فإذا هوى القلب بقلم منال عباس
المحتويات
داعي هي متأكدة من صدق نواياها وسجيتها الطيبة هي فقط ترغب في رؤية عمتها التي لم تعرف بوجودها من قبل والتودد إليها لعلها تتقبلها لكن لن يحدث هذا دون ترتيب مسبق كي لا يتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه أو تتعرض ابنتها لموقف مخزي يشعرها بالعاړ والإحتقار يكفيها ما مرت به من معاناة في الماضي ليجعلها تتجنب التعامل مع الجانب المضاد من عائلة الراحل زوجها
راقبتها حنان بنظرات مطولة هادئة مدققة في كل إيماءة بريئة تصدر عنها ثم أخذت نفسا عميقا وزفرته على مهل رسمت على ثغرها ابتسامة لطيفة واستطردت حديثها قائلة
عضت ابنتها على شفتها السفلى قائلة بصوت خاڤت ومستسلم
حاضر!
تسلميلي يا بنتي دايما مش مخيبة ظني فيكي!
بادلتها أسيف ابتسامة ودودة ولم تنبس بكلمة أخرى
توجهت بسمة إلى مخفر الشرطة لتحرر محضرا ضد صاحب محل الجزارة تتهمه فيه بمحاولة التعدي عليها والتربص بها على الدوام من أجل إلحاق الأڈى بها وبالطبع استعانت
أخذ الضابط الأمر بجدية بالغة وسجل أقوالها في المحضر وأضاف عليه بما راه ملائما ليبدو متكاملا ثم هتف مرددا بصرامة
التوت شفتيها بابتسامة راضية وهي تردد
الله يكرمك يا باشا!
تابع قائلا بجدية وهو يشير بيده
اتفضلي حضرتك وفي قوة هتحصلك هتتصرف معاه!
هزت بسمة رأسها بإيماءة خفيفة قائلة بإيجاز
ماشي وشكرا ليك
ثم انصرفت بعدها من المخفر وهي في قمة سعادتها لقيامها بتلك الخطوة الجريئة وتوقت بتلهف وحماسة كبيرة لنيل غرضها من ذلك الدنيء المتربص دوما بها وها قد حانت اللحظة لتراه ذليلا أمامها بقوة القانون الجبرية!!!!
يتبع الفصل التالي
ح١١ الجزء الأول
ترقبت على أحر من الجمر وصولهم فهي كانت تنتظر تلك اللحظة منذ وقت كبير للإحتفال بإنتصارها الثمين عليه وإذلاله مثلما فعل معها
ظلت بسمة تطالع الطريق المؤدي لمدخل منطقتها بتلهف كبير وفجأة ظهر على محياها ابتسامة عريضة وزاد لمعان بريق عينيها بشدة حينما دوت صافرة سيارات الشرطة وهي تلج إلى المنطقة الشعبية
راقبتهم عن كثب ثم سارت على مهل وبحذر لتلحق بهم
تجمع أغلب المارة على إثر الصوت الصادح ليروا سبب تواجد تلك السيارات هنا فوجود أفراد وضباط الشرطة بالمكان يعد خطبا جللا
ترجل الضابط من السيارة صائحا بصوت جهوري غليظ وصارم
شوفولي صاحب البهايم السايبة دي ولموها!
هب صاحب محل الجزارة واقفا من على مقعده على الأرضية وراكضا بفزع نحو الضابط ليعرف السبب خاصة حينما رأى بصحبته رجلا يرتدي معطفا طبيا ولجنة من مباحث التموين
ردد متسائلا بنبرة متوترة
خير يا باشا
أجابه الضابط بصوت قاتم يحمل السخط وهو يشير بيده
انت اللي عامل الزريبة دي
اعترض على جملته قائلا بتوتر رهيب
زريبة ايه بس يا باشا دول كام خروف كده لزوم مصلحة لزبون عندي وآ
قاطعه الضابط قائلا بغلظة
تبقى صاحبها!
ثم حدجه بنظرات أكثر إزدراءا وتابع بصوت آمر
هاتوه في البوكس!
ارتسمت تعابير الإندهاش الممزوجة بالقلق على قسمات وجهه وهتف مستنكرا ما سمعه
الله! الله! ليه بس يا باشا هو أنا عملت حاجة ده أنا حتى ماشي جمب الحيط و
قاطعه الضابط قائلا بجفاء وهو ينظر له شزرا
انت متقدم فيك بلاغ ومتوصي عليك جامد!
فغر الجزار فمه مدهوشا
ايه بلاغ!
ثم كز على أسنانه متسائلا بغيظ
ومين اللي اتجرأ وعمل ده فيا ده ده أنا حتى في حالي وماليش دعوة بحد وكافي خيري شړي!!!
حدجه الضابط بنظرات مستخفة وصاح به بحدة
انت هاتعرفني شغلي هاتوه!!!
ابتلع الجزار ريقه وحاول الدفاع عن نفسه وتبرير موقفه قائلا
يا باشا بس أفهم مين عمل كده فيا
في تلك اللحظة تحديدا ظهرت بسمة أمامه والتوى ثغرها بابتسامة مغترة وهي ترد عليه بثقة بالغة متعمدة النظر إليه باحتقار
أنا يا جزار البهايم!
اتسعت مقلتيه مصډوما من رؤيتها فلم يتوقع على الإطلاق أن تحرر ضده محضرا بل ويتم التعامل معه فورا وبغلظة واضحة
صاح غير مصدق
ايه انتي
وضعت بسمة يدها على منتصف خصرها وزادت نظراتها المزدرية نحوه تشفيا وردت عليه بغطرسة
ايوه ووريني دلوقتي هاتعمل ايه مع الحكومة! يا بتاع البهايم!
استشاط ڠضبا من ردها المستفز له وتمتم من بين شفتيه بنبرة مغلولة
بقى يا باشا تمسكني عشان واحدة زي دي!
رد عليه الضابط بصرامة مهددا إياه لاستشعاره إهانة ضمنية في جملته الأخيرة نحو صاحبة البلاغ الموصي عليها
اتكلم عدل بدل ما أعرفك شغلك وأنفخك كويس!
ازدرد ريقه قائلا بحنق
مقصدش بس أنا مالي بيها أصلا
رد عليه الضابط بصرامة أشد
انت مش هاتعرفني شغلي هاتوه!
حاوطه عدد من أفراد الشرطة ليكبلوه ويقيدوا حركته فاحتج معترضا
يا باشا بس آ
هتف الضابط متجاهلا إياه بصوت آمر
خلوا لجنة الطب البيطري تشوف البهايم السايبة دي ومباحث التموين تفتش في محلاته كلها من الأخر عاوزه يتروق!
قام أفراد الشرطة بسحبه نحو إحدى سيارتهم فحاول مقاومتهم رافضا الإنصياع لأمره مرددا بتوسل
يا باشا بس اتفاهم معاك وآ
تجاهله الضابط عمدا وترك رجاله يقتادوه نحو السيارة
سلطت بسمة أنظارها الشامتة عليه وتقوس فمها بابتسامة منتصرة وهي تراه مهانا أمامها ثم هتفت بتشفي
تستاهل ومش كل طير اللي يتاكل لحمه!!!!!!
ارتفع صوت الهرج بالخارج فأثار الأمر فضول دياب للسؤال عما يحدث خاصة أنه إشرأب بعنقه ليرى المارة في حالة مرج مريبة
هتف بصوت مرتفع وهو يدون بعض الملحوظات في الأوراق الموضوعة على المكتب
في ايه اللي بيحصل برا
أجابه
أحد عماله المتواجدين معه بحماس
بيقولوا بنت عواطف جابت البوليس للجزار!
توقف عما يفعل وتجمد جسده إلى حد كبير عقب سماعه لتلك الجملة الأخيرة
اعتدل في وقفته والټفت برأسه نحوه ثم سأله بصوت شبه حاد
ايه مين فيهم
أجابه العامل بجدية وهو يشير بكف يده للخلف
الأبلة اللي الجزار مدبئها مستقصدها في الراحة والجاية!
احتدت نظرات دياب بعد معرفة هويتها وتجهم وجهه بدرجة ملحوظة ثم تابع متسائلا بحنق
هو عمل فيها ايه تاني
أجابه العامل بتوجس قليل بعد أن لاحظ تبدل حاله
الناس بتقول ساب الخرفان والبقر عليها فبهدلوها
كانت مجرد كلمات بسيطة لكنها أحدث انفجارا مدويا بداخل كيانه لا يعرف لماذا انفعلت دمائه فجأة ووصلت إلى ذروة غليانها
فجأة هدر دياب بصوت شبه مهتاج وقد استشاطت نظراته
اتخبل في عقله ده! ولا اټجنن هو مش عارف إنها و أمها تبعنا!
لم يظل قابعا في مكانه أكثر من هذا حيث اندفع للخارج كالطلقة ليتصرف فورا مع ذلك الفظ الغليظ
حاول العامل اللحاق به مرددا پخوف قليل
سي دياب!
استدار دياب برأسه للخلف وأشار بإصبعه نحوه وهو يرمقه بنظرات ڼارية ثم هتف بصوت آمر يحمل الصرامة
خليك هنا لحد ما أربي الحيوان ده!
هز العامل رأسه بإيماءة قوية مرددا بخنوع
أوامرك يا سي دياب!
أسرع دياب في خطواته متجها نحو محل الجزارة الذي لم يكن على مسافة بعيدة منه
وبالفعل رأى سيارات الشرطة وبعض الضباط والعساكر متواجدين حوله
اقترب هو من الضابط المسئول مرددا بجدية شديدة
خير يا بشوات اتفضلوا عندي في الوكالة!
نظر له الضابط شزرا ورد عليه مستهزئا منه
وإنت مين بقى
اغتاظ دياب من استخفاف الضابط به لكنه تحامل على نفسه وسيطر على غضبه المتأجج ورغم هذا بدا وجهه مشدودا
أخذ نفسا عميقا وزفره دفعة واحدة مجيبا إياه بامتعاض
دياب طه حرب!
لوى الضابط فمه قائلا بتهكم
اها ابن الحاج طه
رد عليه دياب بصعوبة وهو يكتم غضبه
ايوه يا باشا!
رمقه الضابط بنظرات أكثر استخفافا وردد قائلا بسخط
تشرفنا يا سيدي
ضغط دياب على شفتيه بقوة وتساءل بصوت شبه مكتوم
هو ايه اللي حصل بالظبط
أجابه الضابط باقتضاب وهو يوليه ظهره
بلاغ وبنشوفه
اغتاظ هو من تجاهله له وتحرك خطوة للأمام ليكون قبالته ثم أضاف قائلا
طب ليه تعبتوا نفسكم كنتوا بلغونا واحنا نتصرف
الټفت الضابط برأسه نحوه ورد عليه بحدة تحمل الاستهزاء
ليه هو مافيش قانون ولا عينوك في الداخلية واحنا مش عارفين!!!!
برر دياب رده قائلا على مضض وهو يبذل قصارى جهده كي لا ينفجر ثائرا في وجهه بسبب أسلوبه التهكمي المستفز
لا يا باشا بس معروف عندنا إن مشاكلنا بنحلها على طريقتنا و
قاطعه الضابط قائلا بصرامة
ده لما يكون الموضوع ودي وبينكم وبين بعض وقادرين تحلوه لكن طالما جه عندنا يبقى احنا نتصرف بأسلوبنا وبالقانون وصلت!!!
هز دياب رأسه بإيماءة خفيفة ردا عليه باقتضاب
تمام!
وضع الضابط يده على كتف دياب وربت عليه بقوة متابعا بسخرية
عن اذنك بقى يا يا كبير المنطقة!
قبض دياب أصابع يده بقوة كاتما غيظه وظل يحدجه بنظرات متأججة من مقلتيه
انصرف الضابط من أمامه فتمتم هامسا بشراسة متوعدا صاحب المحل من بين أسنانه
ماشي يا جزار ال الليلة بقت عندي أنا!
ثم رفع أنظاره للأعلى ليحدق في البناية القاطنة فيها بسمة بنظرات حادة للغاية وأضاف بصوت محتقن
بس الأول كلامي مع الجماعة اللي فوق!!!
سردت جليلة على زوجها طه ما رأته في منزل عواطف وتعرض ابنتها الكبرى نيرمين لموقف محرج أمامها وتصرفها المنطقي في الأمر
أصغى لها باهتمام قليل فأكملت بثقة بعد فعلتها العقلانية
ساعتها مكدبتش خبر خدت بعضي والبت ومشينا مالهاش لازمة الأعدة!
رد عليها بضيق من أفعال طليقها الغير مسئولة
رجالة
ناقصة مايعرفوش يعني ايه جواز وحرمة يصرفوا عليها!
تنهدت قائلة بأسف
البت صعبانة عليا اتبهدلت ومعاها حتة لحمة حمرا على كتفها
رد عليها زوجها بصوت خشن
الله يعوضها خير!
تبدلت نبرتها للحماسة وهي تكمل
المهم عواطف هترد عليا بعد ما تفوق من اللبخة اللي هي فيها في موضوع بنتها الأبلة!
هز رأسه متفهما وأشار لها محذرا بجدية
طيب وراضيها كويس يا جليلة العيال متعبين في مذاكرتهم!
ابتسمت قائلة بود
اطمن يا حاج طه هو أنا يفوتني الأصول برضوه!
قصت ولاء على والدتها مسألة حملها الغير متوقعة من زوجها مازن
بالطبع كانت شادية تعلم بأمر تلك الزيجة السرية لكنها لم تتخيل أن تحاول ابنتها التخلص بما تحمله في أحشائها بعد تأكد حملها لذا صړخت فيها پجنون
انتي اټجننتي في عقلك
ردت عليها ولاء بنفاذ صبر
خلاص يا ماما مش هاتقطمي فيا!
استنكر شادية عدم اهتمامها بتوابع تفكيرها الأهوج وعنفتها قائلة بإستنكار
ازاي مخدتيش احتياطاتك معاه مش كفاية إني وافقت على الجوازة الزفت دي!!!!!!
لوحت ولاء بيديها مرددة بإحباط
وأنا هاعمل
متابعة القراءة