تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان

موقع أيام نيوز

 


صحيح يا باشا يعنى مش هيعرف يوصل لحاجة 
على باستغراب انتى مالك خاېفة كدا ليه 
زينة بتلعثم اص اصله عقر أوى و أنا خاېفة ليكشفنى و يودينى ف داهية . 
على لا مټخافيش مش هيوصله غير اللى انا عايزه يوصله و بعدين تلت تربع اللى قولتيه صحيح.
زينة ربنا يطمنك يا باشا. 
على همتك بقى عايزك تشغليه بيكى فى أقصر مدة عشان اللعبة دى متطولش. 

زينة دا صعب اوى يا باشا دا عايز معجزة. 
على بثقة و انتى المعجزة دى يا زينة.. 
زينة بتعجب و انت ايه اللى مخليك واثق فيا كدا يا باشا! 
على علشان انتى بنت نضيفة و مالكيش ف اللوع
و انا متأكد انك هتخشى قلب يوسف علطول وشك بريئ أوى يا زينة معتقدش ان فى راجل عاقل مش هيحب برائتك و وشك الطفولى دا خاصة بقى لما يتعامل معاكى و يشوف رقتك و طيبتك.
ضحكت فقالت ههه.. و الله انت خلتنى احب نفسى يا باشا. 
على انا لو مكنتش مستخسرك فيا كنت اتجوزتك بس انتى تستاهلى شاب من سنك. 
زينة شالله يخليك يا على باشا يا رب. 
على يلا شدى حيلك كدا و عايز أسمع أخبار كويسه قريب. 
زينة ان شاء الله.. سلام 
على مع السلامة. 
أغلقت الهاتف و جلست على الأريكة تسترجع أحداث يومها و تحلل شخصية يوسف التى اكتشفت فيها الصفة و نقيضها فهو حنون و قاسى رزين و عصبى طيب و ماكر فازداد اعجابها به و حبها له الذى أنساها أنها مجرد أداة للإيقاع به و لكن ليذهب كل شيئ الى الچحيم يكفيها فقط أنها عرفته و أحبته و تعلقت به و تتمنى قربه ثم ليحدث ما يحدث بعد ذلك.
عند يحيى و عمار فى لندن......
بعدما ترك عمار ديما ذهب مسرعا الى مطبخ المقهى و أخرج هاتفه و قام بالاتصال على يحيى...
عمار الو... كيفك يا زلمة 
يحيى منيح.. خير مش عادتك تكلمنى بدرى كدا.
عمار اسمعنى منيح يحيى.. ديما راح تحاكيك هلا على التليفون بدها اياك تصلح جهاز الضغط تبعها.
جحظت عينى يحيى من الصدمة ثم أجابه قائلا نعم!... جهاز ضغط!... انت أكيد بتهزر.
عمار والله عم كلمك جد.
يحيى جهازضغط ايه يا عمار لا طبعا قولها مش جاى.
عمار بنبرة تحذيرية يحيى... اذا بتحاكيك البنت لا تحرجها ديما بنت كتير حساسه.
يحيى بقى بعد أجهزة التنفس الصناعي و إجهزة الغسيل الكلوى أصلح جهاز ضغط! 
عمار شو فيها يا زلمة! ... بترجاك يحيى لا تزعلها لديما اوكى! 
يحيى بنفاذ صبر اوكى يا عم عمار اما نشوف اخرتها معاك انت و الست ديما بتاعتك. 
عمار أخرتها زواج ان شالله. 
يحيى باستغراب نعم! 
عمار بقول اخرتها خير ان شالله. 
يحيى ماشى يا عمار روح شوف شغلك يلا و أروح انا اصلح جهاز الضغط. 
عمار ههههه اوكى باى 
أغلق يحيى الهاتف و أخذ يحدث نفسه بصوت مسموع يا خسارة الماجستير و الدكتوراه أخرتها... جهاز صغط!!.. ثم ضړب كفا على كف مرددا الله يخربيتك يا عمار على بيت اليوم اللى عرفتك فيه.
فى منزل لينا.... 
بعدما حكم أبوها بحپسها التزمت غرفتها و رفضت الخروج من الغرفة بتاتا فقد تملكها العند فأول من عاندت كانت والدتها المسكينة فمنذ تلك الساعة المشؤمة و قد رفضت لينا مساعدتها فى الأعمال المنزلية كنوع من أنواع الاضراب و الاعتراض علاما صدر ضدها من أوامر من جهة أبيها.
كانت متكئة على التخت تفكر كيف ستخرج من هذا المأزق فخطړ ببالها فكرة شيطانية فأمسكت هاتفها الجوال و أخذت تبحث عن رقم سهيله و هى تردد 
يلا اهو اى حاجة تسلينى بدل الحبسة دى. 
قامت بالاتصال بها حتى أجابتها الأخرى فردت برقة مصطنعة الو.. ازيك يا قلبى وحشتيني اووي. 
سهيله و انتى أكتر يا لى لى فينك يا بنتى محدش شافك من زمان.
حولت نبرتها الى الحزن و ردت انا ف مصېبة يا سهيلة و مش عارفةاعمل ايه 
سهيلة بتعاطف مصېبة ايه بس يا حبيبتى خير ان شاءالله!
رد بنفس النبرة الخبيثة مش خير خالص يا سولى... تصورى بابا جايبلى عريس بيشتغل نجار
شهقت الاخرى باستنكار و ردت ايه دا بجد!
لينا أيوة يا سولى و انا طبعا لما رفضت حبسنى و حرمنى من الخروج و التليفون و النت لما خلاص زهقت و جبت اخرى.
سهيلةبتعاطف حبيبتي يا لى لى باباكي شكله صعب اوى طب و بعدين يا قلبى بتعملى ايه و انتى محپوسة كدا 
لينا الملل هيقتلنى يا سولى ثم أكملت بخبث متصنعة قلة الحيلة دا حتى باقة النت خلصانة و بابا طبعا مانع عنى المصروف و قاعده طول اليوم ف أوضتى حاطة ايدى على خدى و مش لاقية حاجة تسلينى. 
سهيلة خلاص ياقلبي تاهت و لاقيناها! 
لينا متصنعة عدم الفهم ازاى يعنى 
سهيلة بمرح هحولك رصيد يا ستى و اشحنى باقة النت و عيشى بقى براحتك ع النت لحد ما باباكى يديكى إفراج.. ها ايه رأيك 
لينا متصنعة الحرج لا لا يا سولى انا مش عايزة اتقل عليكى. 
سهيلة احنا اخوات يا عبيطة انتى و مفيش الكلام دا بين الاخوات. 
لينا بانتصار ربنا ما يحرمنى منك يا قلبى.. 
سهيلة تسلميلى يا حبيبتى هقفل معاكى دلوقتى و هخرج برا اشترى شوية حاجات و هحولك رصيد من الفيزا بتاعتى. 
لينا بامتنان حقيقى شكرا يا سولى فى انتظارك يا جميل. 
سهيلة اوكى يا حبيبتى باى. 
لينا باى... أغلقت لينل الهاتف ثم ابتسمت بخبث محدثة نفسها هو دا الكلام... هتفضلى طول عمرك غبية يا سهيلة
..
فى فيلا راشد سليمان ..... 
كان يوسف نائما على الاريكة بغرفة نومه الواسعة متكئا بظهره على مسند الأريكة و مادا قدميه على المنضدة الصغيرة الموجودة أمام الأريكة مشبكا كفيه خلف رقبته شاردا بعينيه فى اللاشيئ يفكر بتلك الصغيرة التى اصبحت تؤرق نومه و شغلت حيز كبير من تفكيره فتارة يبتسم عندما يتذكر ملامحها الطفولية و ابتسامتها المشرقة و تارة يعبس عندما يتذكر أصلها و مكان سكنها ذلك المكان الذى يعف لسانه حتى عن نطق اسمه.. 
أخذ ينهر نفسه لكونه يفكر بها من الأساس فلم يسبق لأى فتاة من قبل أن شغلت تفكيره أو حتى لفتت انتباهه فما باله بهذه الفتاة التى لا يعلم لها أصل فربما كانت تعمل فتاة ليل بذلك المكان البذيئ او ربما كان لها سابق تعامل مع عشرات الرجال قبله فكل الاحتمالات قائمة لديه و لكن و رغم كل ما جال بخاطره من أفكار سيئة تجاهها إلا أنه لم يستطع أن يمحى صورتها من مخيلته نهض من مجلسه و اتجه الى المرآة الكبيرة المثبتة على أحد حوائط الغرفة بطول الجدار و وقف أمامها متمعنا النظر فى انعكاس صورته بها و أخذ يحدث صورته قائلا ايه يا يوسف! ... طلعها من دماغك بقى مش دى يا يوسف اللى تفكر فيها او ممكن فى يوم من الايام تحبها او تشيل إسمك فوق فوق و بطل تفكر فيها بقى.. ثم تنهد بقلة حيلة و أخذ يمسح وجهه و رأسه بكفيه عله يفيق ثم دخل الحمام الملحق بغرفته و توضأ و صلى و بعد أن أنهى صلاته أخذ يتضرع الى الله أن يكتب له الخير أينما وجد و أن يصرفها عنه إن كانت فيها شړ له ثم بعد ذلك تدثر جيدا و غط فى نوم لم تخلو أحلامه منها فتارة يراها تحاول أن ټخنقه بيديها و الشرر يتطاير من عينيها و تارة يراها تستعين به و تمد له يديها لكى يأخذها اليه و استمر نومه على هذا المنوال الى أن قام لصلاة الفجر و هو متخبط لا يعلم اهى خير أم شړ.
الفصل السابع عشر
مساء فى المقهى العربى بلندن ..... 
بالفعل قامت ديما بالاتصال بيحيى و طلبت منه الحضور الى المقهى لاصلاح جهاز الضغط فوافق يحيى على أن يحضر فى المساء لأنه ليس لديه وقت كاف للحضور نهارا ففرحت ديما بقدومه و قررت أن تصلح من حالها فهىاقتنعت بأن ملابسها لا تليق بفتاة محجبة كما لفت انتباهها يحيى لذلك من قبل.
مساء فى المقهى .....
كانت تجلس على الطاولة الخاصة بها تفكر ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يرى مظهرها الجديد هل سيهتم و يفرح ام أنه لن بنتبه لها من الاساس و فى خضم شرودها به وجدته أمامها ينظر لها بإعجاب شديد و البسمة تشق وجهه الوسيم فجعلته بدا أكثر وسامة فبادلته الاخرى بنظرة هائمة استفاقت منها على صوته صباح الخير ديما... ايه اللوك الجميل دا ما شاء الله قمر.
نهضت من مقعدها و ردت عليه مبتسمة عن جد حلو اللوك الجديد!
نظر الاخر لها بهيام و قال لها بنبرة رقيقة تتناسب مع حالتهما طبعا حلو كدا بقيتى أحلى بكتيير 
احمر وجهها من غزله الصريح بينما الاخر لم ينتبه الى حالته و كلامه الا بعد ان انهى عبارته فأحس بالحرج و حمحم قائلا مغيرا مجرى الحديث احم... هنفضل واقفين كدا! 
ردت احم... ايه طبعا اتفضل 
جلسا الاثنان قبالة بعضهما فخطڤ نظره مظهرها الجديد بذلك الفستان الفضفاض الطويل الذى لا يظهر جسدها و ذلك الحجاب الذى يغطى شعرها و رقبتها بالكامل حتى وجهها خالى من مساحيق التجميل الا من القليل على عكس ما رآها سابقا حقا كانت كحورية جالسة أمامه أدار دفة الحديث و هو ېختلس النظرات لها بين الحين و الآخر كان متعجبا من نفسه فكيف اختطفت انظاره لها هكذا حتى إنه تلعثم فى الحديث أكثر من مرة حتى استعاد ثباته و قال..
يحيى أنا دراستى فى هندسة و صيانة الاحهزة الطبية زى اجهزة التنفس الصناعي و الغسيل الكلوى و المونيتورز و الأجهزة المعقدة... ثم صمت قليلا و قال بس ميضرش هصلحلك جهاز الضغط عادى.
شعرت بحرج شديد فيبدو أن حجتها للقائه كانت حجة واهية و ربما أحس منها أنها اتخذت ذلك الامر كحجة لملاقاته فردت لكى تحفظ ماء وجهها أنا آسفة كتير يحيى كنت مفكرة انه هداك الشى من اختصاصك فقولت فرصة انت تصلحة خاصة زى ما بتعرف انا ما بعرف حدا هون و لا حتى الاماكن.. سكتت قليلا ثم قالت و الله ما بعرف اكتر
من طريق الجامعة و الكافيه و البيت تبع البابا.
فطن حرجها كما فطن ارتباكها ف الحديث
فأراد أن يخفف عنها قائلا عادى يا ديما انا لو مكانك هعمل كدا بردو و
بعدين مفيش أسف بينا هو احنا مش اتفقنا نكون أصحاب
ديما ايه ايه أكيد... ثم ابتسمت بحب قائلة بتشكرك كتير يحيى.
رد عليها بمرح طب كفاية تشكرات بقى و هاتى الجهاز أشوفه.
ضحكت ديما بصخب فتاه فى ضحكتها و أخذ ينظر لها و شرارات الحب قد بدأت تتوهج فى قلبه فرحب
 

 

تم نسخ الرابط