سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
ضحك يرتفع صوتها وهي تقترب منه باستغراب شديد
وقفت أمام الفراش قائلة باستفهام تسائلة بعدما أدمعت عينيها
أنت عامل كده ليه
كان يجلس على الفراش مجردا من ملابسه بالكامل إلا سروال صغير ينتظر حضورها نظر إلى نفسه ثم أعاد بصره إليها قائلا
ايه المضحك في الموضوع
اعتدل في جلسته ثم وقف على قدميه مبتعدا عن الفراش ليستمع إلى صوتها الضاحك
جذبها نحوه بقوة يستدير بها قائلا بخبث ومكر
وشكلك بعد قليل
مال عليها قبل أن تعترض رقيقة حنونة ناعمة منه إليها يبث فيها كم هو عاشق محب هادي رفعت يدها على ولكنها في لمح البصر تحولت إلى أخرى عڼيفة دامية
دروب العشق صنعت للعاشقين راغبين الحب وجنونه كان هو أول العاشقين الذي انتصر على ماض كامل وفاز بها وأخر الخاسرين الذي خسر كل شيء لم يرغبه بحياته ليحظى بها
الآن يتغير كل ما قالته فلم تأخذ شيء من الحب لم تكتفي من الغرام ولم تحظى بالاستمتاع به إلا معه الآن بكامل إرادتها ترفرف الفرحة داخل قلبها تقرع
الطبول به يقيم احتفالية شديدة الجمال لأجل أنها هي التي حظيت أن تكون غزال سجينة جبل العامري
يتبع الخاتمة
سجينة جبل العامري
الخاتمة
ندا حسن
يتغير ولو كان عاصي
دق عاصم على باب الغرفة بهمجية شديدة ووجه مكفهر وملامحه مشدودة بقوة صړخ عليها بصوته الجهوري قائلا
افتحي الباب بقى حرام على أمك
جلست على الفراش في الداخل بضيق وانزعاج شديد فهو كل لحظة والأخرى يحاول الإقتراب منها بطريقة لا تحبها أجابته بامتعاض
تنفس بعمق محاولا أن يهدأ وتحدث من خلف الباب بصوت أهدا قليلا
يا ايسو يا حبيبتي افتحي وهفهمك
صړخت يرتفع صوتها إلى الخارج ومازالت جالسة تشعره كم انزعجت من طريقته معها
والله ما هفتح أنا كل شوية أقول بكرة يعقل بكرة يحترم نفسه
ضړب الباب بقبضة يده القوية للغاية وصدح صوته المغتاظ منها محاولا السيطرة على نفسه
نفت حديثه بحدة صاړخة
مش هتاخد يا قليل الأدب
ابتسم من الخارج وعاد يردف من جديد بخبث مازحا معها
طب بلاش بوسه أنا عايز حاجات تانية
قبضت بيدها على الهاتف وهي في غاية الڠضب والعصبية وتفوهت بټهديد
اخرس يا قليل الأدب أنا هكلم زينة اخليها تيجي تاخدني
دق قلبه پعنف وهو يستمع إلى حديثها غير قادرا على الإمساك بها فلو كانت بين يديه لفعل بها ما يشاء اخترق صوته أذنها
اوعي تعملي كده إسراء بلاش جنان يخربيتك
احمرت وجنتيها خجلا وهي تتذكر ما الذي كان يريد فعله معها وقالت
الجنان اللي بجد لو سيبتك تعمل اللي عايزة
ضړب مرة أخرى على الباب محاولا دفعه بقوة ولكنها وصدته من الداخل جيدا ليقول بنفاذ صبر
يا بنت المچنونة ده حلال أنتي مراتي
حاول مرة أخرى أن يهدأ من روعه تنفس بعمق زافرا الهواء بقوة ثم قال ضاغطا على أسنانه
افتحي بس وهنتفاهم هفهمك كل حاجه واعملي اللي عايزاه في الآخر
عارضته وهي تقول مصرة على محادثة شقيقتها
لأ أنا هكلم زينة تاخدني
ضړب الباب بقدمه بقوة وعڼف وهو يصل إلى ذروة غضبه منها بعدما احتار في طريقة ارضاؤها
لو عملتي كده مش هيحصل كويس
سألته بسخرية صاړخة عليه
ايه خاېف تنكشف على حقيقتك
وضع جبينه على باب الغرفة يستند عليه متحدثا بقلق خوفا من أن تفعل ما قالته حقا
خاېف اتفضح يخربيتك
وقفت على قدميها تتقدم من باب الغرفة تقف خلفة قائلة بجدية شديدة
أمشي من قدام الباب وخلي عندك ډم واحترم نفسك وبطل حركاتك القڈرة دي انا محترمة
خرج صوته بنفاذ صبر
يا بنت المجانين اومال لما كنت بقولك حاجه كده ولا كده كنتي بتعملي مكسوفه ليه طالما مش فاهمه أنا كده اتغشيت
تحدثت بتذمر وضيق بعدما احمرت وجنتيها أكثر
أنا فاهمه كل حاجه يا قليل الأدب
عاد مبتعدا عن الباب يغرس أصابع يده الخشنة بين خصلات شعره بجذبها پعنف
ربنا ياخد قليل الأدب طالما فاهمه في ايه
ابتسمت وهي تشعر بأنها قد أتت بأخره ولم يستطع التحمل
في إنك قليل الأدب يا عاصم وعيب أوي كده
أقترب من الباب مرة أخرى ېصرخ عليها بهمجية
عيب! هو ايه اللي عيب هو أنا لحقت أعمل حاجه دا أنا كل ما أقرب بس جنبك تطلعي تجري يا بت دا أنا كنت بحضنك وإحنا كاتبين الكتاب أكتر من كده
أجابته ببرود تام
كان قدام الناس لكن هنا عايز تستفرض بيا
حاول باللين معها وهو يغير من نبرة صوته يرق ناحيتها قائلا
لأ والله دا أنا غلبان أوي افتحي بس وهنتفاهم
قابلته بالرفض قائلة
لأ
توسل إليها محاولا أن يتوغل أعماق قلبها لتشفق عليه يتحدث بنبرة خاڤتة وكأنه غلب على أمره
طب علشان خاطري طب هنام بره يعني
استشعرت حزنه من نبرة صوته ف أعتدلت في وقفتها متحدثة بقليل من الحزن
ما أنت اللي خلتني اعمل كده
خرج صوته الهادئ الماكر الذي يخفي خلفه خبث العالم وهو يهتف
طب خلاص افتحي وبجد مش هعمل حاجه تضايقك ولا هتكلم في الموضوع ده حتى خلاص
سألته بجدية كي تطمئن أنه لن يقوم بفعل أي شيء مرة أخرى يزعجها
بجد
أومأ من الخارج مبتسما بمكر شديد
آه بجد خلاص
أعتدلت تفتح باب الغرفة تلبي طلبه لا تخون ما يخرج منه تعطي إليه الأمان الكامل فتح الباب وطل منه ينظر إليها بحزن بالغ أبرع في إتقانه أمامها يدلف إلى الغرفة دون حديث ينظر إلى الأرضية فأبتعدت عنه تولج إلى الداخل انتهز الفرصة يغلق باب الغرفة مرة أخرى بالمفتاح فأبصرته لتراه يأخذ المفتاح من الباب ثم تقدم إلى الداخل يلقي به أعلى ظهر خزانة الملابس!
نظرت إليه بقوة ولم تستوعب ما فعله لتحاول التحدث وهي تبتعد عنه ولكنه لم يعطي إليها الفرصة لفعل ذلك مقتربا منها في لمح البصر يرفعها على ذراعه متوجها بها ناحية الفراش ليلقي بها عليه قائلا بخبث
دقت ساعة الحړب
دب الړعب أوصالها وخرج صوتها پعنف وهي تحاول أن تعتدل على الفراش تستند على مرفقيها وهو يقترب منها
عاصم أنت قولتلي مش هتعمل حاجه كده غش بجد وقلة أدب والله العظيم أمشي
صعد على الفراش أمامها
لينحني عليها ضاحكا متهكما
غش غش ايه هو إحنا بنلعب
ارتفع صوتها برهبة قائلة بغيظ
مش عجباك غش منا قولت قلة أدب
أقترب أكثر يضع كف يده العريض على وجنتها اليمنى يمرره عليها بحب وهدوء ناظرا داخل عينيها بهيام وتحدث برفق وشغف
أنا جوزك وأنتي مراتي يا ايسو حلالي وحقي وبعدين كفاية كدا بقالنا أسبوع ويا سبحان اللي مصبرني والله
تجمعت الدمعات بعينيها وتعلثم صوتها وهي تقول بقوة
لأ أصبر كمان وأبعد عني كده
أبتعد للخلف ينظر إليها بقوة وعمق مستغربا وخرج صوته باستنكار
أنتي هتعيطي ولا ايه اهدي مټخافيش
عاد إليها مرة أخرى عندما وجدها صامتة واعتدلت في جلستها تبتعد بنظرها عنه تفهم ما الذي يدور بخلدها وتوقع تلك الرهبة ولكن ليس لهذه الدرجة سألها بنبرة هادئة
أنتي خاېفة مني طيب
أخفت عيناها عنه تشيح بيدها
معرفش بقى
وضع يده أسفل ذقنها يعيد وجهها إليه ناظرا إليها بحب وهدوء شديد يرسل إليها سلامات الاطمئنان والهدوء
ايسو أنا عمري عملت حاجه تأذيكي
نظرت إلى داخل عيناه وأجابته بصدق
لأ
كرر السؤال مرة أخرى ويده أسفل ذقنها ينظر إلى بحر عينيها
طيب عمري عملت حاجه ڠصب عنك
أجابته ثانية بهدوء
لأ
عاد بيده إلى وجنتها يكررها عليها ثم إلى خصلات شعرها وتفوه بنبرة خاڤتة هادئة أمام
ممكن طيب تديني فرصة بالراحة كده نقرب من بعض وافهمك ولو مش عايزة خلاص بجد وهبعد
أومأت إليه برأسها عندما استشعرت الصدق بكلماته
طيب ماشي
ابتسم إليها بسعادة خالصة فهو إلى الآن لا يستطيع فهم كيف تمكن من الصبر إلى اليوم وهي أمامه وأسفل يده ولكن عشقه لها هو المتحكم الوحيد به والذي يجعله يفعل كل ما يروق لها وإن كان غير ذلك لا يحدث لكنه منذ الكثير ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر يحلم بها وهو نائم وهو مستيقظ لدرجة توصل إليه شعوره بالجنون بسببها
أقترب منها أكثر ليعيدها إلى الخلف بخفه ورقة بهدوء تام ينظر إلى عيناها بعشق خالص وشغف قاټل نحوها
مرر يده على وجهها برقة بالغة محاولا أن يبث الهدوء داخلها ويشعرها بالراحة وهو يبتسم إليها بهدوء مال برأسه على وجهها أكثر الصغيرة التي كانت تفتقر كل هذه المشاعر ولأول مرة تعيشها بين يديه
استمتع كثيرا في وهي تفعل ما يشاء محاولة أن تجارية شاعرة بأشياء غريبة تعصف بجسدها تجعلها تطالب بالمزيد خجلا ليحمر وجهها كحبة طماطم
أقترب أكثر وأكثر عندما وجدها مستكينة بين ذراعيه وشعر بحاجتها للمزيد منه الخجلة في التعبير عنه والبوح به ففعل ما تريد وهو يقترب يروي ظمأ مشاعرها يرويها بالمزيد مما يفعله ليجعلها تعيش شعور مختلف للغاية عن أي شعور عاشته بحياتها بالكامل
فاض بحر من المشاعر بينهما ليعبر لها بأمواجه عن كم الجنون المكنون لها بأعماق قلبه كانت له شاطئ يستقبل تلك الأمواج الثائرة برحابة صدر ليغرق رمالها بلمساته الحنونة التي احتوت كل حبة رمل منها يشعرها بأنها الشاطئ الوحيد والملجأ والسكن لكل غمرة من مياة عشقه تروي ظمأ قلبها
أخذها بين بقوة يهبط بوجهه للأسفل بعدما استكانت بين يده
حبيبتي أنتي كويسه صح
أومأت إليه برأسها تنظر للبعيد لا تستطيع النظر إليه ورفع عيناها بعينيه ټموت خجلا مما حدث بينهم اعتدل في جلسته تاركا إياها مبتسما بقوة وسعادة وهو يجعلها تعود للخلف ليستطيع النظر إليها وخرج صوته المازح قائلا
مكسوفه
أبعدت وجهها سريعا حتى لا يراها يقسم أنه يرى أمامه اثنين من حبوب الطماطم أو ثمار التفاح الأحمر النادر قهقه عاليا وهو يجذب وجهها لينظر إليه قائلا
أنتي مراتي قسما بالله أي حاجه تحصل بينا عادي
رأى الدموع تتكون بعينيها مرة أخرى فاقترب منها سريعا يجذبها إلى صدره يحتضنها بقوة قائلا بصوت ضاحك
وأنا اللي كنت فاكر هنسيكي الكسوف دا أنتي هتوبيني
حاول أن يحتوي خجلها وهو يتحدث معها بهدوء يشرح لها
متابعة القراءة