قطة في عرين الاسد بقلم منى سلامه
المحتويات
بس أحب أقولك عشان أكون خلصت ضميري
أدام ربنا .. ان الراجل ده من ساعة ما شوفته قلبي اتقبض منه ومرتحتلوش أبدا فخلى بالك من نفسك
قالت سهى بنفاذ صبر
قولى لنفسك الكلام ده ما انتى داخله مع صحبك
قالت مريم بصرامة
ده مش صحبى .. ده جوزى
نظرت اليها سهى بدهشة وقالت
انتى اتجوزتى
أومأت مريم برأسها .. فقالت سهى بحدة وعصبية
عادت الفتاتان .. وجه سامر حديثه الى مريم قائلا بإبتسامه
طارق كان بيدور عليكي وقلب الدنيا عليكي كنتى مختفية فين
لم يترك لها
مراد فرصة للرد وأمسكها من ذراعها قائلا ل سامر
عن اذنك يا سامر
شعرت مريم بالحرج فنزعت ذراعها بهدوء من يده .. وقفا أمام احدى الصور .. تطلعت اليها مريم .. فى حين كان مراد يتطلع الى مريم .. التفتت مريم فتلاقت نظراتهما .. كان ينظر اليها متفحصا كما يتفحص رواد الجاليرى اللوحات المعروضة أمامهم بأعين متفحصة .. أشاحت بوجهها خجلا .. رن هاتفه فسمعته يقول
نظر مراد الى مريم قائلا
خليكي هنا راجعلك
أومأت برأسها .. ذهب مراد ليخبر سامر بإعتذار طارق عن الحضور
اقترب أحد الرجال من مريم التى كانت تتفحص احدى اللوحات وقال لها
عجبتنى أنا كمان .. رقيقة أوى مش كدة
نظرت اليه مريم وتمتمت بخفوت
تركته ووقفت أمام لوحة أخرى وهى لا تدرى بأن عينا مراد كانت تراقب سكناتها قبل حركاتها .
عادا الى المنزل فى وقت متأخر لم يتحدثا معا لا فى الحفلة ولا فى السيارة .. كان مراد يبدو شاردا متسغرقا فى التفكير .. صعدا الى الغرفة فتوجهت الى الحمام وغيرت ملابسها وخرجت ليتبادلا الأدوار .. نامت مريمو تدثرت بغطائها وأولته ظهرها حاوت اغماض عينيها لكن النوم جفاها .. بدا على مراد أيضا عدم الرغبة فى النوم .. أزاح الغطاء وجلس على فراشه يرمق مريم وقد بدا عليه التفكير العميق .. شعرت مريم بحركته فالتفتت لتراه جالسا على فراشه يتطلع اليها .. شعرت بالخجل فجلست فى مكانها .. الټفت اليها مراد قائلا بحزم
نظرت اليه مريم بدهشة ثم قالت بسخرية
ليه مش حضرتك عارف كل حاجه .. كنت على علاقة بإبن عمك لحد ما الناس شافتنا سوا
ازدادت حدة نظرات مراد وقال بلهجة آمرة
مبحبش أكرر كلامى مرتين .. قولت احكيلى اللى حصل فى الصعيد
بلعت مريم ريقها وهى لا تفهم سبب طلبه لذلك وما الفائدة ان كان لن يصدقها أبدا .. تحاشت النظر اليه وقصت عليه ما حدث من أول خروجها مع صباح حتى قدوم الرجال الى
تعرفى ايه عقاپ اللى يحلف بالله كڈب
ده يبقى اسمه يمين غموس .. وده يمين كاذبه ڤاجرة .. وده من الكبائر وملوش كفاره .. تعرفى ليه اسمه يمين غموس
لم يرف ل مريم رمش نظرت فى عمق عيناه بثبات فأكمل قائلا
لان صاحبه بيبقى مغموس فى الإثم .. ويوم القيامة بيتغمس فى الڼار بسببه .. ربنا بيقول فى سورة آل عمران إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عڈاب أليم
ظلت تنظر اليه بثبات فأكمل مراد بهدوء و بحزم
احلفى ان اللى قولتيه دلوقتى هو الحقيقة وانك مكدبتيش فى حرف واحد
صمتت مريم لحظات وكلاهما يتطلع الى الآخر بثبات ثم
قالت بثقه شديدة
والله العظيم ما كدبت فى حرف واحد ومفيش حاجه حصلت أكتر من اللى حكيتها دلوقتى .. ولو كنت كدبت فى حرف واحد يارب أتغمس فى ڼار الدنيا قبل ما أتغمس فى ڼار الآخره
ظلت عينا مراد تنظرات فى عينيها والى تعبيرات وجهها بتمعن .. ثم أخفض بصره وقال
ليه جمال عمل كده .. يعني لو كان عايز يتجوزك ليه ميروحش يتقدم لأهلك
قالت مريم بحماس وقد شعرت بأنه بدأ يصدقها
أصلا هو ميعرفنيش عشان يتقدملى .. أنا واثقه انه كان قاصد ان ده كله يحصل
نظر اليها مراد قائلا وهو يفكر
يمكن شافك وعجبتيه وخاف يتقدم أهلك يرفضوه عشان المشاكل بين العيلتين
أزاحت مريم الغطاء وأنزلت قدماها على الأرض فقد كانت تشعر بالخجل من جلوسها أمامه بهذا الوضع ثم قالت بحزم
أصلا أنا مروحتش الصعيد الا قبل المشكلة دى بكام يوم لحق فين شافنى وعجبته واتعلق بيا لدرجة انه يعمل كل الفيلم ده عشان يتجوزنى
قال مراد وهو يمعن التفكير
يبأه زى ما عمتو قالتلى .. حساب قديم كان بيصفيه
قالت مريم بدهشة
حساب ايه
قال مراد بحزم
مش عارف .. بس هعرف .. لازم أكلم عمتو وأفهم منها كل حاجه
أومأت مريم برأسها وشردت قليلا .. نظرت الى مراد فوجدته يتطلع اليها بنظراته فاحمرت وج نتاها واشاحت بوجهها .. نهض مراد قائلا
نامى دلوقتى وأنا بكرة ان شاء الله هكلم عمتو
توسد كل منهما وسادته وكل منهما يفكر فى هذا الوضع الذى وصلا اليه
.. ترى ماذا ستكون نهاية المطاف !
يتبع
الفصل التاسع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
استيقظت مريم فجرا .. لتجد نفسها نائمة فى الشرفة ومدثرة بالأغطية أزاحتهم وهى تنظر اليهم بدهشة .. قامت وهى تحملهم وتوجهت الى الداخل لتجد مراد نائما على الأريكة بلا غطاء .. وقفت تنظر اليه بدهشة .. لحظات وانطلق منبه هاتفه .. فتركت الأغطية على الفراش ودخلت لتتوضأ .. خرجت لتجده مستيقظا تجنبت النظر اليه تماما .. قام وتوضأ ونزل للصلاة .. عاد مراد من المسجد ليجد مريم نائمة على الأريكة وقف بجوارها قائلا بصرامة
مش قولتلك نامى على الس رير
قالت دون أن تلتفت اليه
لأ
أزاح الغ طاء عنها فالتفتت اليه پحده .. فأشار الى الس رير قائلا
هتقومى ولا أشيلك
نظرت اليه بدهشة .. فتحرك وكأنه سيهم بحملها فانتفضت تقوم بسرعة من مكانها وتوجهت الى الفراش فى تبرم وضيق .. تمتمت بصوت منخفض
عنيد
الټفت اليها مراد قائلا
بتقولى حاجه
نظرت اليه قائلا
لأ
احتاجت لبعض الوقت قبل أن يستطيع النعاس أن يغلبها .
فى الصباح التقى الجميع على طاولة الطعام بإستثناء نرمين .. قالت ناهد برفق
مراد خلاص بأه .. خليها تعد تاكل معانا
قال مراد وهو يتفحص جريدته الصباحية
هو أنا قولتلها متعدش
قالت ناهد
هى مضايقة من نفسها ومكسوفة منك
قال مراد دون أن يرفع رأسه
والمطلوب منى ايه
قالت ناهد برجاء
اتكلم معاها
طوى مراد الجريدة ونهض قائلا
لما أرجع ان شاء الله .. أنا خارج .. مع السلامة
قالت
ناهد
مع السلامة
كانت مريم شاردة تماما .. فظلت ناهد تنظر اليها بإمعان .. الى أن قالت
فى حاجه يا مريم
التفتت اليها مريم وابتسمت قائله
لا يا طنط مفيش حاجه
أومأت ناهد برأسها وڠرقت فى شرودها هى الأخرى
واثقة ان حامد متصلش بيكي وأنا مسافر ولا انتى اتصلتى بيه
ألقى مراد هذا السؤال على مسامع سكرتيرته التى وقفت أمامه متوترة .. فقالت
أيوة واثقة يا فندم
قال مراد وهو يتفرس فيها
عارفه لو اكتشفت ان ده حصل منك هعمل فيكي ايه
قالت بإضطراب شديد
صدقنى يا أستاذ مراد متكلمتش مع أستاذ حامد ولا عرفته أى حاجه عن حضرتك
ظل مراد تنظر اليها بشك ثم صرفها قائلا
طيب اتفضلى على مكتبك
خرجت السكرتيرة مسرعة .. الټفت طارق الى مراد قائلا
انت شاكك فيها
قال مراد
أيوة .. مفيش حد غيرها يعرف انى خدت ملف مصنع الملابس معايا البيت فى اليوم ده بالذات
قال طارق
طيب هتعمل ايه
قال مراد بثقه
متشغلش بالك أنا هعرف أتصرف
قال طارق بدهشة
بس أنا مش فاهم انت بتقول ان فى حد بينقل ل حامد أخبارك .. طيب هو أصلا كان هيقدر ياخد الملف ازاى من جوه بيتك .. وايه اللى عرفك انه عارف أخبارك
قال مراد وهو يعود لعمله
متشغلش بالك يا طارق .. بس ركز مع سامر لانى شاكك فيه هو كمان
قال طارق وهو لا يفهم شيئا
طيب .. مش هقول أى معلومات مهمة أدامه
خرج طارق من مكتب مراد .. فترك مراد ما بيده .. أسند ظهره الى المقعد وقد بدا عليه التفكير .. أخرج هاتفه وبدا عليه التردد قليلا .. ثم اتصل ب سارة قائلا
سارة بقولك ايه
أيوة يا أبيه
تحبوا تخرجوا النهاردة
قالت سارة بفرح
أيوة طبعا نحب أوى .. نروح فين
قال مراد
زى ما تحبوا
قالت سارة بسعادة
خلاص هتكلم معاهم هنا فى البيت ونتفق على المكان وأتصل بيك يا أبيه
تمام يا سارة .. هستنى اتصالك
انهت سارة المكالمة ثم توجهت الى الحديقة حيث يجلس الجميع وقالت بفرح
مش هتصدقوا .. مراد اتصل بيا وقالى هنخرج كلنا سوا وقالى كمان احنا اللى هنختار المكان
هتفت نرمين
تبهرجى .. يعني ميجيش يفسحنا الا وأنا وهو متخاصمين
قالت سارة بمرح
كويس هتبقى فرصة حلوة عشان تعتذريله وتصالحيه .. المهم دلوقتى هنروح فين
قالت ناهد ل مريم
تحبي تروحى فين يا مريم
قالت مريم بحرج
زى ما تحبوا انتوا
هتفت نرمين بمرح
بصوا بأه أنا شايفة اننا نستغل الفرصة دى أسوأ استغلال ممكن .. أصلها مبتتكررش كتير
قالت سارة ضاحكة
نعمل ايه يعني
قالت نرمين
بصوا مش هو قال
احنا اللى نختار المكان .. خلاص نقوله اننا عايزين نقضى يومين فى العين السخنة
قالت سارة
بتهرجى يا نرمين مستحيل يرضى طبعا .. هو أكيد قصده انه هيفضيلنا ساعة ولا اتنين ونخرج فى أى حته هنا
قالت نرمين
يا عبيطة نقوله كده مش هيرضى فنقول حاجه أقل .. أما لو طلبنا الأقل على طول هيخليه هو أقل من الأقل بتاعنا .. فهمتوا حاجه
قالت مريم ضاحكة
تقصدى تعلى صقف
تطلعاتك عشان لما يختار حاجه أقل تكون زى ما انتى عايزاها
قالت نرمين بمرح
عليكي نور .. هو ده اللى أقصده
قالت ناهد ضاحكة
شكلكوا هتخلوه يندم انه فكر يخرجكوا
قالت نرمين ل سارة بلهفه
يلا يا سارة اتصلى قوليله عايزين نقضى يومين فى العين السخنة أكيد هيقولك لا مش هينفع .. تقومى قايلاله خلاص يوم واحد هيقولك برده مش هينفع قوليله خلاص هتخرجنا من دلوقتى لحد ما نتعب ونقولك خلاص كفاية
قالت سارة
انا مالى يختى قوليله انتى كده
قالت نرمين برجاء
عشان خاطرى يا سارة
بأه انتى عارفه انى مش هعرف أتكلم مع مراد واحنا متخاصمين
أعطت
سارة الهاتف ل مريم قائله
قوليله انتى يا مريم
هتفت نرمين بلهفه
أيوة قوليله انتى يا مريم
قالت مريم بحرج شديد
لا مش هينفع قولوا انتوا
طلبت سارة الرقم ووضعت الموبايل على أذن مريم قائله
لا
متابعة القراءة