوم عميق أما نوح فكان قد وجد ضالته اخيرا فى صورة فوتوغرافية تضم سهر مع امها وشقيقتها التقطت لهم فى آخر زيارة قامت بها سهر لامها وكانت فى رأس السنة ولم يتمكن نوح من الذهاب معها حيث كانت ظروف عمله لا تسمح له باخذ اى اجازات فذهبت سهر وحدها وامضت مع عائلة امها مايقرب من الاسبوعين
وعندما رفع الصورة أمام عينيه كانت سهر تصبغ شعرها باللون الاحمر النارى بينما شقيقتها والتى تصغرها بخمسة أعوام ولكنها شديدة الشبه بسهر كانت تصبغ شعرها باللون الاسود مع بعض الخصلات الزرقاء
واخذ نوح ينقل نظره بين الصورة وبين سهر ولكنه فى النهاية قام بلصق الصورة على المرآة وذهب هو الآخر إلى النوم
فى اليوم التالى
ذهب عامر وزوجته وأبنائه بصحبة أمانة إلى خطبة خديجة وتم قراءة الفاتحة والاتفاق على موعد لعقد القران والزفاف بعد ستة أشهر بعد أن رفض والدها لعمل اى احتفالية بالخطوبة وأصر أن يكون احتفالا واحدا بعد ستة أشهر مع وضع محاذير على اى لقاءات قد تضم أسامة وخديجة خارج االعمل أو الإطار العائلى
وكان أسامة شديد السعادة رغم تعنت والد خديجة لكنه وافق مجبرا على تنفيذ أوامره وهو يدعو الله أن تمر تلك الاشهر سريعا
وقد اتفق مع والد عروسه على أن يتم الزواج بشقة كان قد اشتراها أسامة بحى راق بعد أن يتم تجهيزها بالكامل ثم إن أراد أسامة أن يعود للعيش مع والداه فليكن له مايريد
وبعد ذلك صعدت أمانة إلى شقتها مع شقيقتها نيللى بعد أن أصرت على أن تأخذها معها للمبيت سويا وعاد الباقى إلى منزل عامر
لتحضر لهم نعمة العشاء وتجلس معهم لبعض الوقت ثم تتركهم وتعود إلى شقتها مرة أخرى
لتجد أن نوح وسهر مازالا بغرفتهما بعد أن تشاحنت سهر مع نوح بشدة بسبب إصرارها على الذهاب الى منزل خديجة بصحبة أمانة واسامة ولكن كلامها قوبل بالرفض الشديد من نوح فڠضبت سهر بشدة ودلفت إلى حجرتها وقام نوح وذهب ورائها واعتقدت نعمة أنه ذهب ليراضيها ولكن الواقع كان شئ اخر
دخل نوح مغلقا الباب خلفه بهدوء وهو يقول انتى مش عاوزة تبطلى عادتك دى
سهر بامتعاض عادة ايه دى اللى بتتكلم عنها
نوح كل ماتتعرفى على حد معاه فلوس تبقى عاوزة تلزقيله بأى شكل
سهر مش احسن ما أجرى على الفقر بالمشوار ثم من جاور السعيد يسعد
نوح اسمعى ياسهر انا مش عاوز ارجع للموال القديم ده وۏجع القلب من تانى . اعقلى بقى انتى واحدة متجوزة راجل مش شورابة خورج
سهر بتهكم وهو حد داسلك على طرف ايه المشكلة يعنى انى عاوزة انبسط شوية
نوح بلاش تستفزينى يا سهر لو سمحتى مش كفاية انى ماحاسبتكيش على دى
قالها وهو يشير إلى صورتها التى قام بالصاقها على المرآة
سهر بتوتر وهتحاسبنى على صورة ازاى يعنى
نوح بلاش استهبال انتى عارفة كويس اوى انا بتكلم على ايه
سهر انا مش عارفة
حاجة
نوح لما تبقى بعيدة عن جوزك بالاميال ويبقى منبه عليكى انك تتعاملى مع الكل بحدود تقومى تروحى تصبغى شعرك وتقلعى حجابك وتسهرى فى بار والله اعلم كنتى مع مين كمان
سهر بلجلجة مش انا دى اكيد ريتاج اختى
نوح وهو يقذف بالصورة فى وجهها اختك شعرها اسود ياسهر انتى اللى كان شعرك احمر ..والله اعلم كنتى بتعملى ايه يخلى واحد زى ايمن فاكرك لحد دلوقتى وبالتفصيل ده
ليشحب وجه سهر بشدة وهى تقول هكون عملت ايه يعنى .اهى سهرة وعدت وخلاص
نوح بدهشة يعنى انتى ...مش اختك زى ماكنتى بتقولى
سهر وهى تأخذ وضعية النوم مش فاكرة وسيبنى بقى عشان هنام
نوح نامى ياسهر ...نامى ..لما اشوف اخرتها معاكى
11
نوح والأمانة
الفصل الحادى عشر
فى غرفة أمانة .تستعد أمانة ونيللى للنوم بعد أن أصرت أمانة على أن يناما معا بغرفة واحدة وبعد أن اندسا بالفراش قالت أمانة مش هتحكيلى يا نوللى
نيللى جديدة نوللى دى عاوزانى
احكيلك ايه بالظبط
أمانة وهى تغمز بعينيها على اللى جوه القلب
نيللى وهى تتعمد أن لا تنظر بعينيها ماعنديش حاجة تتحكى
أمانة لا عندك ...وعندك كتير اوى كمان هتحكيلى انتى واللا اعمل تحرياتى الخاصة
نيللى بابتسامة تحرياتك مرة واحدة
أمانة ااه تحرياتى وبعدين مش احنا اتفقنا اننا مش هنخبى حاجة عن بعض هترجعى فى اتفاقنا بقى واللا ايه
نيللى بهدوء عاوزة تعرفى ايه يا أمانة
أمانة وهى تنظر بعينيها حاتم
نيللى ماله
أمانة انا اللى يسأل حاساه اتفاجئ بيكى يوم ماشافك فى مكتبى وحسيتك بتتحاشى تتعاملى معاه ...ليه
لتتنهد نيللى بعمق وتقول بأسى انا للاسف طفولتى ماكانتش زى باقى الولاد كان عندى حساسية شديدة وكان لازم امشى على قرص علاج بالكورتيزون لفترة طويلة و ده سببلى زيادة فظيعة فى وژنى واللى كان بيخلى الكل يتتريق عليا ويتنمروا على شكلى وكان ممنوع اعمل اى نشاط عشان صدرى مايقفلش فمن الآخر كنت لوحدى تماما كنت دايما بقوم بدور المشاهد اللى بيتفرج من بعيد حتى اخواتى كانوا بيزهقوا لو قعدوا جنبى شوية فكانوا على طول مع اصحابهم حتى ايمن رغم أنه توأمى
أمانة بحنان طب وانتى دلوقتى خلصتى القرص بتاع العلاج بتاعك واللا لسه
نيللى خلصته من خمس سنين ومن ساعتها وانا فى محاولات انى ارجع لوزنى الطبيعى
أمانة بعبث اكتر من كده ده انتى تهبلى
نيللى بابتسامة تصدقى أن انتى الوحيدة اللى اهتميتى بيا بعد بابا
أمانة ازاى بقى مش فاهمة
نيللى لما كنت لسه تعبانة ووزنى زايد كنت بحس أن ماما واخواتى بيتكسفوا يعرفونى على حد عشان ما احرجهمش بابا الوحيد اللى كان دايما جنبى وبيسأل عليا باستمرار
أمانة وليه ماتقوليش أنهم كانوا بيخافوا على مشاعرك من أن اى حد ممكن بچرحك أو يضايقك بأى كلمة أو تعليق
نيللى بشبه ابتسامة الحقيقة عمرى ماحسبتها كده اصلى بصراحة شكلى كان عار
أمانة ضاحكة واديكى غسلتى عاړك باديكى بس برضة ماقلتليش ايه حكاية حاتم معاكى
نيللى بخجل حاتم يبقى البنى ادم الوحيد اللى حبيته فى حياتى بس للاسف عمره ماشافنى
أمانة مش ده اللى شفته
نيللى بانتباه وايه اللى شفتيه
أمانة شفت اهتمام وشغف
نيللى باستهزاء أنهى شغف ده وهو اتفاجئ بيا وماكانش عارفنى اصلا
أمانة ماهو ده اللى انا أقصده انك كنتى مفاجأة بالنسبة له حسيت أنه مبهور بيكى
نيللى بسخرية مبهور مرة واحدة
أمانة أيوة مرة واحدة صدقينى واللى شفته امبارح اكدلى ده
نيللى وايه بقى اللى شفتيه امبارح
أمانة شفته مركز معاكى حبتين تلاتة حتى وهو بيستاذن عشان يمشى ..كان بيستاذن من بابا لكن عينه كانت عليكى
نيللى بمرح ده انتى مشغله الرادار من ورا النقاب
أمانة ضاحكة اومال يابنتى سيبينا ناكل عيش
نيللى بخجل يعنى تفتكرى أنه ممكن يكون مهتم بيا
أمانة انتى لسه بتحبيه ..مش كده
نيللى وهى تومئ برأسها أيوة
أمانة طب ليه بتستخبى منه
نيللى مش منه لوحده يا أمانة الحقيقة أنا لغاية دلوقتى ماعنديش ثقة كفاية فى روحى
أمانة غريبة اومال أسامة كان بيقول انك ذلاهم بحلاوتك وجمالك
نيللى ده مجرد تهريج بحاول بيه انى انسى حالتى شوية
أمانة بامتعاض حالة
متابعة القراءة