انا لها شمس
المحتويات
فائتة منهأخبرته أنها بخير وبأنها ستعود فور انتهاء مراسم العزاء التي ستستمر لمدة ثلاثة أياممرت الثلاثة أيام بصعوبة عليهالأول مرة تلج لمنزل أبيها لتجده خالي منهعندما حل مساء اليوم الثالث وبعد انتهاء العزاء وذهاب جميع النساءولجت لغرفتها لترتدي ثوبها التي حضرت به وجهزت صغيرها وحملت حقيبة يدها لتخرج من الغرفة لتفاجأ بعزيز يقف بوجهها وهو يقول بصوت حاد
إنتهى الفصل
أنا لها شمش
بقلمي روز أمين
هذه الروايه مسجلة حصالفصل التاسع عشر
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
كانت تقود سيارتها بسرعة فائقة وكأنها تسارع الزمن لتصل إلى عزيز عينيها قبل فوات الاوان لم تنقطع دموعها منذ أن انطلقت بسيارتها وللأنفكرة أن والدها من المحتمل أن يفارقها تدمي قلبها وتجعل داخلها ينتفض رعباهل سيرحل ذاك الحبيب ويتركها تواجه عالمها المستوحش بلا سندنعم لم يكن لها بالسند القوي طوال الوقت لكن طالما ظهرت قوته بالوقت المناسبفكلما تكالب عليها الذئاب واظهروا مخالبهم إستعدادا لنهشها لينال منها الإحباط تحت كثرة عددهم وعندما تشارف على لفظ أنفاسها الاخيرة يظهر هو لينقذها من براثن أعدائها وينأى بها بعيدا عن خبثهموصلت في وقت قياسي لشدة سرعتها صفت السيارة أمام المشفى وترجلت تهرول للداخل حتى وصلت للإستقبال ومنه إلى المكان المتواجد به أبيها حسبما وصف لها موظف الإستقبالخطت خطوتان لتفاجيء بوجود عزيز وأيهم ينتظران خارج غرفة الكشفأخذت نفسا عميقا لتمد حالها بالصبر لتحمل اسلوب شقيقها المستفز قبل أن تتحرك وتخرج صوتها المړتعب وهي تسأل شقيقها
الټفت كلاهما باتجاه الصوت ليهب أيهم مهرولا نحو شقيقته ليمسك كفها وهو يقول بحزن تجلى بصوته وظهر داخل عينيه
مع الدكتور جوة ومعاه ماما و وجدي
كان صدرها يعلو ويهبط بقوة وأنفاسها تتعالى لشدة خۏفها الممتزج بهرولتها إلى أن وصلتوقبل أن تسأله عن حالة والدها باغتها مقاطعا ذاك الجالس يترقب طلتها
طالعته بملامح جادة لتقول بنبرة هادئة
إزيك يا عزيز
الحمدلله يا بنت أبويا نطقها ليقف منتصب الظهر وتحرك حتى وقف قبالتها يطالعها بحنان تعجبت له والادهى من ذلك صوته الهادئ الذي نطق به وهو يحاول طمأنتها
مټخافيش أبوك شديد هيقوم منها وهيبقى زي الفل
تعجبت تغييره الكلي في معاملتها لكنها تغاضت عن الأمر ورجحت تصرفه إلى ارتباكه وحزنه على والديهما فتحدثت إليه بنبرة متأثرة
قولت لك مټخافيش ابوك عفي وهيقوم منها بالسلامة
تسمر ج سدها وتشتت تفكيرها وللحظة باتت تتسائلمن هذا بحق الله!
أهذا هو عزيز بعينه! ذاك القاسې من تذوقت على يديه جميع أنواع الذل والمهانة!
سلامتك يا باباألف سلامة
ابتعدت كي لا ترهقه وما أن تطلعت عليه بتمعن حتى انخلع قلبها ړعبا عليهفقد شحب وجهه كثيرا وسكن عينيه المړض حيث أصبح بياض عينيه
كويس إنك جيتي يا بنتي علشان أشوفك قبل ما ربنا ياخد أمانته
متقوليش كده يا بابا إنت هتتعالج وهتبقى كويس إن شاء الله
رمقتها منيرة بنظرات حادة لتقول
ناهرة
ابتعدت لتفسح
حمدالله على السلامة يا إيثار
الټفت بجسدها ليجذبها بين أحضانه وهو يقول
عاملة إيه
ابتعدت قليلا لتخبره بهزة من عينيها
أنا بخير الحمدلله
واستطردت مستفسرة
الدكتور قال لكم إيه عن حالة بابا
لسة الإشعة مطلعتشالدكتور قال إنه هيتحجز هنا في المستشفى كام يوم علشان يتابعوا حالته ويشوفوا عنده إيه قالها بهدوء لتنطق وهي تنسحب بهدوء داخل غرفة الطبيب
أنا هدخل أسأله بنفسي
لوت منيرة فاهها ورمقتها بسخط بعدما تجاهلت وجودها ولم تلقي عليها حتى السلام او تسألها عن حالهاولجت إيثار بعد الإستئذان لتسأل الطبيب عن حالة غاليها ليجيبها الطبيب أن حالته ليست بأحسن حال من خلال قياس النبض والهيئة العامة لجسده النحيل لكنه لا يستطيع تحديد خطۏرة الوضع من عدمه إلا بعد ظهور نتيجة التحاليل والأشعة التي أجريت لهأخبرته أنها ستنقل والدها لمشفى الاباصيري الإستثماري ليذهل الرجل من ذاك الإسم اللامع والشهير بعالم الطب ليتعجب داخله من كيفية دخول شخصية بسيطة ك غانم إلى مشفى إستثماري كبير ك مشفى الأباصيري
خرجت من عند الطبيب لتخبر والدها وأشقائها بانتقال والدها لمشفى كبير بالقاهرة ليقول والدها باعتراض بصوته الخاڤت
أنا مش رايح لمكان يا بنتي خليني أموت على فرشتي أحسن
انحنت لتجلس تحت ساقيه لتقول بنبرة تشع حنانا بعدما ضمت كفيه بخاصتها
العمر الطويل ليك يا حبيبيإحنا هنروح مستشفى كبيرة وهيتعمل لك كل اللازم هناك وهتخف وصحتك هترجع احسن من الأول كمان
مالت على كفيه لتطبع قبلة حنون لترفع وجهها تطالع عيناه مسترسلة بتفاؤل
وبكره هفكرك
ابتسم بوهن وبصعوبة رفع كفه ليمرره فوق وجنتها الناعمة ليشعر بحنان الدنيا يملؤ عينيها التي تطالعهاخيرا قررت تلك عديمة الإحساس التخلي عن صمتها لتتحدث بملامح وجه صارمة
ودي مين اللي هيدفع فلوسها إن شاء الله
حزن غانم من كلمات زوجته وشعر بالعجز وبأنه عالة على الجميع لتهتف سريعا بعدما شاهدت تعبيرات وجهه الحزين
محدش هيدفع حاجةدي مستشفى إبن الباشمهندس أيمن مديري وهو هيعمل لي تخفيض كبير
تابعت مسترسلة كي لا تشعر والدها بالحرج
اللي هدفعه هيكون مبلغ رمزيوبعدين الدنيا كلها فدى إن بابا يقوم بالسلامة
ابتسامة حزينة ارتسمت بجانب ثغره لتهتف منيرة بتبرير بعد أن رأت الأسى على وجه زوجها
طبعا فداه الدنيا كلها بس الإيد قصيرة والعين بصيرة
واسترسلت عن قصد وهي ترمقها بذات مغزى وكأنها تحملها ذنب حالة أشقائها
وزي ما أنت شايفة حالة إخواتك لا تسر عدو ولا حبيباللي ميشوفش من الغربال يبقى أعمى
وصلها المغزى من الحديث التي سأمته وما ان تطلعت لأبيها بحنان حتى جذب انتباهها صدوح رنين هاتفها لتخرجه من حقيبة يدها لتفاجئ برقم أيمنوقفت وهي تتحدث لأبيها تعلمه
ده الباشمهندس أيمن بيتصل علشان يطمن عليك وياخد عنوان المستشفى هيبعت لحضرتك عربية إسعاف مجهزة تنقلك علشان تكون مرتاح
تمعنت بعينيه مستفسرة
هدي له العنوان يا بابا
اومأ بضعف لتقف جانبا تعيد الإتصال الذي انقطع وتخبر أيمن بالعنوان ليبعثه في الحال لنجله الذي أسرع بإرسال عربة مجهزة حسب أوامر والده حيث أبلغه بأنه سيتكلف نفقة العلاج ليعارضه أحمد بعدما أصر على تحمل المشفى جميع التكاليف واعتبارها حالة إنسانيةوذلك لما يكنه من احترام وتقدير ل إيثار
بعد مرور حوالي الثلاثة ساعاتوصل والد إيثار المشفى ليستقبله أحمد بحفاوة وبدأ بالكشف عليه هو وبعض
الأطباء الأكفاء وإجراء الفحوصات المطلوبة لتحديد ما يعاني منهوبعد قليل بعث أحمد إلى إيثار لتحضر بمكتبه الخاص فقرر وجدي الذهاب بصحبتهاولچا للداخل ليشير لهما أحمد بالجلوس وبدأ بالحديث بمهنية طبيب ماهر
طبعا الإشاعات اللي عملناها لسة نتيجتها هتطلع بكرة والمفروض ما اتكلمش معاكم في حاجة إلا بعد ما نتأكد
أخذ نفسا عميقا ليزفره بقوة دلت على ما ينتوي قوله لينخلع قلبها بعدما توقعت سوء حالة والدها المړضية ليتابع أحمد بحديثا ثقيلا على قلبه
للأسفالدكتور الإستشاري اللي حضر الكشف الأولي على بباكم شاكك في کانسر في الكبدكل المؤشرات بتوحي لكدة
شاكك ولا متأكد نطقتها بقلب ېنزف دما وساقين ترتجفتين لشدة صډمتها من ذاك الخبر المشؤوم والتي تتأمل أن يخطئ الطبيب بتشخيصه لتتابع بصوت مهزوز
أصلها تفرق يا دكتور
تنهد بضيق ليجيبها بمهنية
دكتور سليم متخصص في أورام الكبد وعنده خبرة كبيرة فيه
واستطرد بأسى ظهر بين فوق ملامح
وجهه
ولو مكنش متأكد 100100 عمره ما كان هيبلغني
نزلت كلماته على قلبها الضعيف لتشطره لنصفينلم يسبق لها خوض ذاك الشعور المرير من قبل فقد خاضت معارك كثيرة وذاقت من الخيبات والإنكسارات ما حولها لتلك الصامدة الساندة لحالها لكن تلك المرة تختلف كليافالصدمة هذه المرة تخص الإنسان الأغلى بحياتها والدها الحنون الذي طالما غمرها بحنانه وشملها بعطفه ورعايته وساندها
كثيرا كي تتخطى الكثير من عثراتهاسقط قناع القوة
لديها لتنهمر دموعها ك شلالات بعدما فقدت السيطرة عليها مما جعل شقيقها الذي لا يختلف شعوره عنها بالكثير من أثر الصدمة ليربط على كفها قائلا في محاولة منه لتهدأتها
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم واتفائلي خير كل دي لسة تخمينات
بالرغم من وثوقه التام في قدرة دكتور سليم الطبية لكنه أراد أن يمنحها بعض الأمل الزائف كي يرتاح قلبها قبل التأكيد لينطق في محاولة منه لبث التفاؤل لدى تلك الذي نزل عليها الخبر كالصاعقة
أتمنى من كل قلبي إن تشخيص دكتور سليم يطلع غلط أنا حبيت بس أبلغكم علشان تكونوا مستعدين للي جاي لانه للأسف صعب عليه وعليكم قبل منه
تخبطتشتتعدم اتزان بالمشاعرفقدان التركيز وشعورا بالضياع كل هذه المشاعر هاجمتها هي وشقيقها الصامتتحاملت على حالها لتستند بساعديها بجانبي المقعد كي تستطيع الوقوف لتنطق بحروف خرجت مهزوزة بعدما تطلعت إلى أحمد
متشكرة لتعبك واهتمامك يا دكتور
أجاب باحترام لشخصها
ماتقوليش كده يا إيثارإحنا اخوات والباشمهندس موصيني عليك بنفسه وتأكدي إن والدك في إيد أمينة وأي حاجة هنلاقيه محتاج لها على الفور هتتعمل له
بنبرة تملؤها عزة النفس أجابته
متشكرة جدا لحضرتك وياريت تدي خبر للحسابات إني هعدي عليهم بكرة بالكتير
أجابها بنبرة زائفة كي لا ېجرحها ويشعرها بالتقليل
والله الموضوع ده تحليه بينك وبين مديركلأني واخد دفعة كبيرة تحت الحساب
نظرت له بامتنان وخرجت بمجاورة شقيقها لتنطق قبل أن يتجها صوب غرفته التي خصصها له أحمد
وجديالكلام اللي إتقال لنا من دكتور أحمد هيفضل بينا ومش هيخرج حتى لعزيز
واسترسلت بإيضاح
مش عايزين بابا ياخد بالهعلى الأقل لحد ما نتيجة الإشاعات تطلع ونطمن على بابا وإن معندوش حاجة إن شاء الله
حاضر يا إيثار نطقها ليتلفت من حوله وهو يقول بتوجس
المستشفى شكلها غالي قويهتسدي حسابها إزاي ومنين
أجابته بهدوء
أنا معايا فلوس ركناها في البنك تحسبا لأي طوارئ وأظن مفيش ظروف أسوء من كده علشان استخدمها وكمان دكتور أحمد أكيد هيعمل لي تخفيض كبير
دلفا لوالدهما وحاولا التخفيف عنه ليسألها بتوجس
الدكتور قال لك إيه عني يا بنتي
ضمت كفه الضعيف بين راحتيها ومالت بقامتها لتضع قبلة حنون عليه ثم طالعته بعينين مملؤتين بالحنان وهي تجيبه بكلمات زائفة تبث من
خلالها السکينة والإطمئنان بروحه
قال إن صحتك زي الفلبس جسمك مرهق شوية ومحتاج شوية مقويات مش أكتر
بجد يا إيثار قالها بعينين متأملتين النجاة لتومي له بابتسامة زائفة بينما قلبها ېنزف لرؤية غاليها بذاك الوهنمسدت بكفها فوق وجنته بحنان لتجيبه بأمل تعلم من داخلها مدى زيفه
طبعا يا حبيبيانا عمري كذبت عليك في حاجة
نطقت كلماتها الأخيرة بابتسامة ليهز رأسه نافيا بابتسامة مماثلة لخاصتها كل هذا تحت نظرات منيرة الماكثة بالمقعد المقابل لوقوف ابنتها الجهة الاخرى وهي تزفر بضيق وعدم رضا لما يحدث من حولهالاحظ
متابعة القراءة