بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


مساحة للكلام كي يصلا إلي بر الأمان في علاقتهما 
ساقتها قدماها إليه وهي يجلس شاردا مغمض العينين أمام البحر نظرت إليه مطولا وهي تحفر معالم وجهه المټألمة والسارحة في ملكوت الۏجع لم تمكث كثيرا تنظر إليه نظراتها الهائمة حيث استمعت
إليه يردد وهو مغمض العينين كما هو وفي حالة استرخائه ملقيا
جسده علي تلك الأرجوحة مرددا 

ياه كان قلبي حاسس إن قلبك هيجيبك وهتيجي لي في أشد أوقات احتياجي ليكي  
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت تحادث حالها لوهلة
يا الهي كيف علمت بوجودي وانت مغمض العينين!
أحس بذهولها وقام بفتح عيناه مرددا باحساس عال لا يخرج إلا من عاشق
متستغربيش إني حسيت بوجودك وعبيرك اللى بحسه من الجنة ومين زيي يحس بحبيبه اللى استناه سنين لحد مالقاه  
وقفت قبالته وأردفت ودمع العين يلمع من شدة تأثرها ووجدت لسان حالها ينطق دون وعي
بحبك وجيت لك علشان أقول لك خلاص يالا نبنى عشنا الجديد ومن النهاردة لو حابب  
كان يملك ۏجعا يكفى العالم بأكمله مما حدث له وما إن استمع إلي اعترافها قام منتفضا من مكانه وقف أمامها مع مراعاة المسافة مرددا بارتياح توغل جسده
يااااااااه ياريما أخيرا قلتيها وأخيرا سمعتها 
وتابع هيامه بها وهم في مشهد يحبس الأنفاس فالشمس ورائهم قد قاربت على الغروب والبحر أمامهم ونجوم السماء تضوى بريقا لامعا فقد حان الوقت لإنطلاق العاشقين
في سماء الحب المتيم لقلبهم 
كلامك كأنه هدية نزلت من السما برد قلبي الموجوع بالظبط زي المطر اللى نزل في صحرا زرعها قرب ېموت واخير ارتوى من عطاء الله  
أشار إليها بعينيه أن تجلس علي تلك الأرجوحة فنظرت إليها بحب وجلست نفس
مكانه وكم
أحست بشعور الدفئ أما وهو جلس على الكرسي الموجود أمامها وتابع حديثه
عارفه انا بتخيل إيه دلوقتي ياريم  
بصوت خفيض أجابته
ايه ياقلبها  
ابتسم بعشق جارف وأجابها
بتخيل اننا هنتجوز النهاردة وأجيبك في نفس المكان ونقعد أنا وإنتي نفس مكانك ده وبتخيل قربك مش عارف حاسس إني هبقي في حبك وقربك أنانى لدرجة متقدريش توصلي لها  
دقات قلبها تتسارع من كلماته فهو بارع في حديث المحبين ومن شدة خجلها ابتسمت وهي تومئ برأسها أرضا أما هو أكمل ولهه بها فقد أنسته حزنه في لحظة كم هى جميلة في نظره وأردف بنبرة صوت عاشقة
ياه مقابلتش في نوعيتك دي ستات خالص ياريما إنتي نوع مختلف خجلك يشد يخلي أي راجل يبقي عايز يقتحم حصون الخجل دي إنتي متعرفيش إنتي بتعملي فيا ايه وجوايا بيبقي ثاير ومحتاج وملهوف لقربك 
وتابع بتأكيد
يعنى كل الستات اللى أنا عرفتهم واللي منهم عاشرتهم مكنوش زيك أبدا فعلا إنتي غيرهم  
خرجت من حالة التيهة التى انتابتها جراء تصريحاته الأخيرة وأردفت باندهاش
ستات وعاشرتهم ! ليه إنت راجل مزواج وأنا مش واخدة بالي ولا بتاع ستات ولا إيه بالظبط 
ضحك بشدة حتى سعلت عيناه من غيرتها البادية على وجهها وطريقة حديثها وأردف بنبرة مشاغبة
الله ده القمر طلع بغير بقي وأنا واخد بالى أوووي  
مطت شفتيها بدلال وأردفت بنبرة معترضة
بغير مين لاااااا متقلبش المواضيع وتتوه لازم تحكي لي كل حاجة دلوقتي حالا ده أولا ثانيا تقول لي ليه مختفي بقالك تلت أيام وقافل تليفوناتك 
يا الله لقد نسي حزنه في قربها ولكن الآن ذكرته مرة ثانية أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها
أنا اتجوزت مرتين أول مرة نهال كنا عايشين نوعا ما كويسين اتجوزتها وأنا مالك اللى لسه متخرج من
كلية الفنون ومكنتش أملك حاجة خالص وقفت جمبي وساعدتني وادتنى دهبها فتحت
مصنع صغير بقرض كبيير من البنك وبقيت أشتغل ليل نهار علشان أقدر أسدد القرض وتمر الايام والسنين وأكتشف إن عندي مانع من الخلفة والدكاترة مش قادرين يعرفوا المانع ده من إيه
ومقدرتش تصبر كتيير من زن أهلها طلبت مني الطلاق ومش بس كدة طالبتني بدهبها وبفلوس كانت جايبهالي من والدها وكانت دين عليا هسده في وقت معين ضغطت عليا جامد وشدت الحبل أووي وسابتنى في عز مانا محتاجها ماديا ومعنويا 
وتابع حديثه وعلامات وجهه متأثرة بذكراه المريرة
كنت كونت معارف وبدأ اسمي يظهر واستلفت لها الفلوس من كل مكان وقررت إني مستسلمش للضعف والخذلان وصنعت من عز الضعف قوة لنفسي لايستهان بيها
وبقيت مالك الجوهرى عافرت سنين وسنين وكنت بتابع مع دكتور واللي خلاه يتعجب إن بدأ يشوف إن العلاج بيجيب نتيجة معايا لكن في حاجة غامضة هو مش فاهمها ومرت الشهور ونهال عرفت إن حالتى بتتحسن فحاولت مرارا وتكرارا إننا
نرجع لبعض لكن أنا رفضت بشدة وسافرت روما علشان أحضر المعرض السنوي وهناك قابلت جوليا واتعرفت عليها واتجوزنا في أربع شهور لكن لقيت طباعي غير طباعها واتطلقنا بعدها بشهرين 
لم يريد أن يفشى لها سر طلاقه منها ولا أن يخبرها أنه طلقها في نفس الليلة التى تزوجها بها كى يحفظ سرها فمالك رجل بمعنى الكلمة 
وهناك رحت تابعت مع دكتور كبير وعملت تحاليل جينات من ساعة ماتولدت ولكى أن تتخيلي قال لي ايه
الدكتور علي التحاليل 
سألته بانتباه لكل كلمة
قال لك ايه الدكتور ساعتها 
كان موجوعا مټألما مجروحا ولكن أجابها كي يهدأ ويرتاح باله 
قال لي إني قعدت سنين أخد علاج سبب لي عقم وإني كنت سليم وطبيعي جدا 
شهقت پصدمة وهي تضع يدها على فمها تكتم صوتها وفتحت أعينها علي وسعهما مرددة بذهول
معقولة الكلام ده ! مين قدر يعمل فيك كدة  
بعينين داميتين أثر تذكره أحابها
أختي بنت أمي وابويا 
اتست بؤبؤ عينيها وهتفت باستنكار
أختك ! إزاي تعمل كدة انت متأكد متظلمهاش  
نظر أمامه بشرود
تصوري إني قررت بعد تفكير كتيير إني مدورش وأسأل واستفسر عن اللي عمل كدة علشان كنت خاېف من الۏجع اللي مهما قلت لك إحساسه مرير قد إيه مش هتصدقى 
وتابع بمرارة في حلقة كمرارة العلقم
جوزها اللي عرف بمحض الصدفة ومنعها إنها تكمل أذيتها ليا ولما اختلفوا مع بعض بسبب مشاكلها اللى مش بتخلص اتكلم
وقال لنا علي اللي عملته ساعتها الدنيا اسودت في عنيا وعلشان وصية ابويا ليا إني أخلي بالي من اخواتي ونظرة امي اللي الۏجع كان قرب يخرج منهم وينطق معملتهاش حاجة وسبت البيت وجيت على هنا وأنا محطم ومتدمر من الأخ اللي معدش فيه خير لأخوه  
تنهد بقوه بعد أن أنهى حكواه فأغلقت عيناها من هول زفيره وأومأت تطمأنه
طيب ممكن ننسى
اللي فات ومنفكرش فيه ونبدا في اللي جاي وكفاية ألم لحد كدة  
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه 
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة
تفتكري هقدر ولا أنا كدة بقيت بقايا روح تعبت من
المعافرة 
بنظرة مبتسمة خلقتها من ضلع ۏجعها عليه أجابته
متقلقش هبقي معاك وهنداوي چروح وندوب قلوبنا مع بعض ويمكن الۏجع اللي عشناه احنا الاتنين نخلق منه السعادة ونحافظ عليها علشان منتوجعش  
أومأ لها بفقدان أمل 
إللي عاش حياته كلها بييتألم وفجأة اتفتحت له ابواب السعادة
هيفضل كل لحظة مستني لحظات السعادة تختفي كالعادة لحد ما يفقد لذته بالفرحة من كتر الانتظار ومن كتر قناعته إن الفرح مش مكتوب له  
هتفت بنفس نبرة التفاؤل والأمل 
مين قال ربنا سبحانه وتعالى رزقنا نعمة النسيان وصدقنى خليك واثق إن رب الخير لا يأتي إلا بالخير 
وتابعت بابتسامة لتذكرها ذاك الأب الحنون 
كلمة دايما بابا جميل بيقولها لي وكمان دايما بيشجعني إني أنسى ألامى وبيردد لي 
ولسوف يعطيك ربك فترضى وعلشان كدة عندي حسن ظن بربنا سبحانه وتعالى لأبعد الحدود 
هدأت روحه من كلماتها وحقا شعر براحة نفسية توغلت روحه من مجرد كلمات أراحته بها فحقا كلمات الحبيب لها تأثير شديد في قلوب محبيهم! أ كلمات المحبين تداوى چروح دميمة كانت ستأكل في رياحها الأخضر واليابس!
نعم فهى كذلك مجرد كلمات عبارة عن دواء لندوب قلب وغذاء لهلاك روح 
ود في تلك اللحظة أن يسحبها له بل ويسحقها داخلهما كي ينعم بدفئ نعيمها ويتنعم بقربها 
فتحدث متأثرا من كلماتها
كنتى فين من زمان ياريم كنت محتاجك أوووي في حياتى اتأخرتي أووي وضاع من عمرى كتييير على ماقابلتك  
شعرت
بتيهته وأجابته بعفوية
كل شيء بأوان ووقت ماربنا أراد اتقابلنا  
سألها بحيرة 
إنتي بجد حبتينى زي مانا حبيتك ولا مجرد شعور بالارتياح وإني صعبت عليكى  
رأت نظرة الضياع في عينيه حينما سألها وردت إجابته مثلما قالتها منذ قليل ولكن تلك المرة شعرت بالخجل من حصار عيناه ونظرت
أرضا دليلا على خجلها رأى صمتها وأحس بخجلها وردد 
متتصوريش لو قعدت عمري كله أبص لك مش
هزهق 
وظل ينظر إليها وقد غربت الشمس وأتى الليل بسحره على العاشقين وكلاهما استمعا إلي كلمات كوكب الشرق
يا حبيبى الليل وسماه ونجومه وقمره وسهره وانت وانا
يا حبيبى
انا يا حياتى انا كلنا فى الحب سوا
والهوى اه منه الهوا سهران الهوى
يسقينا الهنا ويقول بالهنايا حبيبي
ياللا نعيش فى عيون الليل ونقول للشمس تعالى بعد سنة
مش قبل سنة دى ليلة حب حلوه بالف ليلة وليلة
بكل العمر هو العمر ايه غير ليلة زى الليلة
ازاى اوصف لك يا حبيبى ازاي
قبل ما احبك كنت ازاى كنت ولا امبارح فاكراه
ولا عندى بكره استناه ولا لحد يومى عايشاه
خدتنى بالحب فى غمضة عين
وريتنى حلاوة الايام فين
الليل بعد ما كان غربة مليته امان
والعمر اللى كان صحرا اصبح بستان
يا
حبيبى يالله نعيش فى عيون الليل
ونقول للشمس تعالى بعد سنة
مش قبل سنة دى ليلة حب حلوه بالف ليلة وليلة
بكل العمر هو العمر ايه غير ليلة زى الليلة  
وفي لحظة اهتزت مشاعره تجاهها وحمل مفاتيحه قائلا بمشاغبة وبغمزة من عيناه مرددا
يالا بسرعة مش هنقعد هنا لحظة واحدة ياإما إنتي حرة أنا مش مسؤول عن اللي هيحصل 
ما إن رأت نظراته التى تفهمها حتى حملت حقيبتها وهرولت أمامه صعدت سيارته وانطلق بها إلي منزلهم وفى أثناء طريقهم
نظر إليها قائلا
بصي بقي إنتي تتصلي حالا ببابكى وتعرفيه إن مالك بيستأذن يجي النهاردة علشان يطلب ايدي وعلي عشرة بالدقيقة هكون عندكم أنا وماما وحالا انا هرن على الدكتور رحيم هبلغه يمهدلنا الدنيا 
اتسعت مقلتيها وأردفت بذهول
ايه ده إنت بتهرج! الساعه ٦ على فكرة خليها بكرة طيب  
حرك راسه رافضا بقطع
لااااا والله مش هستنى تانى ومش هيحصل اتصلى حالا 
وظل ورائها إلى أن هاتفت والدها وأبلغته وأدلى
ادهاشه في البداية ولكن رحب بمجيئة فخير البر عاجله
وبدوره هاتف رحيم وأبلغه كى يدعمه وبالفعل فرح رحيم بشدة لأجل قرارهم المفاجئ وأخيرا سترتاح
صغيرتهم بعد عناء دام ثلاث سنوات من فقدانها لزوجها 
أوصلها مالك وذهب إلي اليخت مرة أخري وأبلغ والدته أن تأتيه وهي في قمة شياكتها وأبلغها بما حدث لأنه قرر عدم المعيشة في مكان تتواجد به هيام ولرجولته ولأنها وصية أبيه لم يطردها وفضل الابتعاد وأخيرا سيتزوج ويمكث بجانب والدته في
 

تم نسخ الرابط