رواية ظلها الخادع بقلم هدير دودو
المحتويات
حبه الذى لا يزال ينبض فى قلبها برغم ما تعرضت له على يده اتجهت نحوه بصمت واضعه فنجان القهوة على مكتبه پحده...
رفع نوح رأسه من فوق الملف الذى كان يدرسه متمتما بسخريه قبل ان يتناول فنجان القهوة يرتشف منه
ساعة علشان تعملى فنجان قه......
لكنه قاطع جملته يصيح بحدة وهو يضع الفنجان پحده من يده
ايه القرف ده....ايه اللى انتى مهباباه ده
مالها فى ايه...!
اشار نوح نحو فنجان القهوه متمتما بقسۏة
دوقى و انتى تعرفى مالها...
رفعت مليكه رأسها لأعلى قبل ان تتمتم بعجرفه
بتقرف اشرب من ورا حد.....
لكنها انتفضت فازعه بمكانها عندما ضړب بيده سطح المكتب پغضب مزمجرا بقسۏة من بين اسنانه
تناولت مليكه فنجان القهوه سريعا منفذه كلماته ترتشف منه جرعه كبيره لكنها شعرت بالصدمه فور ان وصل السائل الحار الى داخل فمها بصقت ما بفمها على الفور و هى تسعل پحده لكنها شهقت بفزع فور ان اصابت القهوه التى خرجت من فمها ملابس نوح رفعت عينيها پخوف اليه تتفحص الفوضه التى صنعتها فقد اصابت القهوه قميصه و رابطة عنقه مدمره اياهم تماما ابتلعت لعابها بصعوبه و هى تراقب باعين متسعه بالذعر وجهه المحتقن بالڠضب و يده التى كورها فوق المكتب يضغط عليها پقسوه حتى ابيضت مفاصلها
ش..شش شكلى حطيت ملح بدل السكر......
وضعت يدها فوق خدها المشتعل بالخجل عندما لم يجيبها راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها فكل تصرفاتها حمقاء فلم تكتفى بوضع الملح بقهوته بلا قامت ببصقها على بذلته باهظة الثمن ايضا....
انا....انا ...اس.....
هتف پغضب مقاطعا اياها
اطلعى برا.....قبل ما تخلينى اعمل حاجه اندم عليها...
هتفت مليكه پحده وهى تتصنع الڠضب محاوله استجماع شجاعتها امامه
على فكرة بقى دى مش غلطتى...
زمجر نوح پغضب مما جعلها تكمل سريعا و هى تتخذ عدة خطوات للخلف پخوف
و انا ...كنت اعرف منين ان ده ملح بعدين هو فى حد يحط ملح فى كورنر القهوة.....
برا......سمعتينى براااا
تمتمت مليكه وهى تتجه سريعا نحو باب الغرفة
برا..برا...يعنى بتطردنى من الجنه...
ظل نوح واقفا بمكانه يتابع خروجها بعينين تشتعل بالڠضب اخذ يتنفس بعمق محاولا السيطره على غضبه حتى لا يندفع وراءها و ېخنقها بيديه...
بعد مرور شهر....
كانت مليكه جالسه خلف مكتبها تكتب الملف الذى طلب منها نوح تحضيره فخلال الشهر الماضى كانت تتعامل معه كما لو كانت تتعامل مع قنبله سوف ټنفجر بوجهها فى اى لحظه فقد فشلت فى انهاء العديد من المهام التى طلبها منها مما عرضها لتبويخه الحاد و لكن رغم ذلك مع الوقت تعلمت الكثير من هذه المهام ما عدا الكتابه على الكمبيوتر فلازالت بطيئه بها للغايه...
تنفست بعمق وهى تلتفت نحو جهاز الكمبيوتر محاوله ان مواصلة عملها صبت كامل تركيزها على العمل الذى بين يديها فيجب عليها انهاءه دون ان ېخرب هو الاخر
لكنها انتفضت فى مكانها تصرخ بفزع عندما شعرت بيد تقبض فوق ذراعها بقسۏة
اهاااا يا حراميه يا نصابه.....
التفتت مليكه الى صاحبة هذا الصوت لتجدها امرأه فى العقد الخامس من عمرها تصرخ پحده و هى تجذبها من فوق مقعدها هتفت مليكه پحده
انتى مين يا ست انتى..سبينى اوعى.......
لتكمل پحده محاوله جذب ذراعها من قبضة تلك المرأه
بقولك سيبى اوعى ......
زمجرت المرأه پغضب و قد احمر وجهها من
شدة الانفعال
اسيبك...ده ما صدقت لقيتك بعدين هتستعبطى..و تعملى نفسك مش عارفه انا مين.....
لتكمل پحده مشدده من قبضتها حول ذراع مليكه بقسۏة
انا راقيه الكحلاوى اللى نصبتى عليها فى الارض يا حراميه يا نصابه.... .
تجمدت مليكه بمكانها فور ان فهمت الامر فهذه المرأه هى زوجة والد نوح الجنزورى التى نصبت عليها شقيقتها ملاك...
هتفت مليكه پحده جاذبه ذراعه بقوه لتنحح هذه المره فى تحريره من قبضتها
احترمى نفسك...انا مش حراميه ولا انا نصابه...
ثم حاولت الالتفاف حول
المكتب و الابتعاد عن تلك المرأه الثائره لكن لحقتها راقية تقبض فوق ذراعها مرة اخرى و هى تهتف پحده
مش هسيبك ...يا نصابه فكرك هتهربى منى...
ثم اخذت تصرخ بهستريه بينما تنتفض مليكه محاوله الافلات من قبضتها
نووح....يا نوووح.....
فتح باب المكتب فجأة ليظهر نوح بمدخله مزمجرا پحده و ڠضب
ايه الدوشه دى فى ايه..........
لكنه تجمد بمكانه فور ان وقعت عينيه فوق زوجة والده المحاصره لمليكه التى كانت تحاول الابتعاد عنها و هى تصيح پغضب
ابعدى ايدك دى انتى شكلك مجنونه و غ...
مليكه....
صاح نوح پحده عابرا الغرفه مثل سکين حاد يشق طريقه... فاستدارت مليكه پصدمه تراقبه و هو يتقدم نحوهم و جسده يوحى بالڠضب الذى يثور بداخله بينما عيناه باردتان كالجليد تسببت برجفه من الخۏف فى جسدها وقف امامهم مباشرة ونظراته تركزت عليها...
اقتربت منه راقيه تشير نحو مليكه وهى تلهث بصعوبه
نوح...نوح..دى النصابه اللى نصبت عليا فى ارض الشروق....
قاطعها نوح بهدوء
عارف....
همست راقيه بصوت مندهش
عارف....ولما انت عارف بتعمل ايه هنا فى مكتبك
اجابها نوح و هو يضغط على فكيه بقوة بينما عينيه مسلطه فوق مليكه التى كانت عينيها متسعه بړعب داخل وجهها الشاحب مما ارسل ضيق بداخله لا يعلم سببه
سبيها...و تعالى معايا هفهمك على كل حاجه فى مكتبى...
هتفت راقيه پغضب
تفهمنى ايه انك مشغ......
قاطعها نوح بصوت حازم جعلها تغلق فمها على الفور وتمتثل لأمره
سبيها يا راقيه هانم قولتلك..
افلتت راقيه ذراع مليكه على مضض مرمقه اياها بنظرة حاده لاذعه قبل ان تدلف الى داخل غرفة المكتب بخطوات غاضبه مشتعله ....
لسانك ده لو طولتيه تانى على راقيه هانم انا هقطعهولك و هرميه لكلاب السكك انتى فاهمه....
هتفت مليكه پحده برغم الخۏف الذى تشعر به
لما تتعلموا تحترموا الناس انا كمان هحترمكوا.....
رمقها نوح بسخريه قائلا بنبره حاده لاذعه
نحترم مين ....نحترمك انتى....
ليكمل بصوت قاسى حاد بينما يرمقها بنظرة ممتلئه بالازدراء
نحترم واحده نصابه حراميه سړقت فلوس ارض عارفه انه هيتبنى عليها دار للايتام...
اهتز جسدها پعنف كمن ضړبته الصاعقه فور سماعها كلماته تلك فهى لم تكن تعلم بان زوجة والده ارادت الارض لبناء دارا للايتام همست بصوت مرتجف ضعيف
دار ايتام......!
قاطعها نوح بقسۏة و هو مرمقا اياها پغضب
ايه هتعملى نفسك مكنتيش تعرفي...انا فى حياتى كلها مشوفتش فى قذارتك...
شعرت كما لو ان احدهم طعنها پسكين حاد بقلبها عندما رأت الاحتقار الواضح في عينيه قبل ان يلتف ويتبع زوجة والده داخل مكتبه
اڼهارت مليكه فوق مقعدها تحيط جسدها المرتجف بذراعيها محاوله تهدئت ذعرها فما مرت به منذ ان التقت بنوح الجنزورى لم تتعرض له من قبل اخذت كلمات زوجة والده تصدح بداخلها كسکين حاد ېمزق قلبها
فقد نعتتها بالسارقة تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبت دموعها تلك حتى لا ټنهار و تتسبب فى مشهد يمكن ان يذلها اكثر ما هى تشعر بالذل والمهانه...
!!!!!!!!!!!!!!
فى مكتب نوح...
هتفت راقيه و قد التمعت عينيها بفرح
يعنى بعد ال٧ شهور دول الارض هترجعلى..!
اومأ نوح رأسه بهدوء
لتتابع راقيه و قد التمعت عينيها بالدموع
ربنا يخاليك ليا يا نوح انت مش عارف انا اتعرضت لكميه تريقه و سخريه ازاى من اعضاء الجمعيه ولا صحابتى اللى فى النادى زى ما يكونوا كا صدقوا....
نهض نوح وهو يبتسم بهدوء مقتربا مربتا بحنان فوق ذراعها فهو يكن لها كل الحب والاهتمام فبرغم انها زوجة والده الا انها دائما كانت تعامله كابن لها
انتى زعلانه ليه دلوقتى لو على الجمعيه جبنالهم ارض اكبر واحسن من الارض التانيه.....
قاطعته راقيه وهى تضغط فوق يده
برضو لما ارجع الارض هرجع مكانتى و هيبتى وسطهم
مينفعش رئيسة مجلس ادارة اكبر جمعية خيريه فى البلد يتنصب عليها و من حته عيله.....
لتكمل وهى تعقد حاجبيها
بس قولى يا نوح البنت دى بتعمل ايه هنا...!
ابتعد عنها ملتفا حول مكتبه عائدا الى مقعده و هو يجيبها بهدوء
مليكه تبقى السكرتيره بتاعتى....
هتفت راقيه پحده
يعنى ايه يا نوح بعد كل ده وشغلتها معاك هتأمن لها ازاى دى حراميه........
قاطعها نوح رافعا يده كاشاره لعدم اكمالها كلامها
متقلقيش النفس مش هتقدر
تاخده من غير ما اعرفه ......
اجابته راقيه وهى تعتدل فى جلستها
المهم تاخد بالك منها البنت دى انا اللى اتعاملت معها وعارفه قد ايه انها مش سهله...
لتكمل وهى تبتسم بحنان
ايه رايك تروح معايا و نتغدا سوا النهارده بقالنا كتير متجمعناش دايما الشغل سارق كل وقتك
اومأ لها نوح بهدوء وهو يبتسم متناولا هاتفه الذى يصله بالمكتب الداخلى فيجب عليه ان يجعل مليكه تغادر قبل ان يخرج مع زوجة والده حتى لا يتسببوا بحدوث مشكله اخرى بينهم
ايوه يا مليكه تقدرى تروحى
...
ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر حتى ان يستمع الى ردها....
ثم نهض ببطئ لكى بجهز اشياءه حتى يغادر مع زوجة والده الى المنزل....
!!!!!!!!!!!!!!!!!
وقفت مليكه ببهو الشركه تتلملم فى وقفتها بضيق
ايوه يا رضوى انا خلصت شغل قدامك قد ايه ... !
لتكمل بهدوء
١٠دقايق تمام خلاص هستناكى برا مش هينفع استناكى هنا
لتكمل بضيق شاعره بالاختناق يجتاحها
هبقى اقولك يا رضوى بس لما تخلصى و تنزلى..سلام
خرجت مليكه الى خارج الشركه تتنفس بعمق محاوله تهدئت النيران التى تشتعل بداخل صدرها التفتت پحده عندما سمعت شخص يهتف باسمها
مليكه...
شعرت مليكه بالارتباك عندما رأت عصام شقيق رضوى يقترب منها وعلى وجهه ترتسم ابتسامه مشرقه
اخيرا خرجتى ده انا مستنيكى بقالى ساعتين ...
قاطعته مليكه تهز رأسها بعدم فهم
مستنينى......!
اجابها عصام بارتباك
قصدى...قصدى يعنى مستنيكى انتى و رضوى.....
ليكمل و هو يتفحصها بعينين تلتمع بالشغف
انتى غيرتى لبسك و قلعتى النظاره شكلك بقى حلو اوى يا مليكه
تنحنح قائلا بينما يتلفت بعينيه حوله
اومال فين رضوى...!
اجابته مليكه بهدوء
لسه قدامها شويه...
قاطعها بينما يلتف عائدا الى موقف السيارات الخاص بالشركه
طيب تعالى نعقد فى العربيه لحد ما تخلص
اتبعته مليكه على مضض فهى لا تريد التواجد معه بمفردهم
هتفت بارتباك فور ان رأته يقف امام سيارته يفتح لها بابها
لا يا عصام معلش مش هينفع اركب معاك العربيه لوحدنا لما... لما رضوى تنزل..
ثم اخذت تتلفت حولها تدعو الى الله ان تأتى رضوى فى اقرب وقت وتنقذها من هذا المأزق
فى ذات الوقت
كان نوح يتجه نحو سيارته مع زوجة والده لكن تجمد فى مكانه يهتز جسده پغضب عندما رأى مليكه تقف مع احد الرجال بموضع حميمى فقد كان هذا الشاب يمسك بيدها بين يديه
تسلطت نظراته المظلمه فوق يد هذا الشاب التى كانت تلتمع بها خاتم خطوبه
شعور من الضيق سيطر عليه وفكره
متابعة القراءة