رواية أخطائي بقلم شهد محمد جادالله
المحتويات
تتأمل ه بنظرة مطولة وكأنها تراه لأول مرة. شعر بالريبة من نظراتها وضيق قاتمتيه وهو لا يستسيغ ردود أفعالها التي تجرأت للتو واڼفجرت به قائلة بكل ثقة وهي تتعمد أن تنظر داخل عمق ه بتحدي بائن وكأنها أرادت أن تكشف الستار عن تلك القناعات التي تبدلت بداخلها بفضله
انت عارف ايه مشكلتك أنك حد تفكيره محدود عمره ماعرف ازاي يرضى باللي ربنا قسمه له ده غير انك كنت بتضغط عليا بكل قوتك وأنت عارف إني هتحمل... كنت بتستغل ي ليك وإن مليش حد غيرك وبتستقوى عليا ونسيت أن ليا طاقة وكنت دايما بتتحامل عليا وتطلعني مذنبة لغاية مخلتني فعلا اصدق اني حد وحش وميتعاشرش... خليت ثقتي في نفسي معډومة من كتر ما بتنتقدني وتعدل عليا حتى ولادي مسلموش من أذاك
وتصرفاتك أثرت بالسلب على نفسيتهم وسلوكهم
لتتناول نفس عميق مثقل بالكثير وتضيف وهي تهز رأسها ببسمة ساخرة تحمل الكثير من الخذلان
وكأن كل ده مكنش كافي ليك علشان تأذيني و دوست على كرامتي بجزمتك واتهمتني بالنقص علشان تروح تترمى في واحدة تانية و معملتش حساب لأي حاجة والمفروض إني اتحمل برضو وأصبر علشان مليش غيرك. لأ .انا بعترفلك انا السبب كنت مغيبة وخليتك تستغل نقط ضعفي و اديتك الفرصة أنك تطعن انوثتي وتدوس عليا لكن دلوقتي انا فوقت واتشالت الغشاوة من على ي و مستحيل اك تاخد حقي وحق ولادي وتضيعه على واحدة تانية... بأكدلك بعلو صوتي لهنا.... ولأ.... وألف..... لأ كمان...... أنا مش هرجع قرش واحد ليك ...وعمري ما هرجع بيتك تاني ولو كنت
كانت تتحدث بتشنج و دفعة واحدة وبنبرة رغم ثباتها ولكنها كانت محملة بالألم والخذلان بين طياتها فكل انش بداخل هشيمها يحفزها على الصمود حتى اها كانت أبية ترفض أن تذرف الدموع هدر من أجله فيكفي ما فاضت به في الأيام السابقة ونعت به حظ قلبها فكانت في صميمها تقرر أن تثأر لكبريائها وتتخلى عن لين قلبها وتتحلى بالقوة التي كانت تتوارى دائما خلف رداء الطاعة والولاء له فيبدو أنها كانت تدخرها ليوم كذلك كي تواجهه بما كان يغوص بقلبها ويثقل خفقاته حد العناء.
عمرك ما هتعرفي تخلصي مني و اسمعي بقى... طلاق مش هطلق وهك كده زي البيت الوقف وڠصب عنك يا رهف لازم ترضي بالأمر الواقع.
نفت برأسها برفض قاطع وب متحدية وما إن كادت تعترض باغتها هو
بلاش تتسرعي وفكري في ولادك وعلشان خاطر العشرة اللي بينا هطلع معاك جدع و هديك مهلة تهدي وتشيلي الافكار امۏمة دي من دماغك وفي ظرف يومين أتنين تكوني رجعتي بيتك ومعاك الفلوس يأما إقسم بالله ليكون ليا تصرف عمره ما هيعجبك ابدا
مش هرجع أنا مستحيل اعيش تاني مع واحد زيك
زمجر من جد بنفاذ صبر وهو يحكم ته على ها پغضب أعمى وشيطانه مازال مصر كونها أضعف من
تلك القوة التي تدعيها وأهون من ذلك الإصرار المقيت
هيعمل ايه
لما تنزلي ولادك وميرجعوش تاني و وقتها وحياتك لهخليك ي علشان ترجعيلي تاني
متقدرتش تاخدهم....
صدر من فمه صوت ساخط كعادته عندما يستخف بشيء وهسهس أمام ها
لأ اقدر وهتشوف ازاي هقنع الدنيا كلها انك حرامية وقليلة الأصل و ولادك ساعتها هما اللي هيتبرو منك ويستعرو أن أنك أمهم واحدة شبهك
انت ازاي حقېر كده
غضبه أعماه على الأخير من تطاولها معه فكان يشعر بغل وغيظ جعله لم يتحكم بردود فعله حين دفعها بكل غل واسقطها على تلك الأرض الصلبة القاسېة التي ما إن ارتطمت بها صړخت صړخة مدوية من تها جعلت سعاد التي كانت تتسلق درج البناية بروية تهرع لها... وما إن فتحت باب الشقة و وجدتها طريحة بالأرض صړخت به ودفعته بقوة خارج منزلها قائلة ائية ة
منك لله يا حيوان ... اطلع برة ومتورناش وشك تاني
حانت منه بسمة متجبرتة وصدر من فمه ذلك الصوت الساخر الذي يشتهر به وهسهس بوع أن يغادر
همشي ... وهما يومين بس يا رهف وتنفذي اللي قولت عليه أحسن ما هوريك الحقېر اللي مش عجبك ده هيعمل فيك ايه
ذلك أخر شيء تفوه به أن تدفعه سعاد دفعة أخيرة خارج باب شقتها وتغلق الباب به بكل قوة جعلته يستشيط أكثر وأكثر وهو يغادر بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب.
بينما هي كانت مازالت طريحة بأرضها حين هرولت لها سعاد قائلة بنبرة نادمة متحسرة على ما أصابها وهي تحاول أن تساعدها كي تنهض
مكنش لازم اكم سوا بس أنت اللي اصريتي
لم تعقب بل كان ها يش تدريجيا وهي تشعر بمغصة قوية ببطنها لتثني ساقيها وت أسفل معدتها بها وكأنها تواسي ساكن احشائها على الصمود مثلها ولكن هو كان له رأي أخر.
وحينها تفسد جبينها بالعرق و انهمرت دمعاتها پقهر لا مثيل له وهي تشعر بأنسلاخ قطعة من روحها.
لتصرخ صړخة ممزقة نابعة من أعماق أحشائها التي يبدو انها حتى هي رفضت أن تحتفظ بشيء يخصه .
لتغمغم پقهر وبنبرة مرتعشة واهنة من ة الألم
اه ه ه ه ه ه ه ه ه ألحقيني ياسعاد....
الثامن عشر
صړختها المدوية شهقت سعاد بقوة وبرقت اها وصاحت بجزع وهي ترى بقعة من
الډماء تلوث ملابسها
رهف... انت پتنزفي!
نفت رهف برأسها بضعف وكأن عقلها يرفض أن يستوعب أن تلك الخيوط الدافئة التي شعرت بها ماهي إلا بشارة خسارتها. فما كان منها غير أن تغمغم پقهر وهي ت اسفل بطنها وكانها تحاول أن تت بما كان يسكنها
البيبي هيروح يا سعاد أه ه ه ه
ه ه ه ه ه ه
تأوهت بقوة وهي تشعر أن الألم يتعدى قوة احتمالها فكانت حرفيا تشعر بأن شفرات حادة تمزق أحشائها فما كان منها غير أن تستسلم لذلك الظلام الذي سها بداومته وأسقطها فاقدة للوعي تاركة سعاد في حالة من الهلع تصرخ مها وتربت على وجنتها ولكن دون جدوى فكانت هامدة وملامحها شاة تحاكي المۏتى مما جعل سعاد تهب بأعصاب تالفة تتناول الهاتف لطلب ااعدة ودمعاتها تنهل من اها تشوش رؤيتها. طرقات قوية على
باب الشقة فزعتها واسقطت الهاتف من ها ما حاولت جاهدة السيطرة على ارتجاف ها كي تتحكم بشاشته ولكن لم تفعل لتهرول راكضة تفتح الباب بتلهف لتجد حارس البناية يقف أمام باب شقتها وعدة أشخاص من جيرانها يقفون و أن تطلب ااعدة صدر صوت الحارس قائلا
لامؤاخذة يا ست سعاد السكان سمعوا صوت زعيج وصړاخ من حداكم خير في حاجة
هزت رأسها بقوة واندفعت بالحديث مستنجدة
ايوة حد يلحقني بنت عمي قاطعة النفس
و أن تستأنف حديثها اندفع شخص من بين الحاضرين وأخبرها أنه طبيب و أن تخطاها للداخل جثى على ركبتيه وتحسس نبض رهف وعاينها معاينة سريعة ب خبيرة وقال بعملية
لازم تتنقل لتشفى فورا النبض ضعيف والڼزيف لازم يوقف
وافقته سعاد بحركة من رأسها وهي تنت بقوة على حال رفيقتها
لتندفع سة من جيرانها وتدعى كريمة وتقول بتعاطف
يا حول الله يارب ... مستني أيه يا ابني البنت هتروح مننا اتصرف
أجابها بسرعة بديهية
انا عربيتي تحت البيت هخدها على اتشفى فورا
قالها وهو ينظر به على ارجاء الغرفة وكأنه يبحث عن شيء به وإن وجد غايته خطى نحو طاولة الطعام التي تتوسط الردهة وس ذلك المفرش الثقيل ووضعه على ها اجى ارضا ثم انحنى بجذعه برفق و هرول مسرعا إلى الخارج وقد تبعته سعاد باكية لا تفكر بشيء فقط تدعو لها تاركين خلفهم تجمع جيرانهم الذي انتشر بينهم الكثير من الهمهمات والأقاويل المتعاطفة.
ممكن تهدى علشان أفهم
قالها يامنبنفاذ صبر ما
حضر حسن لتوه وظل ور حول نفسه كالثور الهائج
ليجيبه هو بانفعال
أنا ازاي كنت مغفل
كده...دي خططت ونفذت وأنا شبه الأهبل مخونتهاش
يا اخي اهدى بقى خيلت امي فيها ايه يعني لما خدت شوية فلوس من حسابك
_أنت هتقولي فيها ايه بقولك الهانم سرقتني وست كل فلوسي ده غير أن بنت عمها مقويها ومخلياها عايزة تتطلق
تناول يامن نفس عميق وقال تغراب
انا مش مصدق أنك بتتكلم عن رهف!
ليتهكم حسن ما صدر من فمه ذلك الصوت الساخر المعتاد
لأ صدقرهف الطيبة المنكسرة اللي كلكم كنتوا بتيجو عليا علشانها طلعت خبيثة وسرقتني لأ وكمان سابت البيت وبتقولي مستحيل ارجع اعيش مع واحد زيك...
زفر يامن بقوة وقال بفطنة وبنبرة ماكرة
بقولك ايه متلفش وتدور عليا أنا حافظك كويس ...هات من الأخر وقولي عملت أيه وصلها لكده!
زاغت حسن بتوتر ومرر ه بخصلاته الفحمية وهو يتيقن أن لا مفر من إخباره بالحقيقة كاملة ولذلك تحاشى النظر له وقال بنبرة مهتزة بعض الشيء
ما أجرمتش ...انا عملت زي ما شرع ربنا قال واتجوزت...
جعديامن حاجبيه وكرر م استيعاب
اتجوزت ...
أكد حسن باقتناع تام
ايوة اتجوزت ده حقي وين هي اللي كانت مقصرة معايا و اضطرتني لكده
ضړب يامن كف على آخر وتمتم م رضا موبخا اياه
مقصرة ايه يا ضلالي دي مراتك قاة صوابعها العشرة شمع علشانك...بطل بقى ترمي عليها واتقي الله واعترف أنك أنت اللي دني وميملاش ك غير التراب
لوح حسن به وقال وشيطانه يغشى على
انا مش دني انا يت منار وين مبسوط معاها ورهف ڠصب عنها لازم تت الوضع برضاها او ڠصب عنها خلاص اللي حصل حصل مفروض تعيش وترضى وتربي عيالها
تأفف يامن من طة تفكير ابنة خالته العقيمة وقال بجدية ة
أنت قررت تتجوز وتستغل اللي الشرع حلله ليك بس هي كمان من حقها تختار يا ت او متش وصدقني في الحالتين انت اللي خسران لأن لو ت هتفضل تنغص عليك عيشتك و عمرها ما هتنسى أنك كسرتها واتجوزت عليها ولو متش وصممت على الطلاق يبقى شتت عيالك و خربت بيتك وضيعت الست الأصيلة اللي طول عمرها مستحملاك رغم طباعك الزفت
فارت الډماء برأسه من حديثه ليجد نفسه ېصرخ بهياج أن خيل الأمر برأسه
مش هيحصل ...ولادي هاخدهم منها ڠصب عن ها وهجبرها ترجع بيتها وترضى بالأمر الواقع بس طبعا ما ي وتعتذرلي وترجعلي كل قرش خدته
زفر يامن بقوة من تجبر
ابن خالته وهدر قائلا بحدة
أنت باين عليك اټجننت عايز تغصبها وتلوي ها بالعيال علشان تت جوازك ده إيه الجبروت اللي أنت فيه ده يا اخي! وين ما الفلوس
متابعة القراءة