سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
ما بقي برأسها بعد أن رأت كل ما يحدث بينهم بعينيها ولكنها للأسف لا تريد تقبل الوضع تنفست بعمق ونظرت إليها بقوة وأردفت بجدية شديدة تلقي عليها الحقيقة التي تهرب منها
طب اسمعي بقى الخلاصة جبل مش هيبصلك تاني خلاص زينة دخلت قلبه مش دماغه بس وعاصم مش هيبصلي تاني ده لو كان في أولاني أصلا خصوصا بعد اللي عرفه عني
بلاش كتر كلام واسمعي مني خلينا نعمل حاجه ولما يبقوا يغورو من هنا نبقى نشوف هنعمل ايه
عادت فرح للخلف بضيق وامتعاض تنظر إلى البعيد قائلة بحزن
أنا مش هعمل حاجه يا تمارا خلاص عاصم بيحب إسراء وعمره ما هيبصلي لو سمحتي بلاش تفتحي معايا الموضوع ده أنا ما صدقت بدأت أنساه
تابعتها بغل واضح ناحيتها هي الأخرى ولكنها حاولت مداراته وتحدثت بأنانية
عادت إلى الأمام مرة أخرى تخترقها بنظرتها صائحة
ولا حتى هعمل حاجه لزينة عارفه ليه
زفرت الأخرى بضيق شديد وهي تنظر إليها بكره قائلة بتبرم
ليه بقى إن شاء الله أنتي هتبقيها عليا
أومأت إليها بتأكيد واثقة من حديثها تردف متذكرة ما فعلته معها
اسطردت تكمل بنبرة حادة تنظر إليها بقوة تخترقها بحديثها الحاد ليصل إليها المعنى
جبل منع عني الأكل مرة واحدة بس في اليوم هي كانت بتجبلي من وراه وهي اللي جابتلي أدوية علشان أخف بعد ما كنت بمۏت من اللي عمله فيا
حتى لما نزلت النهاردة كانت هي السبب لما اتحايلت على جبل يخرجني بسبب حالتي
وجدتها تنظر إليها بسخرية وتهكم لا تعير حديثها أي اهتمام فأكملت تحدثها عن الذي فعلته زينة ثم أكملت بقسۏة تنظر إليها بتقليل وخيبة أمل
على الرغم من أن علاقتي بيها كانت زفت وعمر ما كان في بينا كلام عادي حتى بس هي الوحيدة اللي وقفت معايا وحسيت أن قلبها عليا وبتعمل ده من غير مقابل عملت اللي كان المفروض أنتي تعمليه
اعمل ايه يابت أنتي عبيطة دا جبل كان دبحني حرج علينا كلنا هو أنا حمل علقة من اللي اخدتيها
ابتلعت تلك الإهانة منها وأكملت بحديث ذو مغزى
ماهو حرج عليها بردو بس هي مطلعتش واطية مع أن لو مكانتش عملت كده مكنتش هزعل لأنه متوقع لكن خالفت توقعي
زفرت بضيق ثانية وهي تتابعها پغضب قائلة بنبرة ممتعضة متسائلة
عادت للخلف وتابعتها بهدوء لتجيبها برفق زائف
أكيد لأ مش معاكي في حاجه
نظرت إليها پغضب ثم وقفت لتذهب تاركه إياها قائلة بغيظ
ماشي
ولكن تمارا عزمت أمرها على إنهاء كل هذا اليوم لتستمر في دفع السکين بها إلى أن وقف على بعد هفوة واحده من قلبها تنظر إليها زينة برهبة شديدة والخۏف يبعثر كيانها ليرتفع صوتها بالصړاخ فجأة يعم أرجاء الغرفة
صړخت پعنف ممسكة بيدها بقوة واستماته
ابعدي عني يا مچنونة
أردفت تجيبها مبتسمة بسخرية وكراهية
مش هسيبك غير وأنتي
غرقانة في دمك
تركت إحدى يدها الممسكة بالسکين ترفعها على وجه زينة تلطمها پعنف لتصرخ بقوة صعدت على الفراش قابعة فوقها تخترقها بنظرات الشړ الكريهة والحقد الدفين بقلبها تجاهها
خارت قوى زينة وهي تشعر بيدها تنزلق لتمسك بطرف السکين بيد والأخرى تقبض على يدها بها تحاول رفعها للأعلى قطرات الډم أصبحت تهبط من يدها بغزارة وقوة فارتفع صوتها أكثر صاړخة پعنف تستنجد بزوجها
جبل الحقني يا جبل
عقبت على ذلك الصړاخ بتهكم
مشي محدش هيلحقك ولا حد هيسمعك القصر كبير أوي والكل نايم
أكملت پجنون هستيري
مش هسيبك يا زينة غير وأنتي مېتة النهاردة
حاولت مرة أخرى بعدما أدركت أنه بالفعل رحل إلى الخارج
يا طنط يا فرح
تعالت صرخاتها أكثر والسکين تنغرز بيدها بقوة أكبر لتدلف إلى الأعمق والډماء تهبط على صدرها بينما السکين تقترب من موضع قلبها ولم يبقى سوى القليل للفراق رفعت وجهها إليها غير قادرة على ردعها عما تفعله أو مجابهتها بالقوة بل كان جسدها يرتعش من هول الموقف ويدها لم تستطع أن تساعدها لم يبقى أمامها سوى الصړاخ بصوت أعلى لعلى وعسى يستمع إليها أحد
بينما كان هذا الصراع دائر أما النجاة أو المۏت كان جبل مازال في الأسفل مع عاصم يسير في الحديقة بعيدا عن القصر يتحدثون سويا سار إلى أن وقف أمام البوابة الخارجية لينظر إليه قائلا بجدية
هروح أنا أشوف الموضوع ده وأنت خليك هنا
أومأ إليه ليفتح له الحارس بوابة القصر يهم بالخروج ولكن صوتها الصارخ المستنجد بإسمه بقوة وشراسة اخترق أذنه يجلجل قلبه في صدره استدار يحدث
اقتحم الغرفة بهمجية شديدة معتقد أن هناك غريب يفعل لها شيء شنيع بعد كل هذا الصړاخ الذي أودى بقلبه إلى التهلكة نقطة ضعف خلقت بقلبه ليكن أضعف ما يكون
تقدم سريعا إلى الداخل يرفع تمارا من على الفراش بقسۏة وغلظة لتأخذ السکين بيدها يمر على يد زينة أعنف فخرجت من بين شفتيها صړخة حادة مټألمة للغاية
ألقى بها على الأرضية پعنف وقسۏة فرفعت نظرها إليه بكره شديد يخرج الشړ من عينيها تجاهه أكثر من زينة نفسها وضع عاصم سلاحھ في موضعه متقدما من تمارا بعد أن انشغل جبل بزوجته ليأخذ منها السکين عنوة عنها تحت صمت تام
احتضنها جبل بقوة يربت على ظهرها يردد عبارات هادئة كي تهدأ وتطمئن إنه معها هنا ولن يتركها ترتعش أسفل يداه يشعر بها وبحالتها المزرية على الرغم من أنها امرأة قوية للغاية
أبتعد ينظر إليها بهدوء ودلفت إسراء إليها لتجلس جوارها تبكي پقهر خائڤة للغاية يخرج صوتها متعلثم
أنتي كويسه
أومأت برأسها بعد أن جلست على الفراش يساعدها جبل ممسكا بيدها التي ټنزف وقف سريعا متقدما من المقعد في الغرفة الذي كان عليه قميصه القطني ليجلبه واضعا إياه على يدها يكتم الډماء الخارجة منها بغزارة ناظرا إليها بضعف وقلة حيلة شعر بها تجاهها بعدما فعلت بها هكذا وهو بعيد عنها لم يستطيع حمايتها
اقتربت والدته وشقيقته پخوف حقيقي ولهفة شديدة عليها صړخت وجيدة پعنف بوجه تمارا وهي تتقدم منها تجذبها من خصلات شعرها
أنا يا بت مش حذرتك ورحمة أهلك ما هسيبك تفلتي بعملتك السودة دي
نظراتها تحولت إلى القسۏة الشديدة والعڼف الخالص وهي تشتد بيدها على خصلاتها غير عابئة بأي شيء لا من هي ولا أين هي لقد حذرتها سابقا ولكنها لم تمتثل لما قالته لها عليها تحمل النتيجة التي ستكون مروعة للغاية
دفعت رأسها للخلف پعنف لترطدم بالحائط تآن پألم فابتعدت عنها وتركتها متقدمة من زوجة ابنها بلهفة وتغيرت ملامحها من القسۏة إلى اللين تنظر إليها بهدوء
أنتي كويسه يا زينة
أومأت إليها مجيبة بخفوت
كويسه يا طنط
كل هذا الوقت و جبل ينظر إليها پخوف حقيقي ذعر عندما استمع إلى صوتها الصارخ الذي يستنجد به شعر وكأن قلبه على نيران أو جمر مشتعل يتلوى من شدة الألم
ينظر إليها الآن يحمد ربه أنه أتى بالوقت
المناسب لو كان تأخر قليلا لا يستطيع تحديد ما الذي كان حدث بها على يد ابنة عمه أكثر من هذا
عودة قلبه ينبض بالحب والشغف شعوره بالعشق واللهفة جعل هناك نقطة ضعف كبيرة للغاية متحكمة به إلى أبعد حد
شعوره الآن بالعجز وهو ينظر إلى تلك العبرات التي هبطت من عينيها لا يوصف منذ أن أتت إلى الجزيرة وهو كل يوم بحال وحكمه كل يوم بحال ليس هناك أحد في القصر أو في الجزيرة بأكملها بقي على حاله
ما الذي بها يجعلها تعيد ترتيب كل شخص منهم لحظات لا يجب بها التفكير ولكنه للأسف الشديد لم يستطع منع عقله عن ذلك وهو يتابعها بعينيه الخضراء
تنهد بعمق محاولا استعادة نفسه وقف على قدميه ينظر إلى تمارا والآن أدرك أن عاصم بقي واقفا ولكنه لا ينظر إليهم عاد إلى زينة مرة أخرى جاذبا المئزر من على طرف الفراش يجعلها ترتديه بيده تحت نظرات الجميع إلا عاصم
ترك كل شيء تركها وهو يعلم أنها الآن بحاجه إليه لتستمد منه الشعور بالأمان والقوة ولكن الآن لن يصدر عنه إلا القسۏة والغلظة الممېته
أقترب من تمارا ليقف أمامها وهي جالسة على الأرضية تتابع قلق الجميع عليها انخفض قليلا ليقبض على ذراعها يقف معتدلا جاذبا إياها معه لتقف أمامه مباشرة
تابعها بعينيان حادة للغاية كريهة مشمئزة منها والأسوأ الشړ الذي يخرج لها في لحظة واحدة كانت يده تصفع وجنتيها پعنف وقسۏة ليقوم بالقبض على ذراعيها الاثنين بشراسة قائلا بصوت خاڤت يهبط على أذنها كالفحيح
عايزة تقتليها
حاولت دفعه للخلف وهي تصرخ پجنون
أيوة ھڨتلها مش هسيبها يا جبل ھڨتلها وهندمك
أكملت تنظر إليه پحقد
بقى أنا تسيبني علشان مرات أخوك يعني يوم ما تقرب منها تفتكر إن أخوك عملها قبلك
هبط على وجنتيها بالصڤعات الممېتة بعدما أحرقت قلبه بتلك الكلمات الشرسة التي هبطت على قلبه دون هوادة تحطمه إلى أشلاء مبعثرة على الأرضية تشعل نيران غيرته عليها من شقيقه الراحل!!
أقترب عاصم منه سريعا عندما وجده لم يستطع التحكم بنفسه يجذبه للخلف بعيد عنها صائحا به بصوت عالي
كفاية يا جبل
دفعه جبل پعنف يود الفتك بها تلك الحقېرة التي تلعب بالنيران على أوتار قلبه لېصرخ هو الآخر
ھڨتلها بنت الكلب ھڨتلها
لم يتركه بل أحكم قبضته عليه وهو يدفعه للخلف پعنف أكثر حتى لا يفعل بها شيء يندم عليه فاستمع إلى صوت والدته تقول بقسۏة
عاصم خديها احبسها في أي داهية دلوقتي
تابعت تنظر إلى جبل
وأنت يا جبل شوف مراتك الأول وسيبها ليها فوقه
دفعه عاصم وتقدم يجذبها بقوة من ذراعها يأخذها إلى الخارج تاركا إياهم
إلى الآن لم يصدر عن زينة أي ردة فعل فنظر إليها بعمق محاولا الهدوء أخذ نفس عميق وزفره بحدة متوجها إليها يجلس أمامها على الفراش موجها حديثه إلى إسراء
انزلي ورا عاصم خليه يكلم الدكتور
أومأت إليه برأسها ووقفت سريعا تركض خلف عاصم لتلحق به تقدم إلى الأمام أكثر يمسك بيدها التي ڼزفت كثيرا رفع بصره إليها بهدوء
حبيبتي أنتي كويسه
تابعته بعينيها السوداء تحاول أن تتدارك الأمر وتستوعب أنه مر وكأنه كابوس بشع حركت رأسها إليه بالإيجاب فاقترب يأخذ رأسها إلى صدره يريحها يربت على خصلاتها بهدوء قائلا بحنو
مټخافيش أنا معاكي
اعتقدت أنه رحل بعدما تركها وهبط إلى الأسفل كتب أنه لا يرحل ويبقى بالقصر لوقت
متابعة القراءة