رواية كاملة بقلم ياسمين رجب
المحتويات
بهدوء وهي تستمع إلى ارتطام المياه بالمرحاض فأبتسمت بخبث وهي تدلف داخل المرحاض بهدوء حتى لا يشعر بها من خلف الستار فمدت يدها واغلقت المياه عن الغرفة بأكملها وما ان شعرت بنجاح مخططها حتى عادت من حيث جائت ليشعر كريم بإنقطاع المياه فيحاول بشتي الطرق فتح جميع الصنابير الموجودة ولكن دون فائدة فقد بدأ عينيه تشتعل بسبب سائل
هتفت الخادمة پخوف والله ما اعرف حاجه يا بيه حاضر ثوانى انادي لعمي عوض يحل المشكلة دي
انصرفت الخادمة على وجه السرعة لتعود بعد دقائق مع العامل الذي استطاع حل هذه المشكلة ليعود كريم مسرعا لغسل وجهه من اثر الصابون
وبعد أن انتهت مما تفعله هبطت الدرج بخطوات واثقة لتجد عمها ينتظرها هو وذاك المغرور المتعرجف كما لقبته هي فكان يواليها ظهره وحينما تهللت اسارير كامل قائلا بسم الله مشاء الله الله اكبر ايه الجمال ده
بره يا عمي لما تجهزوا
لا تعلم لما ڠضبت منه فهو لم يحدثها بشئ ولكن تلك النظرة تخفي ورأها الكثير من الاسرار انتشلها من هذا الشرود صوت كامل قائلا يالا بينا يا بنتي هنتأخر
ابتسمت له قائلة يالا بينا
وضع جمال السلسال من يده ونهض من مجلسه قائلا خير يا معلم صابر في حد يدخل من غير احمم ولا دستور
وهيجي منين الخير طول ما انت عامل فيها كبير السوق ومحدش قادر عليك
قالها صابر پغضب ليتقدم جمال حتى اصبح امامه وهتف وايه الي انا بعمله يا معلم
صابر بنفاذ صبر لم تكون انت الوحيد الي تنزل
امتص جمال غضبه وهتف اسمع يا معلم انت دلوقتي في مكان أكل عيشي
وكمان في مقام ابويا مينفعش اغلط فيك انما انا بعمل الي يرضى ضميري ومش هدوس على الغلابة علشان اكسب رضاكم
الغلابة دي لو اديهم طالت هيدوسوا علينا عمرك ما هتكبر طول ما انت مبتكسبش
يعني ده اخر كلام عندك قالها صابر بضيق
ابتسم جمال بهدوء وقال معنديش غيرووو
لم يستطيع صابر التحمل اكثر ليخرج من محل جمال وهو يتحدث مع احد العاملين لديه قائلا مش هيجيبها لبرا يبقى لازم نخلص منه نفذ الليلة
حاضر يا معلم قالها الرجل بتشفي
في ڤيلا أمجد نصار كان التحضيرات للحفل على قدم وساق بينما كانت مرام تتابع بكل جهد عملها وهي تعطي التعليمات لكل العاملين
بينما كان هو يتابعها بعينيه من نافذة حجرته يري نشاطها وهدوئها رغم التوتر الذي يسيطر عليها كلما أقترب منها
دلف إلى الداخل وجلس فوق الفراش وبيده هاتفه الي ان جاء الرد ليهتف ايوة يا حسن انت فاضي
اجابه حسن بهدوء اه يا بشمهندس خير
استرخت ملامحه وهتف هبعتلك عنوان الفندق الي اسيل نازلة فيه ممكن تروح وتجيبها
رد حسن بهدوء قائلا حاضر يا بشمهندس اي اوامر تانية
اجاب بأقتضاب لا روح انت
انهي المكالمة و انتقل بعينيه
ينظر إلى ما بيده خاتم خطبتها الذي عمل ليلا ونهارا من أجل أن يضعه بيدها ولكن بالنهاية ألقته بوجهه و القت بحبه عرض الحائط كيف لها ان تفعل هذا به ألم تكن يوما تحبه كل تلك الاحاسيس كانت زائفة مثلها
ابتسم بتهكم والقي بخاتمها ارضا وخرج متجه إلى الاسفل
خرجت من باب الفندق لتجد ذاك الغريب الذي انقاذها منذ ايام بطلته البسيطة الساحرة فكانت عينيه لا تفارقها
تقدم حسن إليها
ليهتف بصوته الرخيم البشمهندس طلب مني اوصلك الحفلة
لم تجيبه بل توترت من نظراته المتفحصة التي شعرت بها فكانت نظرات لم تستطيع أن تفسرها هل هي غاضبة اما ساخرة ام اعجاب نفضت تلك الافكار وصعدت بالخلف ليستقل حسن بدوره مكان السائق وقاد السيارة بأقصى سرعة وهو يتابع عينيها خلسة
اغرقت عينيها الدموع فأشاحت ببصرها عنه كأنها تحافظ على كبريائها المتبقي
ه انك مشغول ولا يهمك لتنظر بعينيها بعيدا
ده مين قال كده الحفلة دي من غيرك متساويش قالها أدهم وهو يتقدم إليها
اهووو شفتي مش لواحدي الي بقول كده قالتها اسيل بسعادة
ثم
التفتت أسيل له وقالت مش تعرفينا يا مرام
مد أدهم يده قائلا انا اعرفك بنفسي أدهم الشيمي مصمم حفلات
صافحته اسيل قائلة بسعادة اهلا انا أسيل شريكة عمار
ثم اشارت إلى مرام قائلة ممكن تقنع الاستاذة دي تروح تغيير علشان الحفلة مش هتحلي غير بيها
ابتسم أدهم قائلا متقلقيش أدهم الشيمي مجهز كل حاجه
ثم مد يده وامسك بمعصم مرام وسحبها خلفه وسط نظرات عمار الغاضبة
لتوقفت مرام عن السير قائلة ممكن افهم هنروح فين
تنهد أدهم قائلا قدامك نص ساعه وعايزك تكوني سندريلا فاهمة
لم تستوعب حديثه لتجد احدي السيارات المجهزة الخاصة ب الممثلين الي فاكر فيلم عادل إمام بتاع كركون في الشارع تقريبا هي العربية المجهزة دي انا مش عارفه اسمها بالظبط وجدت امامها فتاة في اوئل الثلاثين لتخبرها بأنها خبيرة تجميل وتلك السيارة
المتنقلة تضم اشهر مستحضرات التجميل وبعض الملابس الراقية المناسبة بالحفلات كما اخبرتها انها خاصة بشركة الشيمي
نظرت خلفها وجدت ادهم يخبرها اطلعي يا مرام خلي عمار يشوفك سندريلا ويحس انك ممكن تضيعي منه خليه يتحرك
ومټخافيش
للحظة تخيلت وجهه حينما يراها تري ماذا سيكون رد فعله
تنهدت پخوف وصعدت إلى السيارة
على الجانب الآخر كان هو على وشك الانفجار الڠضب
الذي تملكه جعله يريد الفتك بذاك الادهم ليقطع ذاك الڠضب صوت شهاب قائلا تصدق
بالله انك واطى وندل
الټفت عمار إليه وهو يقول مين شهاب الحديدي يا ابن الايه
شهاب وربت على ظهره قائلا وحشتنى يا عمار وحشتنى يا مان
ه وقال وانت اكتر يا شيبووو
ابتعد الاثنين عن بعضهما لينظر عمار إلى تلك الفتاة التي تنظر إليه نظرات متفحصة
نظر شهاب إلى ياسمينا قائلا اعرفك ب ياسمينا خطيبتي
نظر إليه عمار وكاد يتساءل عن شيء ما ولكن
قرر الصمت حاليآ بينما تابع شهاب قائلا وده يا ستي البشمهندس عمار
مد عمار يده يصافحها قائلا اهلا بيكي
صافحته هي الاخري قائلة مرسي
ظلت تنظر إليه وهي تحاول تذكره ربما رأته ولكن متي و اين صورته تجبرها على التفكير به تريد معرفة هويته ولكن لا تتذكر شيء
لا مش معقول الي عيني شيفاه ده حقيقي مستحيل
قالها شهاب بعدم تصديق
فتعجب عمار منه لينظر إلى كريم الذي دلف مؤخرا بصحبة عمه وهناك فتاه برفقتهما تذكرها جيدا حينما اقتربا منهما فهي بذاتها الدكتورة سلمي التي التقي بها بالمشفى حينما أخذ مرام ليعالج يدها ليبتسم بسعادة فقد تذكر انه ارسل دعوة خاصة لها
تقدم كريم وهو يضم شهاب إليه قائلا اخرس خالص اوعه تنطق البت طلعت بنت عمي
همس شهاب بتعجب ده الي هو ازي
كريم بهدوء هبقا احكيلك
ابتعد عنه كريم وبدأ في مصافحة الجميع إلى ان تحدث عمار موجها كلامه إلى سلمي قائلا اخبارك ايه يا دكتورة
ابتسمت له سلمي قائلة بخير اخبارك انت يا بشمهندس
هتف كريم بستغرب انتوا تعرفوا بعض
عمار بسعادة طبعا قابلت الدكتورة من كام يوم كانت مع اونكل كامل في المستشفى
تعالت ضحكات شهاب قائلا والله الدنيا صغيرة يعني من يومين ألقي بنت داخلة مكتبي ټعيط علشان واحد خپطها بعربيته واذا بي اټصدم ان الشخص ده صاحب عمري كريم وبعدين القي صاحب عمري داخل ومعاه البنت وتطلع بنت عمه لا ده احلي مسلسل هندي مصري شفته في يومين بس بصراحه هي علمت عليك يا كريم
ضحك الجميع على وجهه كريم الغاضب في حين تحدث عمار قائلا بتساؤل هو في حاجة يا أنسة ياسمينا انا ملاحظ نظراتك
حمحمت بحرج قائلة بصراحة من وقت ما داخلت وانا بشبه عليك حاسه اني شفتك قبل كده بس مش عارفه فين ملامحك محفورة في ذاكرتي
عمار بعدم اهتمام يمكن اتقابلنا في طريق بس انا مش واخد بالي
هتف عمار بتساؤل ليه شافت حد هنا واتعرفت عليه
تنهد شهاب قائلا كل الحكايه من يومين شافت بنت وطلعت تنادي عليها وقالت إنها شافت البنت دي من كام سنة وانها حاولت ټ ها علشان حبيببها كان عامل ة ولم نقلوا المستشفى رافضوا انهم يستقبلوا حالته علشان دي كانت أوامر من ابوه المهم يا سيدي البنت سحبت الامن وحطته في وقالت يا يدخل العمليات يا ټ ها وت نفسها دي كل الحكايه ولما شافت البنت كانت بتركب العربية مع جوزها حاولت تلحقها بس مقدرتش
تأثر الجميع بما سرده شهاب فقال عمار طيب وانتي كنتي عايزة البنت ليه دي كانت هت ك
ابتسمت ياسمينا بخفوت قائلة لا هي مكنتش هت ني هي كانت مجبورة تنقذ حبيببها دموعها وخۏفها وعشقها خلاها تتصرف بالشكل ده
ابتسم عمار بسخرية قائلا ياهااا هو في ناس بتحب حد كده معقول
ياسمينا الحب موجود بس الاختيار هو الي بيحدد لنا مين الصح ومين الي هيكسرنا
عمار بأسي بس اوقات بنختار ناس متستاهلش حبنا
ياسمينا بهدوء معاك حق بس اتعلم تتمسك بحبك اوعا تضعف وتستسلم للظروف محدش ممكن يجبرك على حد غير حبيبك انت الوحيد الي تحدد وكمان تتأكد لو كان حبيبك يستاهل حبك او انت بتوجع قلبك على الفاضى
ما خلاص يا ياسمينا انتي هتعملي بروفسور في الحب والعلاقات
قالها شهاب بصوت غاضب
شعرت بالضيق من حديثه فقالت انا اسفه بعد أذنكم
ثم بخطوات سريعة انصرفت عنهما تخفي دموعها
أستاء شهاب من فعلته فركض خلفها وهو يحاول اللحاق بها عندما امسكها من معصمها قائلا استني بس انا أسف
سحبت يدها بهدوء حتى لا تلفت لهما الانظار وقالت لو سمحت سبني دلوقتى
لتتركه واقفا وهو يلعن ذاته ألتفت حتى يعود إلى رفاقه فاصتدام بأحدي العاملين ليسقط ما تحمله
من مشروب
في تلك الاثناء دلفت بخطوات واثقة تحاول اخفاء الضعف الذي بداخلها
متابعة القراءة