فإذا هوى القلب بقلم منال عباس

موقع أيام نيوز


ايه أهوو اللي حصل 
رمقتها أمها بنظرات حادة وسألتها بضيق وهي تعقد ساعديها أمام صدرها
والبيه هيتصرف ازاي 
أجابتها بعد تنهيدة مطولة

أنا انا اتفقت أشوف إن كان ينفع يعمل اجهاض!
اصطبغ وجه شادية بحمرة مغتاظة من تلك الکاړثة التي توشك ابنتها على فعلتها وصاحت بها معنفة إياها بحدة 
والله! ده بدل ما يعلن جوازكم!
ردت عليها ولاء بصوت مخټنق
ماهو لو الناس عرفت دياب كمان هايعرف وهيحرمني من يحيى و 
قاطعتها قائلة بصوت منفعل
ده اللي همك ومش فارق معاكي الفضايح وكلام الناس!
دفنت ولاء وجهها بين راحتي يدها محاولة السيطرة على نوبة بكاء توشك على الإنخراط فيها 
رأتها أمها على تلك الحالة فأشفقت عليها نفخت بصوت خاڤت ثم دنت منها وأبعدت كفيها عنوة عنها لتنظر لها 
رمقتها شادية بنظرات حانية لكنها تحمل العتاب أيضا واستطردت حديثها قائلة
يا ولاء أنا أمك ومحدش هيخاف عليكي أدي!
ترقرقت العبرات في مقلتي ابنتها واختنق صوتها نوعا ما وهي ترد عليها بتوسل
الله يخليكي يا ماما أنا محتاجاكي تقفي معايا مش تبهدليني! أنا لوحدي ومش عارفة أتصرف!
تحولت نظرات شادية للجدية حينما رأت حالة الضعف المسيطرة على ابنتها فهتفت قائلة غير مكترثة بها
عشان انتي غبية ركبتي دماغك وعملتي اللي عاوزاه!
أجهشت ولاء بالبكاء علها تستعطف أمها لكن على العكس تفاجأت بها أكثر قسۏة وشدة معها وهي تكمل بنبرة عازمة
بس أنا مش هاسيبك تتصرفي بغباء تاني!
استشعرت ولاء ټهديدا ضمنيا في نبرتها فسألتها بتوجس
ناوية على ايه يا ماما
ردت شادية بجمود
على الصح! اللي كان لازم يتعمل من الأول!
ثم أولتها ظهرها واتجهت نحو باب المنزل 
ركضت ولاء ناحيتها وأمسكت بها من ذراعها سائلة اياها بهلع
استني بس رايحة فين
أجابتها شادية بصوت جاف وقاسې
على أبوه إن كان هو مش راجل ومنفض دماغه فمهدي أبوه لازم يتصرف!
ارتعدت نظراتها نوعا ما وهتفت قائلة بتوسل 
لأ يا ماما كده انتي هتبوظي الدنيا وهاتخربي عليا 
رمقتها أمها بنظرات متهكمة وصاحت فيها مغتاظة من ضعفها الغريب 
اجمدي يا ولاء ماتبقيش كده! 
توسلتها ابنتها برجاء أكثر
عشان خاطري بس استني أشوف هاعمل ايه مع مازن وبعد كده اتصرفي براحتك
صمتت شادية للحظة تفكر في رجاء ابنتها فاستغلت الأخيرة الفرصة لتضيف بعشم
ها ماشي عشان خاطر بنتك بلاش تتهوري أنا اللي هاخسر!
ردت عليها أمها بجدية
طيب يا ولاء بس اعرفي إني مش هاصبر كتير!
أومأت ولاء برأسها عدة مرات بحركات متتالية ومتكررة مرددة بصوت منتحب
ماشي ماشي!
عادت بسمة إلى منزلها وهي سعيدة بإنتصارها الساحق الذي ظفرت به على ذلك السمج المزعج 
كانت قد لمحت أثناء

صعودها على الدرج وجود بعض الخشب المشابه في هيئته العامة لأثاث أختها الموضوع في المدخل لكنها لم تكترث للأمر وأكملت طريقها للأعلى 
وبعد أن ولجت إلى منزلها وعرفت من والدتها ما حدث بإختصار شهقت مصډومة وصاحت بانفعال
كل ده حصل طب وأنا كنت فين ومحدش اتصل بيا ليه
ردت عليها والدتها بقلة حيلة
احنا كنا في ايه ولا ايه بس!
أشارت بسمة بيدها مرددة بعصبية
جوزها ده عاوز يتربى يا ريته كان وقع معايا!
صححت لها عواطف جملتها الأخيرة قائلة بإستياء
معدتش جوزها خلاص كل واحد راح في حاله!
تابعت بسمة حديثها بنبرة مغلولة
بس نيرمين غلطانة كانت رفضت تستسلم الحاجة وعملتله محضر تبديد عفش وجرجرته على قفاه هناك!
استنكرت عواطف تفكير ابنتها الغير محسوب العواقب وردت بيأس
هو احنا بتوع پهدلة في الأقسام!!!
اغتاظت بسمة من أسلوبها الخائڤ المستهين بقوة القانون وبشخصيتها المتخاذلة التي دوما تخاف من المخاطرة والدفاع بإستماتة عن حقوقهم المسلوبة فصاحت بحدة
يا ماما ده حقها هي عبيطة ضيعته بتسرعها! بطلوا تخافوا بقى!
ڼهرتها عواطف قائلة بامتعاض
خلاص بقى بلاش تبكيت سبيها في اللي هي فيه!
نفخت بسمة بصوت مسموع فوالدتها دوما تحبطها حينما تفكر بصورة عقلانية  
ورغم ذلك أبدت اهتمامها بمصير أشيائها التي تكلفت الكثير وسألتها بعبوس
اومال حاجتها عملتوا فيها ايه
أشارت عواطف بعينيها مجيبة إياها
حطينا شوية خشب تحت في المدخل والباقي في الأوضة الفاضية اللي في السطح!
تقوس فم بسمة بابتسامة متهكمة وتساءلت بسخط
أها الكومة اللي تحت دي طب مش خايفين تتسرق
ردت عليها أمها بتنهيدة مطولة تحمل الآسى
هياخد الحرامي ايه يا حسرة دي شوية خشب على كام مولة بايظة!
استنكرت بسمة ردها المتخاذل وهتفت معاتبة بقوة
وأما هما كده وافقت ليه تمضي على القايمة دي من الأول ورضيت بعفش بايظ زي ده
استاءت عواطف من أسئلة ابنتها المتكررة التي لا تكف عن لومها فيها فصاحت بنفاذ صبر
تاني هانعيده يا بسمة!
رمقت هي أمها بنظرات منزعجة وردت غير مكترثة
انتو أحرار اصطفلوا مع بعض!
ثم تحركت في اتجاه غرفتها والتفتت برأسها للخلف لتتابع بصوت جاد ونظرات قوية
أنا لو حد بس فكر يدوسلي على طرف هابهدله زي جزار الزرايب!
بدا الاهتمام واضحا على تعابير وجه عواطف بعد الجملة الأخيرة ورددت بريبة
اه صحيح أنا سامعة الناس بتحكي عن البوليس اللي جه وخده وبهدلته و 
قاطعتها بسمة قائلة بتفاخر
ماهو أنا اللي عملت فيه كده!
شهقت عواطف في البداية پصدمة واضحة ولطمت على صدرها هاتفة بإستنكار
يا نصيبني جبتيله البوليس
ردت عليها بسمة بتحد سافر وقد قست نظراتها
ولو طولت أجيبله عشماوي كنت عملت!
عاتبتها والدتها لتهورها مرددة
ليه كده يا بنتي هو انتي ناقصة عداوة معاه!
أجابتها بسمة غير مهتمة
هو خد اللي يستحقه ولو زود هابهدله أكتر!
ثم تركتها لتلج إلى غرفتها وأوصدت الباب خلفها 
هزت عواطف رأسها پخوف متمتمة لنفسها
سترك يا رب من اللي جاي هو أنا هلاحق على ايه ولا ايه!
بعد برهة
سمعت عواطف دقات قوية على باب منزلها فهتفت صائحة وهي متواجدة بالمطبخ تطهو الطعام
شوفي مين بيخبط يا بسمة!
أتاها صوت ابنتها قائلا بعدم اهتمام
افتحي انتي يا ماما أنا داخلة أستحمى!
جففت عواطف كفيها في جانبي قميصها المنزلي وهتفت بإرهاق وهي تخرج من مطبخها 
هو كل حاجة عليا اليوم شكله مابيخلصش!
سارت بتثاقل نحوه ثم فتحته لتتفاجيء بوجود ابن الحاج طه واقفا على عتبته 
رسمت سريعا على محياها ابتسامة ودودة وهي تهتف قائلة
سي دياب! يا أهلا وسهلا!
كانت تعابيره متجهمة للغاية ونظراته قاتمة إلى حد كبير 
لم يرد على تحيتها المرحبة به وتشدق قائلا بعبوس
هما كلمتين على السريع وخلاص!
تنحت للجانب قليلا لتفسح له المجال ليدخل قائلة بإصرار مجامل
لا مايصحش

اتفضل جوا!
أشار لها بكفه مرددا بصوت جاف
كده كويس!
ظنت عواطف أنه قد جاء للحديث عن موضوع الدكان خاصة أنه كان منزعجا وبشدة في الزيارة الماضية لذا بلا تفكير هتفت بنزق
أنا أنا والله كنت هاكلم مرات أخويا الله يرحمه على الدكان بس اتلبخنا في حاجة بنتي و 
قاطعها قائلا بصوت جاد
بصي يا ست عواطف احنا كلنا بنعتبرك من العيلة صح ولا أنا غلطان
بدا حديثه غامضا بالنسبة لها وردت بتوجس
ايوه ده صحيح!
تابع هو قائلا بصوت متصلب وقد برزت عروقه المتشنجة من جانب عنقه
يبقى لما يكون ليكي حق عند حق تجيلنا واحنا نتصرف غير كده انتي بتكسبي عدوتنا!
لم تستطع أن تعي بوضوح المغزى من وراء تلك العبارات الغامضة فارتبكت وهي تسأله بحذر
مش فهماك يا سي دياب هو هو صدر مني حاجة تزعل
أجابها بصوت محتد نسبيا لكنه هاديء
مش منك من بنتك لما تعتبر إن كبار المكان مالهومش لازمة وتتصرف من دماغها ساعتها آ 
بالطبع استطاعت أن تخمن سبب غضبه المبرر فموضوع ابنتها ومافعلته بصاحب محل الجزارة لن يخفى عليه ولن يمر مرور الكرام لتجاوزها الأعراف المعهود بها هنا  
حاولت أن تدافع عنها وتبرر موقفها قائلة پخوف
والله ما كنت أعرف أنا لسه مبهدلاها على الحكاية دي!
رد عليها بقسۏة مهددا إياها بصراحة
انتي حرة معاها بس خلي بالك لأن المرة الجاية الزعلة معانا احنا! ومش هاكرر تحذيري مرتين!
تفهمت تحذيره پخوف ورددت ممتثلة له
حاضر يا سي دياب اللي تشوفه!
رمقها بنظرات أخيرة ثم استدار عائدا من حيث أتى قائلا باقتضاب
سلامو عليكم!
تابعته عواطف بأنظارها وهو يتجه على الدرج مرددة بخفوت
وعليكم السلام!
ثم استدارت للداخل وأوصدت باب منزلها 
سلطت عيناها على غرفة ابنتها وهي تتنهد بإنهاك وضاغطة على شفتيها بضيق كبير  
ربما طبيعة شخصيتها تختلف عنها فهي لا تهتم بما يظنه الأخرين فيها وتفعل ما يمليه عقلها عليها حتى لو كان خاطئا 
هي صورة مصغرة من والدتها الراحلة في قوتها وعنفها وشراستها المخيفة التي لا تعبأ بردة فعل غيرها 
دوما تنظر لها فترى انعكاسا جليا فيها لشخص أمها في نظراتها وحركاتها وحتى تصرفاتها المتهورة والغير مدروسة 
تخشى أن تزج بنفسها في الهلاك بسبب ذلك 
تنهدت مجددا بأسف ثم غمغمت مع نفسها بتحسر 
منك لله يا بسمة جيبالي الكلام مع كل الناس هو فاضل مين مش بيشتكي منك!!!!
يتبع الفصل التالي
الفصل الحادي عشر الجزء الثاني 
انتهى منذر من تسليم عدد من الطلبيات المؤجلة بعد أن امتلأ المستودع بالوارد الجديد من البضاعة الخاصة بوكالتهم 
تمكن الإرهاق منه فقرر العودة إلى منزله ليرتاح قليلا ومن ثم يستأنف البقية 
رأته والدته وهو يلج إلى غرفته فهتفت متسائلة باهتمام
اجيبلك تاكل يا بني
هز رأسه نافيا وهو يجيبها بصوت منهك
لأ أنا جعان نوم خالص!
ابتسمت له بعاطفة أمومية حانية وهي ترد عليه
طب يا منذر لما تصحى براحتك هاسخنلك الأكل!
أومأ برأسه بخفة مرددا بتثاؤب
ماشي وأنا ساعة كده وهاصحى وأنزل الوكالة عندي شغل متلتل كتير!
ظلت جليلة محتفظة بإبتسامتها الطيبة وهي تتابع حديثها
ماشي يا حبيبي! ربنا معاك!
أغلق منذر الباب خلفه وبقيت أنظار والدته معلقة على بابه 
تنهدت بأسف مشفقة على وحدته التي طالت ثم تمتمت بصوت خفيض
ياما نفسي أشوفك فرحان ومتهني وعيالك بيجروا حواليك ومالين عليك البيت! 
صمتت للحظات متذكرة كيف كانت حياته السابقة ثم أضاء عقلها فجأة بشيء ما جعل بريق عينيها يلمع بوهج عجيب 
مطت فمها للأمام متابعة حديث نفسها
مممم طب وليه لأ
هزت حاجبيها للأعلى مرددة بحماس غريب
ربنا يسهل بعدين أبقى اتكلم معاه في الحكاية دي وأشوف دماغه!
اتسعت ابتسامتها وباتت أكثر اشراقا وهي تتتجه نحو غرفتها لتفكر مليا في تلك المسألة الحيوية 

عنفت عواطف ابنتها بسمة على فعلتها الحمقاء مع صاحب محل الجزارة وما تبعها من توبيخ وټهديد صريح من دياب 
اغتاظت بسمة من أسلوبه الوقح المتعدي على حريتها الشخصية والتدخل في شئونها وهتفت مستنكرة بسخط
هو بيتنطط على ايه مفكر نفسه فتوة الحارة!!!!!
ردت عليها عواطف بتبرم من تصرفاتها
يا بنتي بلاش تعادي الناس ارحمي نفسك!
هزت رأسه محتجة ودافعت عما تقوم به قائلة بإستماتة
لالالا كده كتير هو كل واحد هايعمل راجل عليا هي سايبة!
ضړبت أمها كفا بالأخر مرددة بضجر
لا حول ولا قوة إلا بالله شوف أنا بتكلم في ايه وانتي بتقولي ايه
صاحت بسمة بنفاذ صبر وقد تشنج وجهها للغاية
ماهو بصراحة الموضوع بقى أوفر وأنا اتخنقت!!!
ثم زفرت بصوت مسموع لتظهر استياءها مما يحدث من تدخلات الغير في أمورها الخاصة 
لم توفق عواطف في انتقاء الوقت المناسب لمفاتحة ابنتها في
 

تم نسخ الرابط