قطة في عرين الاسد بقلم منى سلامه
المحتويات
هاتلى رقمهم أو قولى عنوانهم وأنا هتواصل معاهم
صمت طارق قليلا ثم قال
كدة كدة أنا بتعامل معاهم .. سبنى أنا اتفق معاهم على الحملة بتاعة شراكتنا .. وعامة احنا الاتنين ذوقنا فى الشغل واحد
قالحامد ساخرا
وأنا و سامر ملناش رأي فى القصة دى ولا ايه
الټفت اليه سامر وهو ينظر الى التصميمات قائلا
ديزاينر زى دي تسلمها نفسك وانت مطمن .. بجد شغلها راقى جدا
اسمها ايه يا طارق
نظر اليه طارق قائلا
مريم
لوك سامر الاسم فى لسانه قائلا
مريم .. بس ليه مش ماضيه على التصميمات بإسمها
هز طارق كتفيه قائلا
معرفش بس أكيد عشان بتشتغل تبع شركة دعاية فالامضاء بتكون باسم الشركة مش بإسمها هى
قال سامر بحماس
على فكرة لو اشتغلت لوحدها هتعمل اسم جامد
خلاص زى ما اتفقنا .. طارق اهتم بموضوع الفينيشينج والحملة .. سلام أنا راجع المكتب عشان عندى معاد دلوقتى
خرج مراد فهتف حامد قائلا
الراجل ده مبيريحش نفسه أبدا .. ده ماكنة شغل
قال سامر وهو ينهض
وعشان كدة دماغه جامدة فى الشغل .. وتدخل معاه أى مشروع وانت مطمن .. يلا سلام يا شباب
امتى افتتاح الجاليري بتاعك
ابتسم سامر قائلا
يعني لسه شوية .. بظبط فيه .. بس قريب أكيد
قال طارق مبتسما بحماس
ايه ده أخيرا نويت تعرض أعمالك على الناس
قال سامر
أيوة يا سيدى خلاص نفذت الفكرة اللى كنت بأجل فيها
قال طارق مشجعا ايه
متقلقش يا سامر ان شاء الله هينجح نجاح كبير لانك فنان موهوب
آه موهوب أوى هتقولى على مواهبه
الټفت اليه سامر پحده
هو انت مبتعرفش تقول كلمة كويسة أبدا .. كل كلامك سخرية كده
نهض حامد وتوجه الى الباب قائلا
سيبنالكوا انتوا الكلام الحلو .. يلا سلام أنا كمان مش فاضيلكوا
اقتربت مى من مريم الجالسه على مكتبها وقالت
ايه اللى حصل امبارح
مش فاهمة .. ايه اللى حصل فى ايه
ألقت مى نظرة على سهى المندمجة فى عملها وقالت ل مريم بخفوت
نزلت امبارح بعدك على طول أجيب حاجة من السوبر ماركت اللى أدم العماره .. لقيتك واقفة مع الأستاذ طارق بتتكلموا وبعدين سبتيه ومشيتي
قالت مريم وهى ټضرب بأصابعها فوق لوحة المفاتيح
خالد ده وقفنى وكان بيغتت عليا .. فجه أستاذ طارق يشوف فى ايه
نظرت اليها مى وقالت بإهتمام
قالك ايه يعني
قالت مريم بنفاذ صبر وهى تنظر اليها
ما قاليش حاجه يا مى هيقولى ايه يعني سأل بس هو فى ايه .. واللى اسمه خالد ده عمال بيتغابي فى الكلام فأستاذ طارق حاشه عنى واضطر يقوله انى خطيبته عشان يسيبنى ويمشى
قالت مى بضيق
قال انك خطيبته
قالت مريم بصوت خاڤت
أيوة اضطر يقول كده عشان خالد
يحترم نفسه ويمشى
أومأت مى برأسها وعادت الى مكتبها ويبدو عليها علامات الضيق والحنق
مش عايز جنس مخلوج يعرف .. وحجك محفوظ
تفوه جمال بتلك العبارة وهو جالس مع أحد الرجال
فى مكتبه .. قال الرجل بتوتر
بس آنى خاېف يا جمال بيه
قال جمال پحده
خاېف من اييه دلوجيت .. انت كل اللى مطلوب منيك انك تجبلى نسخه من الملف بس اكده ولا من شاف ولا من درى
قال الرجل پخوف
بس لو عثمان بيه درى بالموضوع والله ليطوخنى
هتف جمال
واييه اللى هيخليه يدرى بس .. انت لو عملت اللى جولتلك عليه مفيش حد هيعرف شئ واصل
ثم أخرج عدة رزم نقدية من الخزينه الموضوعه بجوار مكتبه وألقاها على الرجل قائلا
خد دول .. ولما تجبلى نسخة من الملف هعطيك زييهم
نظر الرجل الى المال وقد لمعت عيناه وقال
انت تأمر يا جمال بيه آنى خدامك وخدام عيلة الهوارى
نظر اليه جمال بسخرية قائلا
وعشان اكده بتشتغل عند عيلة السمرى مش اكده
قال الرجل بحرج
أصلهم بيدفعوا امنيح يا جمال بيه
أشار جمال الى الباب قائلا
طب يلا روح اعمل اللى جولتلك عليه .. بس اوعى حسك عينك حد يدرى بالكلام اللى دار بيناتنا دلوجيت .. انت مش جد الوجوف جدامى ها
قال الرجل بسرعة
طبعا يا جمال بيه طبعا
دخل طارق مكتب مراد الذى كان يجلس بصحبة سامر .. قال طارق
سلام يا مراد أنا ماشى عايز حاجه
تطلع اليه مراد قائلا
هتروح شركة الدعاية
أومأ طارق برأسه قائلا
أيوة .. هتفق معاهم على الحملة بتاعة مشروعنا الجديد
فكر مراد قليلا ثم قال
عرفت اللى احنا محتاجينه تحديدا مش كدة
أيوة أيوة متقلقش .. يلا سلام
خرج طارق وتوجه الى سيارته لكنه وجد سامر خلفه يقول
جاى معاك يا باشا
ركب سامر بجوار طارق الذى سأله بدهشة
جاى معايا ليه
نظر اليه سامر بخبث قائلا
عايز أشوف الفنانه اللى عملت التصميمات بتاعة شركتك .. يعني .. هى فنانه وأنا فنان فممكن نفهم بعض من أول نظرة
وغمز سامر بعينه .. انطلق طارق بسيارته صمت لفترة ثم قال بهدوء
متتعبش نفسك لأنها مش تيمك
ضحك سامر قائلا
وعرفت منين انها مش تيمي
لما تشوفها هتعرف وتتأكد ان كلامى صح
سيبنى أنا اللى أحكم
قال طارق بهدوء
براحتك .. بس أنا حذرتك .. تاعب نفسك فى المشوار على الفاضى
دخل طارق و سامر الى مكتب مريم .. اقترب طارق من مكتبها قائلا
مساء الخير يا آنسه مريم
رفعت مريم رأسها قائله
مساء النور يا أستاذ طارق .. اتفضل
جلس طارق و سامر .. ألقت مريم نظرة على سامر ثم وجهت الكلام الى طارق قائله
أنا قولت لحضرتك آخر مرة ان الشغل هيكون جاهز بعد بكرة مش النهاردة
ابتسم طارق قائلا
لأ أنا مش جاى عشان الشغل بتاعى .. أنا جاى عشان عايزك تمسكى حملة تانية .. خاصة بمصنع ملابس وماركة جديدة نازلة السوق
قالت مريم بهدوء
بس الكلام عن جملة جديدة بيكون مع أستاذ عماد وهو بيختار الديزاينر اللى بيقوم بالحملة
رفع طارق حاجبيه قائلا بتأكيد
لازام انتى اللى تمسكلى الحملة دى .. لاننا عجبنا شغلك انتى .. وبصراحة شريكى لما شاف شغلك انبهر بيه وعشان كدة عايزينك انتى اللى تمسكى حملة الدعاية بتاعتنا
كان كل من مى و سهى تتابعان الحوار الدائر بإهتمام .. قالت مى بشئ من الحنق
مفيش مشكلة يا أستاذ طارق .. حضرتك كلم الأستاذ عماد وأنا عن نفسي
خلصت الحملة اللى شغاله عليها وممكن أمسك حملة حضرتك وأظن حضرتك جربت شغلى وعارفه كويس
الټفت لها طارق وقال مبتسما
طبعا وشغلك ممتاز .. بس شريكي أعجب بشغل الآنسة مريم عشان كده عايزها تحديدا اللى تمسك حملتنا
فى هذه الأثناء كان هناك نظرات وابتسامات متبادلة بين سامر و سهى .. قال طارق ل سامر
مش كدة يا سامر
نظر اليه سامر وبدا وكأنه لم ينتبه للكلام فقال
ايه .. بتقول ايه
بقولك اننا عايزين الآنسة مريم تحديدا اللى تمسك حملتنا مش كدة
قال سامر بسرعة
أيوة أيوة طبعا .. شغلها ممتاز فعلا
قالت مريم بهدوء
طيب حضرتك قول الكلام ده للأستاذ عماد وأنا عن نفسي معنديش مشكلة انى أشتغل فى الحملة الدعائية لحضرتك
ابتسم طارق قائلا
تمام كدة . .هنروح حالا نتكلم مع أستاذ عماد .. وبكرة ان شاء الله هرجعلك تانى عشان نتكلم فى التفاصيل
قالت مريم
ممكن نتكلم فيها النهاردة بدل ما حضرتك تروح وتيجي تانى
ابتسم لها طارق مرة أخرى قائلا
معلش خليها بكرة .. يلا سلام أشوفك بكرة ان شاء الله
خرج الاثنان وتوجها الى مكتب عماد للاتفاق على الحملة الجديدة .. ثم توجها الى سيارة طارق ..
انطلق طارق فى طريقة فابتسم له سامر بخبث قائل
هو فيه ايه بالظبط يا طارق
الټفت اليه طارق بدهشة
مش فاهم تقصد ايه
كان ممكن تقولها تفاصيل الحملة الموضوع مكنش هياخد 10 دقايق
نظر طارق أمامه ولم يعلق فضحك سامر قائلا
معاك حق هى مش تيمي خالص
ثم الټفت اليه بخبث قائلا
بس خدت بالك من الموزه اللى كانت معاها فى المكتب
قال له طارق
مين قصدك .. انهى فيهم
اللى كانت لابسه بدرى روز
مط طارق شفتيه قائلا
مخدتش بالى منها
رفع سامر حاجبه
قائلا
آه صح .. ما انت كنت مركز فى حتة تانية
الټفت اليه طارق قائلا
سامر يا حبيبى .. خليك فى حالك أحسن
ابتسم سامر ونظر أمامه .. أما طارق فقد بدا عليه الشرود والتفكير
عاد مراد الى بيته وتوجه الى غرفة الطعام حيث كان الجميع مجتمعا
مساء الخير يا جماعه
مساء النور
مساء النور يا أبيه
قال مراد وقد بدا عليه الإرهاق
أنا طالع أغير هدومى وأنام
قالت له أمه پحده
مش هتتعشى يعني
لأ مليش نفس .. تصبحوا على خير
دخل غرفته فوجت والدته خلفه .. دخلت وأغلقت الباب ووقفت أمامه . ثم .. أخرجت احدى الصور من جيبها ومدت يدها اليه .. أخذ الصورة بدهشة .. فوجدها صور لفتاة جميلة محجبة .. نظر الى والدته قائلا
ايه ده
قالن له ناهد بحزم
عروسة .. بنت واحدة صحبتى .. بنت عيلة كبيرة ومحترمة و مهندسة و .....
قاطعها مراد وهو يلقى بالصورة على الكمودينو قائلا بضيق
تانى يا أمى .. تانى
صاحت بڠصب
تانى وتالت ورابع وعاشر لحد ما تريح قلبي وتتجوز
صاح پحده
يعني هو جوازى اللى هيريح قلبك
أيوة يا مراد
صمت قليلا وبدا وكأن عيناه تشتعل ڠضبا ثم قال بصرامة
ماما.. أنا مش هتجوز .. أنا مش هتجوز .. فاهمة معنى كلامى . أنا .. مش .. هتجوز .. أبدا
نظرت اليه أمه پغضب .. ثم تركت الغرفة وخرجت وأغلقت الباب خلفها بشدة .. زفر مراد بضيق وجلس على فراشه وقد بدا عليه الڠضب .. الټفت للصورة الموضوعه على الكمودينو بجواره ودون أن يلقى عليها نظرة أخرى مزقها قطع صغيرة ثم قام وألقاها فى سلة المهملات .
عادت مريم الى بيتها .. وحضرت لنفسها الطعام وجلست تتناوله فى صمت وهدوء .. ألقت نظرة على باب الغرفة المغلقة بجوار غرفتها .. نهضت وكأن شيئا يسحبها تجاه تلك الغرفة .. فتحت بابها ببطء .. وأضاءت النور .. وقفت تتطلع الى أثاث الغرفة بأعين دامعة .. اقتربت ببطء وجلست على الفراش .. وأخذت تتحسسه بأصابع يدها فى رقه .. نهضت وأغلقت الضوء والباب .. وتوجهت الى اللاب توب الخاص بها حملته الى فراشها وتدثرت بغطائها .. وفتحت أحد الملفت التى كتب عليها
عائلتى .. أخذت تتطلع لبعض الصور الموجودة فى الملف .. صورتها منذ عدة سنوات وقد بدت أصغر سنا الشاشة وعيناها تزرف الدموع فى صمت .. وشفتيها ترتجفان وهى تطبق عليهما بشدة وكأنها تحاول حبس صړخة ألم كادت أن تخرج من أعماق روحها .. ثم توجهت الى ملف آخر عنوانه حبيبى .. أخذت تتطلع لعشرات الصور التى تجمعها بشاب طويل نحيل خمرى البشرة ذو ملامح مليحة .. عشرات الصور فى أماكن وأوضاع عديدة .. فى احدى البواخر فى النيل .. على
أحدى الكبارى .. على شط البحر .. فى أحدى الحدائق .. عشرات الصور التى تبدو فيها مريم وكأنها فتاة أخرى .. فتاة تشع بهجة وسعادة وابتسامتها الجميلة لا تفارق ثغرها أبدا ..
سقطت عبرة خلف عبرة .. وضعت الاب توب بجانبها
متابعة القراءة