قلوب حائرة بقلم روز امين
المحتويات
يا حبيبتي
إطمأنت الفتاة وتأبطت ذراع أبيها وتحركت بجانبه وتحرك خلفهما الجميع بسعادةخرجا معا وباتت تتطلع حولها علي المكان الذي إمتلأ بجميع المدعوينما أن رأوها حتي وقفوا جميعا وباتوا يصفقون وهم منبهرون بروعة تلك المبهرة بجمالها الأشبه بالجمال الأوروبي من حيث البشرة شديدة البياض وزرقة العيناي بلونهما الصافي مرورا بخصلات شعرها الأشقر الظاهر من خلف حجابها بشكل متناسق وجذابحقا كانت مبهرة للغاية
وصلت إلي الطاولة المعدة مسبقا لعقد القران سحب ياسين مقعدا بجانب مقعده وأشار لصغيرته فجلست بخجل وجاورها الجلوس بجانب المأذون الشرعيوبدأ المأذون بعقد القران بعدما أوكلت الفتاة والدها ليكون وليا لهاأنهي المأذون إجراءات عقد القران وأعلنهما زوجا وزوجة ف انطلقت الزغاريد في كل مكان لتملؤه بهجة وسرورا
مبروك يا قلبيألف مبروك
بنظرات حنون وعيناي تكاد تدمع من شدة تأثرها بالحدث أردفت قائلة
ميرسي يا بابي
وأيضا إحتضنها عز وقام بتقبيلها متحدثا بحبور
مبروك يا قلب جدو
الله يبارك فيك يا حبيبي نطقتها بعيناي مبتهجةتوالت المباركات من جميع أفراد العائلة بسعادة بالغة
مبروك يا حبيبيألف مبروك يا عمري
إنتهي من كلماته
تحدث ياسين إلي طارق قائلا بتوصية
وصل سيلا وكارم للكوشة يا طارق
ألف مبروك يا قلبي
ميرسي يا عمو نطقتها بعيناي وشفاه مبتسمة بشدة
جلسا متجاوران وانهالت عليهما المباركات والتهاني من الجميع ومن جدها أحمد العشري وقسمة وداليدا وتقبلت منهم الفتاة تهنأتهم بكثيرا من السعادة
وصلت إليهما مايانوقفت أمامه وتحدثت بنبرة مټألمة وهي تنظر إليه بنظرات لائمة
أجابها بحديث ذات مغزي
متشكر يا ماياعقبالك
لما تلاقي الشخص المناسب واللي يشوفك ملكة في عنيه ويتعب علي ما يوصل لك
واستطرد بنبرة صادقة تأثرت بها تلك الجريحة
لأنك غاليةغالية قوي وتستاهلي واحد يعرف قيمتك ويصونك
بالرغم من أنها كانت ټموت من شدة غيرتها عندما تراها تحوم حول رجلها إلا أنها حزنت لأجلها بتلك اللحظةبعدما شاهدت أمام عيناها إنهيار عاشقة تشهد عقد قران حبيبها علي من إختارها قلبهوالذي كتب معه شهادة ۏفاة قلبها وللأبد
مبروك
برغم جمودها معها ونظراتها الكارهة التي شملتها بهاإلا أنها تألمت لأجلها وبنبرة هادئة أجابتها بخفوت
عقبالك
تحركت عائدة إلي طاولتها دون إضافة كلمة أخري مما جعل ذاك الثنائي يتابعا إبتعادها بقلبان يتألما حزنا عليهاأراد تغيير الحالة المزاجية والخروج من تلك المشاعر السلبية
التي استحوذت علي كلاهمافبادر باحتواء كفها مما جعها تنتبه وتلتفت إليه سريعا وكأنها وعت علي حالهانظر لها وتحدث بعيناي تئن عشقا كي يسحبها معه من وسط تلك الغيمة
أخيرا بقيتي مراتيومن النهاردة مافيش أي حاجة هتقدر تفرق بينا
وكأن كلماته نزلت علي قلبها بردا وسلاما فشعرت براحة وسکينة ټقتحم داخلها وتتغلغلإبتسمت بجاذبية وتحدثت بنبرة رقيقة
مبروك يا كارم
توردت وجنتيها وهي تتابع كلماته التي يسردها عليها بخجل ممزوجا بابتهاج لروحهاانزلت بصرها للأسفل فاسترسل بنبرة حنون وهو ينطق كلمة حبيبي بتقطع وتأكيد
حا بي بييلا قوليها وراياعاوزة أسمعها منك
نظرت أمامها خجلا فوقعت عيناها علي بصر أبيها الموجه علي كلاهما بتركيز شديدإبتسمت بخبث وتحدثت لإعلامة
طب خلي بالك من الرادار العسكري علشان عينه عليك وشكله كدة بيسجل لك التجاوزات يا سيادة الرائدومش بعيد بعد الكلام اللي إنت قولته دهتلاقي سيل من الأسلحة المضادة موجهة ناحية قلب سعادتك
علي وجه السرعة توجه ببصره إلي حيث تنظر ملاكه فوجد ياسين يتطلع عليه بعيناي ضيقة ويبدو أنه بالفعل كان يراقب حركة شفتاه كي يستطيع قراءة ما يخرج منهبذكاء منه قام بانحناء رأسه بإيماءة بسيطة كتحية لذاك الناظر عليهبادله إياها وأشاح بوجهه بعيدا عنه ثم تنهد بثقل فتوجهت إليه مليكة وتحدثت بنبرة حنون في محاولة منها للتخفيف عنه
مالك يا حبيبي
مافيش يا قلبي نطقها وهو يحاوط كتفها برعاية ثم قام بوضع قبلة هادئة فوق حجابها مما أسعدها
عودة إلي ذاك العاشق حيث إبتسم وتحدث إلي حبيبته بامتنان
أهي مدام مليكة نجدتني وحولت الإتجاة
وضيق عيناه ثم استرسل باستفسار
تعالي هنا وقولي ليإنت منين جبتي كلمة الرادار العسكري وتوجيه الأسلحة المضادة دي كمان
يمكن من جدو وبابي مثلا! نطقتها متهكمة واسترسلت بمشاكسة
إنت ناسي إني تربية سيادة اللوا وسيادة العميد ولا إيه
بتجاهل لحديثهما تحدث متخطيا
سيبك الوقت من سيادة اللوا وسيادة العميد وخلينا في المهم
نظرت إليه بجبين مقطب فاسترسل هو بلهفة عاشق
أنا عاوز أشوف شعرك
إبتسمت وأشاحت بوجهها عنه فاستطرد من جديد بنبرة ترتجف شوقا
أيسل أنا عاوز أقعد معاك لوحدنا بعد الحفلة أظن ده حقيإنت شرعا بقيتي مراتي ومن حقي أقعد معاك وأخدك في حضڼي كمان
رجفة قوية مرت بسائر جسدها فهزته عندما شعرت بيده تسحق عظام كفها الرقيق بحركات أذابتها ودغدغت مشاعرهابجانب إستماعها لكلماته التي جعلت من دقات قلبها عالية أشبه بدقات طبول الحړب
كادت أن تجيبه قاطعها منظم الحفل حيث أعلن عن بدأ رقصة العروسان فقام كارم ورقص معها رقصتهما الأولي معا بشعور جديد علي كلاهمافقد أمسك كفها واحتواه بكفه ولف الأخري خلف ظهرها مما أصابها بقشعريرة أرجفت بدنها بالكاملبدأ يخطوان بساقيهما تقابلت الأعين وتحاورت وأنسجمت بحديث العاشقينمال علي جانب أذنها وتحدث هامسا مما بعثر مشاعرها
النهاردة أسعد يوم في حياتيمن النهاردة بس هبتدي أحسب عمري وأخاف عليه
تنهدت وأغمضت عيناها ودون إدراك وجدت نفسها تنطق بأعذب الألحان بالنسبة له
أنا بحبك قوي يا كارم
إتسعت عيناه وابتعد قليلا يتطلع عليها وبلهفة سألها مستفسرا
قولتي إيه
واستطرد متلهفا
سيلا إنت قولتي بحبك يا كارم صح
إبتسمت خجلا وهزت رأسها بنعمفاسترسل بنبرة لحوحة
قوليها تاني يا حبيبيقوليها علشان خاطري
إبتسمت خجلا فتوسل بعيناه مما اضطرها لإعادة ما نطقت به قائلة بنبرة رقيقة ك نسيم الصباح
بحبك يا كارمبحبك
بلهفة وصوت هائم عقب متعهدا
وأنا بعشقك يا روح قلب كارموبوعدك إني عمري ما هخليك ټندمي علي إنك قولتيها
أو إنك حبتيني في يوم من الأيام
أما راقية فمالت علي أذن ثريا التي تجاورها الجلوس علي نفس الطاولة الكبيرة التي جمعتهم بعائلة العريسوتحدثت لائمة بتخابث
شفتي يا ثرياأنا نظرتي ما تخيبش أبدامش أنا قلت لك إني شاكة إن الظابط ده إتقدم ل سيلا
واسترسلت مؤنبة إياها
بس إنت إتلائمتي عليا وخبيتيمع إنك كنتي عارفة كل حاجة
تمللت الأخري وتحدثت نافية بزيف كي تتقي شرها وثرثرتها التي لا تنتهي
إنت بردوا لسة مصممة إني كنت عارفة وخبيت عليك يا راقية!
رفعت أحد حاجبيها وأردفت وهي تلوي فاهها بطريقتها المعتادة
بلاش اللؤم ده عليا يا ثريا يا مغربيده أنا عاجنة كل واحد في العيلة دي وخبزاهوعارفة إن عز وياسين ما بيخبوش عنك أي حاجة تخصهموبياخدوا رأيك في كل كبيرة وصغيرة
تنهدت باستسلام وفضلت الصمت فتحدثت راقية بتهكم وهي تتأهب للوقوف
أما أقوم أشوف أخبار البوفية إيهوأهو بالمرة أجيب لي حاجة أكلها بدل ما أنا قاعدة أكلم نفسي وأرد عليها زي المجانين
تحركت منسحبة فتحدثت ثريا إلي منال التي تجلس بمقابلها وتجاور والدة العريس وشقيقتها
ما تقومي تشوفي البوفية لو جهز يا منال
أومأت لها بتصديق علي حديثها وبالفعل تفقدت ضيافة الحضور واطمأنت ثم تحركت حتي وصلت إلي منتصف الحفل ودعت جميع الحضور وتحدثت بإبتسامة وهي ترفع قامتها للأعلي بكبريائها المعهود
البوفية جاهز يا جماعة
واسترسلت وهي تشير إلي مكان الضيافة
ياريت تتفضلوا
وقف الجميع واتجهوا إلي مقر موضع الطعام وبدأوا باختيار ما يناسب أذواقهم من الأصناف المرصوصة
العديدة
إنتهي الحفل بسلام وانصرف الحضور عدا ذاك الذي شعر بأن العالم أجمع لم يتسع فرحتهتوجه إلي طارق وتحدث باحراج طالبا العون منه
عمي طارقأنا كنت عاوز حضرتك تكلم سيادة العميد بإنه يسمح لي أقعد مع سيلا لوحدنا
ثم تحمحم كي يجلي حنجرته واسترسل علي استحياء
وكمان عاوز سيلا تقعد معايا بشعرهاأظن ده أصبح حقي
إتسعت أعين طارق وتحدث بارتياب
يا ليلة مش فايتةإنت عاوزني أروح ل ياسين اللي هو أصلا مش طايق نفسه النهاردة وأقول له الكلام ده!
واستطرد مستفسرا بفكاهة
هو أنا يا ابني أذيتك في حاجة علشان ټنتقم مني بالطريقة البشعة دي
قطب جبينه وتحدث متعجبا
هو حضرتك ليه محسسني إني قولت لك إني حاجز لها أوضة في أوتيل وعاوزها تروح تبات معايا فيها!
واستطرد بنبرة معترضة
دي بقيت مراتي وطلبي ده من أبسط حقوقي
وضع كفه فوق كتفه وتحدث بحميمية كي يراضيه
يا حبيبي أنا عارف إن كلامك كله صح وطلبك ده منطقي ومن حقكوموافقك عليه جدالكن ياسين حساس قوي من ناحية الموضوع ده مش عارف ليه
واستطرد ليزيل عنه ضيقه
علي العموم ماتزعلشأنا هروح أكلمه وإن شاء الله هقدر أقنعه
إستعان طارق بمليكة لعلمه باستطاعتها السيطرة علي ڠضب ياسين
ومحاولة إقناعه بالأمر وذهبا معا إلي ياسين حيث جن جنونه ورفض ببادئ الأمر لكنه بالأخير رضخ واستسلم للواقع المر بعد مداولات عدة من مليكة وطارق
صعدت إلي غرفتها وابدلت ثوب خطبتها الرسمي واستبدلته بثوب هادئ باللون الزهري المنقوش بثلثي كم مفتوح من الصدر فتحة بسيطة حيث اظهر بياض جسدها الناعموأعادت تصفيف شعرها وجعلته مفرودا بمنظر يسر الأعين ويحبس الأنفاس
نزلت الدرج وجدت جميع أفراد عائلتها الصغيرة يجلسون ببهو المنزل بإرهاق بعد عنائهم طيلة اليوموما أن رأها حتي هب واقفا من مكانه لاستقبالها وبدون إدراك بات يتطلع عليها بانبهار مما جعل ياسين يستشيط من داخله لكنه تمالك من غضبه وحجمه بعد أن أمال عز رأسه قليلا في لفتة منه مطالبا إياه بالتحلي بالصبر والهدوءتنفس عاليا وصمت مجبرا
وقفت منال واستقبلت الفتاة ثم إلتفت إلي كارم واردفت بابتسامة هادئة
تعالي يا كارم
تحمحم وتحدث باستئذان من الجميع
بعد إذنكم
أما عزكان يجلس باريحية واضعا ساقا فوق الأخري فأراد مداعبة ذاك العاشق وتبيهه معا فتحدث قائلا بملاطفة
براحتك يا حبيبي
واستطرد بغمزة من عينه
بس مش براحتك قوي
إبتسم لدعابته وتحرك تحت زفرة قوية خرجت من ذاك الحانقتنهد عز وتحدث بنبرة ساخرة
مالك يلا فيه إيهإنت ليه محسسني إنه هيدخل عليهاما تعقل كدة وتسيبك من الجنان اللي راكبك ده يا ياسين
تنهد بضيق فاسترسل الأب بذكاء كي يخرجه من تلك الدائرة المغلقة
رئيس الجهاز كلمني النهاردةالراجل قعد نص ساعة بحالها يمدح فيك ويشيد بشغلك في العملية الأخيرةقال لي إن ياسين إمتداد مشرف لأسم ذئب المخابرات عز المغربي
ثم بسط ذراعه وربت بقوة فوق ظهره وتحدث بتفاخر
متابعة القراءة