فراشة في جزيرة الدهب بقلم سوما العربي
المحتويات
كانت محقة
وما أن فتح باب غرفته حتى وجدها تطوي سجادة الصلاة مرتديه إسدال مع حجابنظرت له بتوتر لا تعلم ماذا تقول أو تتصرف
وهو كذلك مثلها أو أكثر لكنها حاولت أن تكسر ذلك الحرج فقالت
ثواني وهحضرلك الفطار
رد بغشم
لا ما تتعبيش نفسك أنا متعود أفطر مع الحاج والحاجة
نعم
سألت مصډومة حزينه ظنته قد يحاول تقريبها منه وأنه هو من سيبادر بإذابة الجليد فقد أصبحا زوج زوجه شاءا ذلك أم لا كما أخبرتها خالتها لكنه لم يفعل
تفكيرها كان خاطئ حين أستمعت لنصيحة خالتها
فذهبت لغرفتها تبدا ملابسها بصمت تام وقد علمت حدودها
بينما هو أغلق الباب خلفه وهبط الدرج حتى وصل لعند أمه لم يرد إحراجها فضل ترك مسافة لها كي تعتاد عليه إما أن تتفضل وتتقبله أو
دق على باب شقة والدته التي فتحت وما أن رأته حتى سألت بهلع
يالهوي زيدان في حاجه يابني
في إيه يا أمي جاي أفطر معاكي زي كل يوم
همهمت فردوس تردد
أاااه لا ماعندناش شطبنا
شطبتواو كلام إيه ده
زي ما سمعت ياحبيبي كفاية عليا كده أنت خلاص بقا عندك بيت و ست روح تفطرك كفاية عليا كده يالا يا واد يخيبك بقا حد يسيب عروسه زي القمر كده يوم صباحيتها روح روح
و وقف راشد مشدوه يشعر بالحرج وهو سيعود لحورية كالأرنب الذي حظرته والدته من الثعلب وهو ذهب معاندا ثم عاد باكيا
فتح باب الشقه وما أن فعل حتى اتسعت حدقتي عيناه مما رأى
الفصل الخامس
فتح زيدان الباب وهو لا يعلم بماذا سيعلل سبب عودته لكنه نسى كل شيء تماما ما أن ولج للداخل و تفاجئ بها تقف بمنامة محددة الجوانب ملفوفة على قوامها بامتياز ساحق
كان كمن لا يملك من أمره شيء
لا يسعه سوى أن يحملق فيها ولسانه يردد جملة واحدة
بسم الله ما شاء الله بسم الله ما شاء الله
لقد أكتشف أنها صهباء رباااااه
كانت حوريه تمتلك شعر قصير أحمر مموج وحين تكشف شعرها تصبح كقرص الشمس مضيئة متوهجه خصوصا وأن كتلة شعرها كلها تقريبا تحاوط وجهها
يسأل لما لا تأخذها به أي شفقة أو رحمة فلتراعي حالته فهو رجل يعتبر متقدم في العمر ويبدو أن النساء قد عزفته تماما وبقدرة قادر يجد في شقته فتاة صهباء طمعت في الجمال كله والبهاء كله فاقتنصته لنفسها
وهو يا روحي الصدمة أكبر من إستيعابه لا يعرف كيف يتصرف الأن خبرته مع النساء صفر
إنما هي من أتخذت ردت الفعل بعدما تفاجئت بعودته في البداية وقفت لثواني متيبسة موضعها لكن خجلها منه كان قوي لدرجة نبهت عقلها وصنع در فعل سريع فهرولت تجاه غرفة النوم تغلق الباب خلفها وتقف مستندة عليه تشعر بالتخبط
بينما هو ظل على وقفته وأخذ الأمر أكثر من دقيقة كاملة حتى أستطاع التحرك أخيرا وذهب لأول كرسي قابله جلس عليه يفكر كل الأفكار التي توادرت لعقله كانت مريبة
يسأل سؤال وجودي بحت
وأنا هعيش معاها في نفس الشقة
ضړب على فخذية كمن عجز عن إيجاد حل أو مخرج لمصېبة عويصة سيقع فيها و ردد
يانهار أسود يا زيدان هتعمل ايه
أنتبه سريعا على صوت جرس الباب زم شفتيه ورفع يده يمسح بها على وجهه يتوقع هوية الزائر بالطبع
ولم يجد بد من أن يقف ليفتح وما أن فعل حتى تحققت كل ظنونه إنها السيدة فوزية جاءت وشقيقتها بزيارة أبنتهم
و نظرا بإبتسامة يشوبها القلق لزيدان بالطبع الأوضاع ليست طبيعية بالأساس كل ما صار ليس بطبيعي
وحاولت فوزية قطع التوتر فرددت بلطف
صباح الخير يا عريس
ناظرها زيدان بإرتباك عريس! مازال لتلك الكلمة صدى غريب في إذنه ربما لأنه غير مستصيغ كل ماحدث ولا إلى أين تطور الوضع ولا يعلم ما ينبغي عليه فعله ولا كيف ستسير الأمور
لكنه أبتسم لها وقال
صباح النور اتفضلوا
دلفت فوزية وأختها ثم سألت فوزية
أمال فين حورية
في أوضتها
أتسعت إبتسامة فوزية وقد إرتاحت قليلا دلفت لغرفتها مع جرس الباب يعني أنها كانت ترتدي مالا يصح أن يراها به أحد ودلفت لتبدل ملابسها
زاد إرتباك زيدان طرديا مع إتساع بسمة فوزية تقريبا فهم عليها كانت إبتسامتها مريبة
فتلجلج في رده وهو يقول
أتفضلوا ادخلوا لها انتو مش أغراب
تسلم وتعيش ياحبيبي
قالتها فوزية وتحركت للداخل مع شقيقتها التي كانت في عالم آخر تفكر في همها الكبير
وخرج زيدان للشرفة ېدخن سېجارة بتوتر يحاول جاهدا أن يهدئ أعصابه ليفكر
أما في غرفة النوم
دلفت فوزية و شقيقتها جنات تنظر لحورية وقد إرتدت عباءة منزلية باللون الأبيض كانت في غاية الذوق وزادها روعتها المنحنى الذي إلتفت عليه فقد كانت حورية تمتلك جمال فريد جدا
تقدمت منها وحاولت التماسك تسأل
صباحية مباركه ياحبيبتي
ناظرتها حورية بصمت تام تلك الجمله تقال في موافق محددة غير تلك التي عايشتها
لكنها آثرت التحفظ فزمت شفتيها وقالت
الله يبارك فيكي يا ماما
تطلعت لها فوزية بحيرة لا تعرف هل تهدأ أم تستمر في حلقات القلق التي صاحبتها منذ مساء أمس
لم تستطع الصمت إن لم تسألها هي فمن سيسأل حاولت التحدث
يعني إنتي بخير يا حورية
الحمد لله ياماما
تنهدت فوزية رد حورية محايد غير شافي فسألت
الحمد لله على كل حال بس يعني أنتو يابنتي عرفتوا تاخدوا على بعض
رفعت حورية عيناها لها وقالت بسأم
ناخد على بعض! مش مصدقه سؤالك بجد
اقتربت جنات وجلست لجوراها تقول
يابنتي ماتريحينا
رد حورية بصوت حاد وصل لمسامع زيدان الذي وقف في الشرفة القريبة من الغرفة
اريحكوا إزاي أنا مش مصدقاكوا بجد مستنيني أقول إيه أصلا
جاوبت جنات بإرتباك وحرج
إإحنا عارفين إن الحاجات دي خصوصيات وحرمات بس إحنا عايزين نطمن عليكي لو من بعيد لبعيد
فهتفت حورية بنفس الحدة
خالتو إنتي بتتكلمي في ايه بجد عايزين إيه يحصل مثلا أنا مش عارفه المفروض عليا أعمل إيه أقف ولا أقعد أنام جوا ولا برا ألبس لبس البيت العادي ولا البس مقفل عشان في حد معايا في البيت أنا مش عارفه
صړخت بجملتها الأخيرة فقالت فوزية
كلام إيه إلي بتقوليه ده يا بنتي الحد إلي بتتكلمي عنه ده بقا جوزك على سنة الله ورسوله وقدام الناس كلها
هو الجواز عقد ومأذون و شهود وبس حتى لو قولت أه حتى لو
أغضمت عيناها وأخذت تهز رأسها بأسى وعقبت
ماحدش فاهمني أو فاهمين بس عايزين تعملوا مش فاهمين وإنه عادي
صمتت كل منهن حورية تشعر بالضياع وكذلك فوزية ومعهم جنات التي كان همها همان خصوصا وأن رنا منذ سافرت لم تستطع الاطمئنان عليها و هاتفها مغلق دوما تسأل هل لا يوجد شبكة إتصال في مكان عملها أم لا لكن قلب الأم يخبرها أن الأمور ليست على ما يرام
في الشرفة
أسبل زيدان عيناه بأسف على حالها وحاله أيضا هو أيضا يسأل نفسه ماذا يفعل وكيف سيتعاملا معا وضعهما مربك حقيقي
سحق سېجاره في سور الشرفة ثم دلف للصالة وجلس بصمت تام متعب
جلست أنچا منكبة على أوراق مالية تخص الحرملك تتابعها بنفسها تسأل إحدى المسؤولات عن أحد البنود وفيما أنفقت
وبينما هي كذلك دلفت خادمتها مهروله لعندها ثم وقفت بريبة
تطلعت لها أنچا ومن نظرة واحدة فطنت أن هناك أخبار بحوزتها فأشارت لها أن تقترب لعندها
بالفعل اقتربت الخادمة ومالت على أذنها توسوس لها بما علمت وكلما تحدثت أستعرت النيران في عينا أنچا بغل تام وهمست
هل وصلت الأمور لهنا حمام غرفة الملك الخاص!
لم تكف الخادمة ومالت على أذنها تكمل فتحدثت أنچا من بين أنيابها
ماذا!! سماها ماذا!!
طبقت جفناها پغضب تحاول استدعاء بعض الهدوء التصرف مع تلك الدخيلة يحتاج لحنكة و تروي و من أهل لكل ذلك أكثر من السيدة أنچا
سحبت نفس عميق ثم اشارات لخادمتها أن تنصرف وبدأت هي تفكر بهدوء تام
في غرفة الملك راموس
رفرفت رنا برموشها تجاهد كي تفتح عيناها حاولت أن تفعل بسبب تسلط الضوء عليهما
أنت بوهن
أه
انتبهت أنكي عليها وتقدمت لعندها سريعا تردد
وأخيرا أستيقظتي
فتحت رنا عيناها لترى بوضوح تطلعت لسقف العرفة المطلي بالذهب الخالص ومظاهر الثراء التي شملت الغرفة ثم حادت بعينها تنظر لتلك السيدة السوداء
هنا أيقنت أنها لم تخرج من الکابوس الذي ظنت أنها تعيشه وستفوق منه حتما ما أن ينتهي نومها
أغمضت عيناها بأنيهار تام وأخذت تهز رأسها يمينا ويسارا مرددة
لأ لأ ماهو لازم يكون كابوس وهيخلص وأنا هفوق منه أنا مش هعيش كده
تقدمت منها السيدة أنكي وسألت
ماذا تقولين لم أفهم عليكي
فتحت رنا عيناها تنظر لأنكي أي كلام سيقال هي تشعر بالعجز تام شعور قبيح لا يوصف
بدأت رنا تتلفت وتنظر حولها بريبة للغرفة اللتي غلب عليها اللون الذهبي وكيف خرجت من الزنزانة المظلمة الممېتة فسألت
أين أنا وما الذي حدث
لقد تم نقلك وإخراجك من السچن بعدما فقدتي وعيك و كانت حالتك خطړة تماما
وأين أنا
ردت
أنكي وكأنها تحسدها على حظها السعيد
بغرفة الملك شخصيا
ماذا كيف
هو من حملك لهنا و أمر بذلك
علت أنفاسها حتى تهدجت وبدأت تنظر حولها إلى أن أتى الدور عليها فنظرت على نفسها لتصرخ بړعب
ملابسي! ماهذه الملابس كيف تبدلت ومن بدلها
أبتسمت أنكي وقالت ببراءة مزيفة
الملك شخصيا أيضا
انتفضت رنا من السرير قد جائتها العافية رغم الهزال فاجعة الخبر نفضتها وهتفت پجنون
نعم يا حلاوة أنتي أتجننتي نهار أبوكو أسود
رجاءا تحدثي بلغتي أنا لا أفهم العربية
أن شالله عنك مافهمتي ده أنا هسود عيشت إلي جابك يا جزيرة مهبوشة يا شوية مجانين
كل هذا و الملك يقف بأحد الغرف الملحقة بجناحه يكتم ضحكته على رد فعلها الذي فاق توقعاته و أنصت بإنتظار المزيد ممتن لكونه يفهم
متابعة القراءة