الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
سواه غافلا عن تلك التي تراقبه بحذر منتظرة الوقت المناسب
لتقوم بسرقتها و اقتسامها هي ضرتها
تلمست الكيس مرة أخيرة قبل أن ترجعه مكانه ثم تهرول خارجا للبحث عن مكان مناسب لتخفيه فيه خوفا من أن يقوم زكريا
بتفتيش كامل المنزل عند عودته فالمبلغ لم يكن قليلا بل كان أكبر بكثير مما توقعته هي و جميلة لذلك هو لن يمرر ما حدث مرور الكرام و لكنها لم تكن تبالي كثيرا بما قد يفعله لها حتى و لو وصل الأمر إلى الطلاق
نفخ أيهم دخان سيجارته پعنف و هو يرمق شاهين الذي كان يقف أمام المرآة منشغلا بربطة عنقه قبل أن يهتف بغيظللدرجة دي مستعجل مقدرتش تأجل جوازك اسبوع كمان
أيهم
اجابه شاهين ببرود و هو يرتدي جاكيت بدلته السوداء إحضر الفرح و بعدين إرجع ثاني كمل شهر العسل بتاعك
ضحك عمر بخفوت ليرسل له ايهم نظرة غاضبة قبل أن يعود لتدخين سيجارته بصمت
ليصفر عمر مدعيا الإعجاب و هو يهتف بتسلية ممم
كالعادة مش بتلبس غير اللون الاسود بس بالرغم من داه لايق عليك يا عريس
لوى شاهين ثغره بتهكم و هو يهتف بجمود طب يلا انت و هو الوقت تأخر و لازم نروح الاوتيل دلوقتي
أبتسمت لها كاميليا بخجل قبل أن تجيبها ميرسي جدا ليكي داه عشان انت شاطرة جدا في شغلك
أومأت لها بايجاب و هي تمسك بفستان الزفاف بيديها و تتحرك إلى الأمام بصعوبة
فتح الباب لتخرج العروس لتجد هبة و نور ووالدتها بانتظارها و قد انتهوا من إرتداء فساتينهم
اما هبة فقد إرتدت الفستان الفخم الذي بعثه لها عمر
شهقت نور بخفة حالما رأت أختها تتهادى في فستانها الأبيض لتقفز عليها و تحضنها بقوة و هي تقول طالعة حلوة اوي يا كامي زي القمر
أدمعت عيني والدتها و هي ترى ابنتها الكبرى عروسا في غاية الجمال و الروعة لتبعد نور بخفة و تقبل جبينها و هي تتمتم بكلمات التهنئة تلتها ببعض النصائح كسائر الأمهات
بعد دقائق قليلة قرع الباب تلاه دخول شاهين بجسده الضخم و طوله الفارع إقترب من كاميليا و هو يتفحص كل إنش في جسدها ووجهها بنظراته الجامدة متجاهلا إبتسامة والدتها التي يراها للمرة الثانية بعد مجيئه إلى منزلهم و خطبة كاميليا قبل أيام قليلة
تأبطت ذراعه بارتعاش و يدها الأخرى تمسك بها
فستانها و هي تجاهد ان لا تتعثر به
اما نور التي أفاقت من دهشتها و هي ترى شاهين أمامها الذي سيطر على من حوله بهيبته و حضوره الطاغي لتميل على هبة و تهمس في أذنها بارتباك الراجل داه شكله مرعب يا هبة انا لسه مستغربة إزاي كاميليا مش پتخاف منه و كمان غامض جدا حتى شوفي ملامحه مفيهاش اي تعبيرات بتدل على أن العروسة عجبته او لا
تستمر القصة أدناه
ضحكت هبة في داخلها بسخرية قائلة و مين قال إنها مش پتخاف منه دي مش بعيد يغمى عليها في أي لحظة
أفاقت من شرودها على جذب نور لها للنزول إلى الاسفل و الالتحاق بالعروسين و الحفل
في حديقة الفيلا
التي زينت بكل انواع الزهور الراقية و الشموع المختلفة و احجامها و ألوانها المتناسقة مع الوان الزهور و الطاولات و سائر الديكور الفخم الذي تراوحت ألوانه بين الأزرق الداكن و الأسود و الذهبي الوان غامقة غريبة تعبر عن قوة و غموض صاحبها
بدأ المدعوون بالاقتراب من العروسين لتهنئنتهم بكلمات التهاني والتبريكات المنمقة و ليستطيعوا رؤية العروس عن قرب التي انبهر الجميع بجمالها الاخاذ وبراءة مظهرها و رقتها حتى أن البعض استغربوا في داخلهم كيف لهذا الملاك البريئ ان يقع في براثن الشيطان
على إحدى الطاولات جلست ليليان مع عائلة عمها و قد تألقت في ثوب بني هادئ و حجاب خمري استطاعت ان تلفت جميع انظار من حولها بجمالها الفتاك و طلتها الساحرة
كانت تراقب بحزن زوجها أيهم الذي كان مشغولا كعادته بمغازلة الفتيات و النساء اللواتي ملأن الحفل بفساتينهم الراقية مستغلا وسامته و مكانته الاجتماعية التي جعلت كل الفتيات تتسابقن الإيقاع به بالرغم من كونه رجلا متزوجا
على طاولة أخرى يجلس عمر مع عائلته و هو لايزيح عينيه عن هبة الذي كان يرمقها بنظرات عاشقة و كأنه لا يوجد غيرها في الحفل
في منتصف الحفل حمل شاهين طفله فادي الذي الذي بدا أنيقا في بدلة زرقاء اللون شبيهة ببدلة والده ثم سلمه إلى إحدى الخادمات لتأخذه إلى غرفته بعد أن داهمه النعاس
داه فادي
قبل أن يعود للجلوس على الكرسي الوثير المخصص للعروسين بجانب كاميليا التي منعها من مغادرة مكانها طوال الحفل رغم إلحاح نور و هبة بتركها ترقص معهما
الفصل الخامس عشر
نزعت نور حذائها باهمال ثم ارتمت على الاريكة القديمة في صاله الشقة قائلة بتعبآه ياني يا رجلي حموت من التعب مش قادرة حتى اروح أوضتي
ضحك والدها سعيد الذي كان يحمل كريم النائم بين ذراعيه قبل أن يتوجه به
إلى غرفته ليضعه على فراشه ليكمل نومة بينما جلست والدتها بجانبها تنزع حذائها و حجابها و هي تقول بسخرية طبعا حتتعبي ما أنت طول الليل مقضياها رقص و تنطيط
قطبت نور حاجبيها بانزعاج و هي تجيبها الله ياماما مش فرح أختي و بعدين لو انا مرقصتش مين حيرقص ها دي حتى هبة رفضت انها ترقص معايا حسابها معايا الكلبة لما اشوفها بس و عاملة نفسها صاحبة كاميليا
الام عشان عاقلة مش زيك مچنونة طول الفرح مقعدتيش على الكرسي
نور و هي تدلك قدميها المتورمتين ما انا قعدت لما فتحوا البوفيه ياااع شفتي أكلهم يقرف زي أكل المستشفى اللي بيأكلوه للعيانين كله سلطات و شوربة و حاجات بيضاء مفيهاش لاطعم و لا ريحة انا مش عارفة هما معاهم فلوس كثير ليش مش بياكلوا أكل حلو مفيش سمك و لا لحمة و لا حتى فراخ
الام بضحك داه أكل الناس الاغنياء هما بيحبوا الاكل الصحي مش زينا يا بنتي
نور بلهفة و قد تذكرت شيئا مهماماما هو احنا حننقل إمتى انا خلاص کرهت الشقة دي و الحارة خصوصا لما شفت الفيلا بتاعة جوز كاميليا دي تجنن ياماما ثلاث طوابق بحالها و فيها يجي مية أوضة و جنينة كبيرة أوسع من حارتنا كلها و فيها شجر كثير وورد و كمان في بيسين و الام مقاطعة على مهلك يا بت بالراحة كل داه شفتيه في الفرح
نور بحماس أيوا ياماما و كمان شفت الفيلا من جوا لما ساعدت كاميليا انها تتطلع الأوضة يااااه يا ماما داه جناح بحاله اكبر من شقتنا دي عندها أوضة كاملة فيها يجي ثلاث محلات لبس و حمام و جاكوزي و تراس كبير مليان ورد و فيه قعدة كمان هو كان مقفول بس كان باين عشان الحيط كله قزاز
لما توقفي قدامه بيبين كل حاجة تحت و السرير بتاعهم كبير اوي يكفي عيلة بحالها و الأثاث يا ماما يجنن انا عمري ماشفت الحجات دي غير في التلفزيون كله كوم و جوزها داه كوم ثاني كامي محظوظة اوي يا ماما هو آه شايف نفسه شوية بس
من حقه عشان غني ووسيم و
قاطعتها ظربة خفيفة من والدتها على كتفها لتشهق نور پألم قبل أن تسمع والدتها تعاتبها إختشي يا بت داه جوز أختك إيه الكلام اللي بتقوليه داه اخرسي قبل مايسمعك ابوكي
نور بتأفف الله ياماما هو انا قلت حاجة غلط يعني ماهي دي الحقيقة الراجل مز أوي طول بعرض و هيبة كده زي الممثلين اللي بنشوفهم في التلفزيون داه أحلى حتى من أحمد عز و ميشيل موروني
الام و هي تنهرها
قومي يابت من قدامي على أوضتك قبل مايجي ابوكي و يمرر عيشتك قال موروني قال مين داه
نور بثرثرةداه ممثل أجنبى ياماما حبقى اوريكي صورته بكرة داه داه شبه شاهين جوز كاميليا بالضبط بس مش مغرور زيه تفتكري ياماما هو بيحب كاميليا بجد انا بصراحة حاسة بحاجة غريبة بينهم بس مش فاهمة إيه هيا
الام بجدية و قد آثارها كلام إبنتها حاجة إيه يانور انت سمعتي حاجة حصلت بينهم إحكي
بتعملوا إيه هنا لحد دلوقتي
قاطعها زوجها الذي خرج للتو من غرفة كريم متجها إلى غرفته
اجابته زوجته بارتباك و لا حاجة يابو كريم دي نور بتحكيلي على حاجات كانت فايتاني في الفرح
اومأ لهما بإيجاب قبل أن يدخل إلى غرفته لتعود نور لثرثرتها المعتادة مفيش حاجة ياماما انا بس لاحظت انه مش بيتكلم كثير و كمان منزلش يرقص مع كامي زي كل العرايس داه حتى مسابهاش تنزل من الكرسي
لم ترد نور ان تقلق والدتها أكثر بعد أن لاحظت تبدل حالتها لتعمد إلى تغيير الموضوع قائلة برجاء و هي تنظر لها بعيني جرو وديع
و النبي ياماما قولي لبابا خلينا ننقل على الشقة الجديدة
إبتسمت الأخرى و هي تشاهد حماس ابنتها الصغيرة التي نجحت في جعلها تنسى ما تفكر به منذ قليل قائلة
متقلقيش هو قال انه كمان يومين و حننقل بس المشكلة في شغله انت عارفة الاستاذ مؤمن اللي بيشتغل معاه تقريبا هو معتمد عليه في كل حاجة و صعب انه يسيبه بعد السنين دي كلها
نور بضيق و هو احنا حنأجل النقلة بتاعتنا عشان سي مؤمن داه و بعدين هو بابا يقدر يشتري عربية و بكده يقدر ييجي المحل و يكمل شغله مش ضروري يسيبه دلوقتي بالرغم من انه مش محتاج شغل متنسيش ان بابا
متابعة القراءة