رواية طيارة ورق بقلم ضحى مكارم

موقع أيام نيوز

٣ سنين. 
تخيل هيقبلوني يا يزيد ولا ھيقتلوني
أنت شايفة أي 
يبقى ھيقتلوني. 
الحمد لله عدت على خير وبابا سامحني خاصة لما شاف ابني محمد اللي شبهه وعلى اسمه كمان وفرح بيه أوي هو وحازم. 
خلينا نقعد هنا يومين كمان يا يزيد بالله. 
بس بشرط مش هتطلعي تتمشي ف البلد لوحدك زي ما كنت بتعملي ف الأول وكل الرجالة تبصلك. 
موافقة. 
لا قولي موافقة يا يزيد أحلى. 
قد كنت أرجو وصلكم فظللت منقطع الرجاء
أنت التي وكلت عيني بالسهاد وبالبكاء
العباس بن الأحنف. 
منىعيد. 
اسكريبت جنان. 
النهايه 
اسكريبت تاني 
يا آنسة 
يادي النيلة عليا وع سنيني السودا الواحد
مش هايعرف ينام ف أم الطيارة دي بقا 
اتكلم تاني لو سمحتي !
لفيت وشي بنرفزة خير ف حاجة 
ده الكرسي بتاعي
تسمحي تشيلي حاجتك من عليه 
شيلت حاجتي اللي حطاها وأنا بستغفر مش وقت خالص حد يجي يوترني أنا أصلا بخاف من الطايرات وأول مرة أركبها فحاليا خلقي ف مناخيري وأي حد هايكلمني هاعيطله والله
أول مرة تركبي طيارة 
بصيتله باستغراب عرفت إزاي 
من إيدك اللي بترتجف دي ووشك الأحمر
بصيت لإيدي وحركتها ناحيتي پخوف وأنا بقول 
أنا خاېفة أوي
ابتسم مټخافيش هانوصل بسلام وهتتبسطي
تفتكر 
أوي 
ابتسمتله وركنت رأسي ع الكرسي وأنا بغمض عيني وبحاول أنام مش عارفة ليه قلبي بيدق كده مش من الخۏف بس ف حاجة تانية ف ذكري جوايا بتتلكك عشان تحضر ف ذاكرتي وأنا مش أد المواجهة حاليا مش أد العياط والخۏف بتاع كل يوم قبل النوم
فتحت عيني تاني وحركت رأسي بملل وأنا ببص ع ملامح الحليوة أبو قميص أسود اللي راكن رأسه ع الكرسي جنبي ملامحه جميلة أوي يشبه لحد أعرفه يشبه ل.. أحيه !
يشبهه أوي
رجعت برأسي تاني ع الكرسي وأنا ببص ناحية شباك الطيارة وببتسم وأنا بفتكر ذكري مر عليها أكتر من 15 سنة 
هانلعب سوا 
وأحمد ناديله كمان
لأ احنا الاتنين بس 
بس أحمد 
فاطمة انتي بتحبي تلعبي معاه أكتر مني 
لأ.. أنا.. أنا ..
وقتها سمعنا صوت ماما رحيمة وهي بتنادي علينا عشان نأكل 
فابتسمت وأنا بفتكرها قلبها أبيض أوي كان بيساع كل أطفال الدار
من 15 سنة مروا كنت ف دار أيتام الرحمة اعمامي بعتوني هناك بعد ما أهلي توفوا ف حاډثة عربية ومبقاش إلا أنا مبقاش إلا روح طفلة 5 سنين مش مدركة يعني إيه المۏت يخطف روح حد بتحبه يعني أيه أقرب ناس ليها يتخطفوا من قدامها فجأة كده يعني ايه تتيم وتتلطم ف الدنيا بعد ما كانت أسعد طفلة بين أسعد ماما وبابا ف الدنيا !
مش فاكرة إيه اللي حصل بالضبط غير إني وماما وبابا كنا مسافرين اسكندرية ووقتها عملنا حاډثة والعربية اتقلبت بينا ومبقاش إلا أنا !
طفلة 5 سنين كانت مستنية فسحة جميلة سهرة ع شط اسكندرية ملاهي أبوها وعدها بيها دبدوب روحي بعيونه
شكرا
رجع بضهره لورا الطيارة مش مخيفة لدرجة العياط
أنا مش بعيط بسبب الطيارة
بص باهتمام أومال إيه 
بعيط عشان... عشان..
وقتها افتكرت إن مينفعش أحكي لحد مش عارفاه حاجة عني فقولت ببطئ 
مش عشان حاجة مش عشان حاجة خالص 
متأكدة 
أها
كل واحد ركن رأسه وسرح مع نفسه متكلمناش بعدها طول الطريق لحد ما الطيارة نزلت أخيرا وصلت وصلت كوريا !
حلم حياتي قعدت أغلب عمري ف الملجأ ببحث ع كوريا وعن المنح بتاعتها كنت بحلم باليوم اللي آجي فيه هنا كنت بحلم بيها !
مش عارفة إزاي اتقبلت ف منحة الدراسة لكوريا مش عارفة إزاي القدر حالفني ف حاجة زي دي 
حلم عمر اتحقق ف لحظة 
حلم عمر اتحقق ف غمضة عين
أد إيه ربنا كريم !!
نزلت وأنا بلف حوالين نفسي وببص بابتسامة ع كل ركن ف كوريا أنا كنت بحلم باليوم ده من زمان أوي !
فضلت ماشية كتير لحد ما زهقت من المشي وهبطت بصيت ف الساعة لقيت عدت ساعة كاملة من وقت ما نزلت من الطيارة 
أنا بقالي ساعة بلف ف الشوارع بلا هدف !!
رجعت تاني للمطار وأنا بدعي ربنا ألاقي الشخص اللي ماما رحيمة قالتلي هلاقيه مستنيني ف المطار عشان يوصلني للسكن يكون واقف لسه أنا عارفة إني لما بفرح بتصرف تصرفات هبلة والله بس حقيقي مش هاعرف أوصف فرحتي بإني ف كوريا حاليا 
ابتسمت اتأخرتي ليه حصل حاجة معاكي 
لأ أبدا
مشينا سوا لحد العربية ساقتها وهي بتقولي 
الشخص اللي كنت هاوصله للسكن معاكي وديته ورجعت تاني عشان أشوفك .. معرفتش أستناكي كتير عشان اتأخرتي
ابتسمت بهدوء أسفة إني أزعجتك بس كنت مبسوطة بكوريا وإني جيت هنا فمحستش بنفسي وأنا بلف وبتفرج ع الشوارع
ابتسمت لسه هاتحبيها أكتر وأكتر
وصلنا البيت اللي المفروض هاسكن فيه أنا وشخص كمان كنت خاېفة اوي وقلبي بيدق أنا متعودتش أقعد مع حد ف حتة غير مع يارا وماما رحيمة إزاي هاعرف أعيش مع حد تاني غيرهم !
البنت اللي وصلتني للسكن اديتني رقمها
وقالتلي لو عوزت أي حاجة منها أكلمها ع طول وبعدها مشت 
فتحت الباب بالمفتاح وبعدين
دخلت وأنا خاېفة بصيت ف نواحي البيت كله وف الآخر ملقتش حد معقول هرب 
دخلت أول أوضة قابلتني واترميت ع السرير وأنا مغمضة عيني من الأرهاق ع قد ما كان اليوم متعب بالنسبالي ع قد ما كنت مبسوطة أوي 
حسيت بباب الأوضة بيتفتح فرفعت رأسي بإرهاق م ع السرير لقيته هو... أحيه !
نفس الشخص اللي كان راكب معايا ف الطيارة ... 
انت إزاي تدخل عليا الاوضة كده ! وبعدين انت هنا ليه بتراقييني 
أنا والله..
أوعي تكون مفكر إني عشان سمحتلك تتكلم معايا ف الطيارة إنك هاتصاحبني وتفكرني من البنات إياهم لأ فوق يا بابا كده انت متعرفش انت بتكلم مين 
مين 
رفعت رأسي بوقار أنا فاطمة
وأنا يوسف
ابتسمت تشرفت جدا والله ... إيه ده انت بتأكل بعقلي حلاوة 
أنا جيت جنبك يا بنتي 
أيوه ضحكت عليا وخلتني أقولك إني اسمي فاطمة
مقولتليش فاطمة إيه بقا 
فاطمة س... إيه ده انت بتشتغلني تاني 
قعد ع الكرسي لأ أنا خلاص تعبت
قوم برا لأحسن والله اتصل بالبوليس
أيوه اتصلي
روحت ناحية الموبايل ومسكته وبعدين افتكرت أني مش حافظة الرقم فبصيتله پخوف 
قولتلي الرقم كان إيه 
لقيته فجأة بيضحك جامد لدرجة إن عيونه دمعت من الضحك فاتغاظت منه أكتر فقولت 
انت بتضحك ليه 
أصلك زي الأطفال أوي
أنا طفلة 
طفلة بس إيه قمر
الله يخليك... والله لو..
قام وحط إيده ع بوقي وهو بيقول ممكن أتكلم 
حركت رأسي پخوف أهه
انتي أكيد عارفة إن السكن هنا بيبقا عبارة عن شخصين ف كل بيت وحظي إن أنتي الشخص ده 
قصدك يعني إن إحنا هانعيش هنا مع بعض 
تخيلي بقا 
رجعت لورا من الصدمة ومقدرتش أتكلم لأ يارب مش هاقعد مع واحد لوحدي هنا هاتولي يارا أنا عايزة يارا مبعرفش أنام من غيرها
قفلت باب الأوضة بالمفتاح بعد ما خرج وراح الأوضة التانية وبعدها اتصلت ع يارا
كوريا حلوة من غيري يا واطية 
مش عارفة أقعد م غيرك والله
عشان تعرفي قيمتي بس
ضحكت أما أنا قاعده مع واحد ف السكن إنما ايه قماار
احكيلي بسرعاااه
حكيتلها وكانت مبتسمة طول الوقت يارا ركني الهادي الوحيد اللي كانت عوض ليا ف الملجا بعد ما فقدت أهلي..
تاني يوم صحيت وخرجت من الأوضة لقيت الحليوة بيفطر أول ما شافني وابتسم وهو بيقول 
صباح الخير تعالي افطري
صباح الخير لأ شكرا
تعالي افطري مش هاقولها تاني
المفروض أخاف أنا
تم نسخ الرابط