رواية أخطائي بقلم شهد محمد جادالله
المحتويات
تعجبك واحدة زي شهد
شهقت ميرال ودافعت وهي تضع ها بخصرها
هي شهد وحشة ولا ايه يا سي بابي دي قمر وين كفاية حنيتها و طيبة قلبها
ابتسم كاظم واها بكل اقتناع
بالظبط كده زي ما قالت ميرال يا عمي اللي عجبني فيها طيبتها وتلقائيتها ورغم انها حد بسيط جدا ومش متكلف إلا أن فيها جاذبية
غريبة وحاجات ملقتهاش في غيرها وانا وبنتي محتاجنها
ردو تحية ااء وإن ابتعد فاضل تسأل كاظم بنبرة متلهفة
طب مفيش اخبار منها انت كلمتيها ها.
نفت ميرال برأسها واخبرته
لأ بس بكرة هنزل انا وهي ومحمد نشتري شوية حاجات للفرح وهنشوف القاعة وهبقى اتكلم معاها
هز رأسه بتفهم لتستأنف ميرال ببسمة واسعة
احكيلي يا ميرال حابب اعرف عنها اكتر.
هحكيلك مواقفي معاها بس اسفة يا أبيه في حاجات مش هينفع اقولهالك ولازم تعرفها منها مش مني
أومأ لها بتفهم لتسترسل ميرال حديثها عنها وتقص عليه كيف ساندتها ودعمتها ضد شقيقها مما جعله يستمع لها ببسمة هادئة رزينة تنم كون حدثه لم يخطئ ابدا بشأن اختياره لها.
شبعت يا نادين والله كفاية
لازم تاكل كويس علشان تخف بسرعة
تسائل بخبث وهو يرفع حاجبه
عايزاني اخف بسرعة ليه يارب يكون لأغراض من الي بالي بالك
يامن بطل كلامك ده ماما ثريا ممكن تسمعنا
طب ما تسمعنا هو احنا بنسرق انت مراتي وين هو انا قولت حاجة ده انا بس بطمن أن نواياك دنيئة نحيتي
هي
من ناحية دنيئة فهي دنيئة وأولها انا نفسي في أم الخلول بصراحة
بقالها كتير هافة عليا
وساكتة ليه عايزة ابني او بنتي يطلعلهم ملخلولة في وشهم طلباتك أوامر هكلم حسن يجيب من القاهرة وهو جاي
هزت رأسها بحماس ليتسأل وهو يقرص وجنتها
بها
هز رأسه ببسمة واسعة وقال ماكرا
طب تعالى اقولك حاجة
ليلاحق ما إن شهقت متفاجئة
قصدي في ودنك بلاش تبقى متسرعة وتفهميني صح
هزت رأسها بلافائدة ليستأنف وهو يمط فمه
بصراحة انا كمان نفسي في حاجة من ساعة ما فوقت ھموت عليها
ايه هي يا يبي قول
اجابها بنبرة عابثة وهو يسبل اه
يرضيك ابقى مطخوخ علشانك وتبخلي عليا
طب ما هي برة انت مش قولتي خرجت من الاوضة علشان تكلم رهف يعني لسه قدمها شوية دي لما بتتفتح مع رهف بذات بتتأخر
يا سلام اقنعتني كده صح
لازم تقتنعي ولا انت بتستغلي إني راقد ومقدرش اقوم
شاكسته بمكر لكي تغير سير الحديث
شوفت بقى انك لسه جعان خليني اكملك اكلك
غضون ثوان توقف عما يفعله وابتعد عنها وقال وهو يسند ظهره للخلف وعي الألم
آه ه ه ه ه حرام عليك عمال اقولك تعبان هو انت معندكيش قلب و مش عتقاني
شهقت من حديثه واستغربته كثيرا ولكن حين اتاها صوت الممرضة من خلفها ودت أن تنشق الأرض وتها من ة حرجها
واه بالهوادة على نفسك يا ولدي واختشي
ال پهدلة يا حجة والله
قالها بقلة حيلة وهو يغمز ل نادين لترد الممرضة ببسمة محرجة
اه منيكم يا أهل البندر عليكم حاچات غريبة بس خابر هي تستاهل العشج البنية جلبها كان مخروع عليك
زجرته بنظراتها ونهضت كي تخفي ارتباكها ثم همهمت بأنفاس مضطربة وهي تضع ها على فمها
اه قوليله انا هدخل الحمام اغسل وشي
ينفع اجي معاك
علشان تحرم قلة أدب
تأوه هو كي يلاعبها
آآآه يا عضاضة والله انت مفترية هو انا ناقص ده شكل هرمونات الحمل هتطلع عليا
بالظبط كده يا رخم
قالتها وهي تخرج لسانها له بحركة لطالما ذكرته بتلك الطفلة صاة الضفائر الطويلة ذاتها
لتتسع بسمته شيء
فشيء ويشعر أن قلبه المولع بها زاد فيضه وأطاح بالباقي من عقله في سبيل ها.
يعني ايه رأيك
تنهدت واجابتها مترددة
معرفش
يا شهد حرام عليك بقالي ساعة بقنعك وبحكيلك عنه
يوه وانا اعمل ايه طيب هي الحاجات دي مبتجيش خبط لزق كده لازم تأني
طب هتتأني أد ايه علشان اطمن أبيه
انا صليت استخارة واللي في الخير يقدمه ربنا
لتتسأل ميرال بألحاح مستميت
يعني في أملمش كده
هو انت متعرفيش أن امل ماټت محروقة
قالها وهو يجلس على الاريكة بجوارها ما انتهى من ارتداء ملابسه ليستعد للمغادرة معهم شهقت هي ونكزته
يا حمود انت بتطني ليه ده بدل ما تحاول تقنعها معايا
يها براحتها يا ميرال دي حياتها وهي حرة فيها
طب انت ايه رأيك
انا معنديش مانع وشايفه حد محترم جدا واللي عجبني فيه أنه لا لف ولا دار ويعرف الأصول كويس رغم عيشته بره
تأففت شهد ونهضت تقول بتردد
برضو انا لازم اخد وقتي أصل يعني عيشته مش زي عيشتنا ولازم برضو اشاور طمطم و أعرض الموضوع على حماتي
قالت ميرال رأيها
معتقدش أن طمطم هترفض هي متكرهش تشوفك مبسوطة
وموضوع حماتك فأنا بصراحة مش شايفة داعي لده
لأ ازاي لازم اقدرها واحطها في الصورة مش هاخد بنتهم وادخل بيها لراجل غريب يبقى لازم تعرف وترضى كمان.
بس
قاطعها محمد بعقلانية
خلاص يا ميرال يها براحتها وتاخد الوقت اللي محتجاه
هزت رأسها بطاعة لتقول شهد وهي تهم وتخرج من الغرفة
انا هروح ألبس علشان
نلحق نشتري لوازم الفرح ده خلاص مفضلش غير كام يوم
لترجوها ميرال
بس بسرعة يا شهد
فور نطقها كان يضع كتفه حولها ها ويهمس
يها براحتها متستعجلهاش علشان في وعد ناوي اخل بيه
شهقت هي وبرقت اها وهبت من جلستها مهرولة للخارج
لأ مفيناش من كده خديني معاك يا شهد
استنى يا حلو هقولك
نفت برأسها بة مما جعله
يقهقه على خجلها وتتعالى صوت ضحكاته لترفرف قلبها وتجعلها تتنهد وتقول بتنهة حارة و مسبلة وهي تضع ها موضع قلبها
يخربيت جمال ضحكتك
رغم حزنه ال على أبيه ولكن لم يطاوعه ضميره أن يغضب عليها كونها شهدت بالحق وكيف يفعل وهو ذاته كان لا يرضى بتضليله ولكن لا ينكر انه ېموت قهرا لم آل إليه حال ابيه وكم لعڼ ذلك الشيطان اللعېن الذي استغل ضعف نفسه أمام المال و اقحمه في ذلك المأزق اللعېن.
ففور أن تعافى بعض الشيء خرج من المشفى و جاء إليه وهاهو يجلس في غرفة الضابط اؤول ينتظر قدومه ما اخذ أذن بزيارته وفور دخول عبد الرحيم للغرفة تهللت اساريره وهرول ننحو و لده قائلا بفرحة عارمة
ولدي حمد الله على سلامتك يا نضر ابوك انت زين طمني
د حامد على عناقه وأخبره بملامح حزينة متهدلة ى
انا بجيت زين يا ابوي زين
هنا انس الضابط من الغرفة قائلا
طيب هك يا حامد مع ابوك بس عشر دقايق
مش اكتر
رد حامد ممتنا وهو يفصل عناق أبيه
تشكر يا بيه
بينما نظر عبد الرحيم متمعنا به وكأنه يتأكد انه لم يهيأ له كون ولده أمامه وبخير ثم قال حامدا
حمد والشكر لله أنه ريح جلبي عليك يا ولدي
نظر له حامد نظرة مطولة جعلت عبد الرحيم ينكس رأسه حين سأله مؤنبا
ليه يا ابوي!
اجابه بخزي من نفسه
سامحني يا ولدي انا مدريتش بحالي من جهرتي عليك
ليستأنف عتابه
چوز بت عمتي كان ممكن ېموت من ورا عملتك المغفلجة دي
رد عبد الرحيم بحسرة وكأن لم يتعظ
ياريته كان ماټ وريحنا منيه بس الغريب بسبع ارواح
هز حامدرأسه بلا فائدة وتابع عتابه المضني وهو يه ليجلسه على الاريكة الجلدية التي خلفهم
واني كمان يا ابوي كنت ھموت لولا ستر ربنا كيف مفكرتش أن الړصاصة اللي صابتني كانت رصاصة رحمة علشان تفكرك إن ربنا مش غافل عن نواياك وعايزك تتوب وتتعظ لكن انت تنيتك على عنادك
نكس عبد الرحيم رأسه واجابه
كنت را ارچع حجي في مال خيتي إحنا اولا بيه من الغريب ولما لجتيك غرجان في دمك مدرتش بحالي
المال كان هيغنيك عني وعن راحة بالك يا ابوي كنت هتبجى مرتاح لما تجتله وتحرج قلب امه ومرته عليه كنت هتحط جتتك كيف على فرشتك وتنعس يا ابوي من غير ما يوجعك ضميرك! ليه عملت إكده وهينت شيبتك وضيعت هيبتك يا ابوي
اني راضي بأيتها حاچة يا ولدي غير أن يصيبك سوء
بس اني كان نفسي تربي ولدي لما يجي وتنضره بيكبر جصاد عنيك
تقلصت معالم عبدالرحيم مستغربا والتمع به السؤال ليجيبه حامد
مرتي لة ياابوي
هنا هب عبد الرحيم من جلسته وقال بضغينة دون أن يعير الخبر أي أهمية
واه يبجى عشان إكده شهدت علي بكل وچباير ولها جوي جلبها وخلاها تشهد علي وتودرني
بلاش تظن السوء فيها يا ابوي هي خبرتني باللي حوصل وهي مظلمتكش يا ابوي هي جالت الحج وكل الخلج شهدت عليك حتى الغفير جال على اللي حوصل في التحجيجات
لولا هي سبجت مكنش حد فيهم اتچرأ وفتح خشمه كلالتهم هيعملولي ألف حساب
عشان خايفين منيك يا ابوي
ومن چبروتك لكن لما نطجت هي بالحج كل واحد چيت عليه واستجويت ردهالك
واه بكفياك انت جاي تجف جصادي عشان تنجرزني ولا ايه
ده بدل ما تچبلي محامي يطلعني منيها
تهدلت معالم حامد وقال بيأس من ذلك الكبرالذي مازال يسيطر على قلب أبيه
مش جصدي انجرزك ولا اجف جصادك إني بس حزنان عشان لساتك على عنادك و مكابرتك أطرق عبد الرحيم رأسه ولم يجيبه ليستأنف حامد
انا چبت محامي زين هيتولى كل حاچة وهدعيلك يا ابوي ربنا يهديك ويزيح عنك شيطانك
قالها تزامنا مع دخول الضابط و أحد الأمناء الذين اعلنوا نهاية زيارته وإن الأمين على ه وبدأ في سه معه ليرجعه للس صدر قول عبد الرحيم بنبرة راجية اكثر منها متسائلة وه متعلقة على ولده
هتبجى تعاود تزورني يا ولدي ولا هتجاطعني
هعاود يا ابوي ومش ههملك واصل وهدعيلك ربنا يفك كربتك
ويرچعك لينا سالم
ربت عبد الرحيم على كتفه ثم دون حديث استجاب ل الامين له تارك ولده ينظر لآثاره بقلة حيلة وب دامعة متحسرة.
كانت في اجد تأخذ درس في تلاوة و تجو القرآن الكريم كما تعودت في المواظبة عليها سفرها تلك العطلة الصغيرة التي حظت بها مع والدها وعائلته في احد محافظات ال البحري و انتهائها وأثناء سيرها خارج اجد ودون أن تخرج من ساحته الواسعة لمحت شخص هيأ لها انها تعرفه يقوم مع مجموعة شباب مثله بأعمال
تطوعية تخص نظافة اجد. تجمدت بأرضها تستوعب كونه هو وكم استغربت هيئته المختلفة كل ال عن سابقتها استغفرت الله بسرها كونها اطالت النظر ثم التفتت كي تغادر ولكن اتاها صوته حين رأها و تقدم منها دون النظر لها مباشرتا
ازيك يا نغم
التفتت بمضض وردت بإقتضاب
الحمد لله يا فايز
كادت أن تغادر ولكن فضولها دفعها لسؤاله بتحفظ
هو انت بتعمل ايه هنا
اجابها فايز بفخر ظهر جلي في نبرته
انا انضميت للزملاء
متابعة القراءة