رواية أخطائي بقلم شهد محمد جادالله
المحتويات
يا بت عمتي بس جلباها مناحة
تقدمت قمر تعاتبه
واه عاوزني أعمل ايه اللي جولتهولي أتحزم وارجصلك
اتحشمي يا جمر
وان متحشمتش يا حامد هتعمل ايه هترميني لأهلي زي ما ابوك را مش إكده
تدخلت نادين وهي تدلف للداخل وتغلق الباب خلفها
ممكن تهدوا وتفهموني مالكم
تحدثت قمر وهي تقف مواجهة له وقد جن چنونها
خبر بت عمتك أيه اللي صابنا وجولها ابوك ناوي على ايه
سكري خشمك يا جمر أنا غلطان إني اتحدثت معاك
أحالت نادين بينهم وقالت
حامد لو سمحت اهدى وفهمني
اغمض حامد ه بقوة وزفر انفاسه ولم يجيبها لتبادر قمر
انا هجولك اللي كنت خاېفة منيه حوصل وابوه عرض عليه يكتب عليك ما عدتك تخلص
حانت
من نادين بسمة ساخرة وتسألت
ده اللي هو أزاي عايز يجوزني من غير ما ياخد رأي هيجبرني مثلا..
قمر دون أن تحسب حساب تلك الغصة التي تكونت بحلق زا أثر حديثها
انت متعرفيش وش عمي الحجيجي و لا تعرفي يجدر على ايه...لو وصل بيه الحال هيغصبك واظن أنت خابرة زين غرضه إيه
زفر حامد بحنق و ا غصته المريرة كمر العلقم بجوفه
بكفياك واوعاك تنسي ان اللي هتتكلمي عنه ده ابوي
لع منستش يا حامد ولعلمك بجى أنا مش هجف اتفرچ واستناك تجهرني وأنت مطاطي لأوامر ابوك...طلجني يا حامد واعمل ما بدالك
اطلجك...هانت عليك الكلمة الواعرة دي تخرج من خشمك يا جمر
أنت كويسة
هزت رأسها وتشبثت بيه ليمرر هو كف ه على ها قائلا بحنان
وبمشاعر جياشة
طب بكفياك بكى...يا جمري انا محجوجلك
لتغمغم هي بندم
أنا اللي محجوجالك ياريت كان انجطع لساني جبل ما اجولها يا حامد
ابتسمت نادين وغامت اها تأثرا بتلك المشاعر التي تجيش بينهم وتحمحت بحرج
يجبرني مفيش جواز بالعافية
لت نظراتها ل حامد وتضيف
وأنت يا حامد لازم تتأكد أن مفيش حد من حقه يتدخل في حياتك حتى لو كان ابوك...
هز حامد رأسه بأقتناع بينما تركتهم يتعاتبون وغادرت لغرفتهامن جد تقرر التأكد من حدثها وتأمل ان يكون صائبا كي ينهي ذلك الجدل ويكون رادعا لخالها غافلة كون الايام المة ستتكفل بالأمر من تلقائها.
دعااااااااااااااء قولي الحقيقة أنا عارفك كويس وعارف ألعيبك دي
أنت هتصدق الولية الخرفانة دي بتقول كده علشان تداري على عملتها السودة وسرقتها ليا
لم يقتنع فاضل وكرر سؤاله بثقة جعلتها تزفر متأفأفة وتقول بنوايا ليست بريئة كما تدعي ما أدركت أن لا سبيل من الإنكار أكثر
يووووه اه انا عملت كده...علشان اه عنها...الجربوع ده طمعان فيها وفي فلوسك وعامل لبنتك غسيل مخ وخلاها متعملش أي اعتبار ليك..
احتدت نظراته وقال پصدمة عارمة
يظهر أن مش بنتي بس اللي معملتش اعتبار ليا يا دعاء
نفخت اوداجها وردت ساخطة وبكل تبجح
انت بتلومني ده بدل ما تشكرني إني كنت عايزة اخلصك منه
بس أنت عملتك مغيرتش حاجة وأهو اتجرأ طلبها مني ومش بس كده ده خلاها عصتني
اجابته هي بغيظ وبنبرة تقطر بالحقد
ودة اللي غايظني انه نفذ اللي في دماغه وطلع ذكي و ضمن بنتك وضحك عليها علشان يضغط عليك وتضطر توافق
تهدل ه على احد المقاعد وقال ما توسل له عقله
اللي مستغربه أنه كان فاضل شوية ويبوس اي علشان اوافق عليه...
حرضته بخبث من جد
ده تخطيط منه صدقني علشان يثبت لبنتك انه بيها ويفهمها انه عمل اللي عليه ويخليها تعصاك وانا عملت اللي عملته ورطت نفسي علشانك وعلشان بنتك...
نفى فاضل برأسه ولام عليها م رضا
اللي عملتيه چريمة يادعاء الولد كان ممكن ېموت كان في ألف طة غير العڼف
جذت على نواجذها من حديثه المغيظ لها ثم ادعت البراءة و أجهشت في بكاء وهمي حتى تستعطفه وتؤثر عليه بخداعها
في الأخر بتلومني وطلعت وحشة انا بجد مصدومه فيك يا فاضل ده جزاتي
تطلع لاڼهيارها وهو صامت لا يعرف بما يجيب او يسايرها فكان عقله يضج بالكثير من الأفكار المتضاربة مما اثار اعصابها أكثر وجعلها تصيح بإنفعال وهي مازالت محتفظة بدموع التماسيح خاصتها
انت كمان ساكت حرام عليك انا اعصابي مبقتش متحملة ولا قادرة استنى هنا دقيقة واحدة انا هروح لماما ولما تعرف قيمتي يا فاضل وتقدر اللي عملته علشانك وعلشان بنتك ابقى تعالى خدني
ظل محتفظ بصمته المريب ذلك حين غادرت ولم يكلف ذاته بكلمة واحدة ترضي غرورها مما جعلها تصر أكثر على ما برأسها دون لحظة تراجع أو ندم واحدة.
في تلك الأجواء التي يعمها الحماس والهتاف كانت تجلس بتلك المدرجات الخشبية تشاهد صغيرها وهو يلعب أول مباراة ودية له برفقة زملائه فقد سمحت له نصيحة سعاد لها سفرها.
ومنذ ذلك الوقت وهي تجعله يواظب على التدريبات الخاصة للعبته المفضلة حانت منها بسمة مليئة بالفخر وهي تشاهد مرونته في الملعب فقد أثبت صغيرها من خلال ادائه اليوم أنه موهوب بالفطرة...قطع انتباهها شيري لملابسها مثأثأة
مامي عايزة اروح toilettes
مطت رهف فمها فلا تر أن يفوتها شيء وخاصة أن المباراة على وشك الانتهاء ولكن ماذا تفعل مضطرة هي لتنهض برفقتها وتوصي المربية
الملازمة لهم أن تنتبه ل شريف لحين عودتها.
بينما عند الصغير ف مجهود خزعبلي استطاع أن يستحوذ على الكورة ويمررها بخفة ة كان يسدد أول
هدف بأخر دقيقة للمباراة وينقذ فه من الخسارة المحتومة.
هللوا رفاقه احتفالا بالهدف الذي احرزه وقد مدحه مدربه فور انتهاء المباراة بينما هو كانت سعادته لا توصف وهو ي نظراته نحو مقعد والدته وشقيقته ولكن اندثرت بسمته حين لم يجدهم و وجد فقط المربية تجلس بمقعدها وتراعيه بنظراتها من بع ليحتل الحزن معالم ه فكم كان يود أن يشاركوه اللحظة ويشهدوا على أول انجاز صغير له.
صوت صافرة مشجعة وتصفيق حار يأتي من مؤخرة المدرجات لفت انتباهه وجعله ينظر موه فاغر الفاه لا يصدق وجود ذلك الشخص الذي ترك موقعه بذلك
الركن البع وا منه قائلا بفخر ظهر جلي في نبرته
براڤو عليك يا بطل رفعت راسنا
توسعت الصغير حين تعرف عليه و مدحه ب البطل لثان مرة ليتسأل ببسمة طفولية واسعة
هو حضرتك كنت هنا! و شوفت الجول بتاعي
انحنى نضال تواه وقال بحاجب مرفوع مشاكسا
شوفته يا عم وعجبتني اوي وانت بترقص الكورة ومدوخهم وراك
ليرد الصغير مستفيضا بحماس طفولي
حضرتك اك شوفت كمان لما واحد في الف التاني حاول يوقعني وياخد مني الكورة بس أنا هربت منه و روحت شايطها ببطن ي كده
قهقه نضال على طته و وحماسه الذي يقطر مع حركات ه واخذ يعبث بخصلات شعره يبعثرها قائلا
أنت موهوب فعلا يا شريف وإن شاء الله ليك مست هايل وابقى قول نضال قال
تهللت أسارير الصغير وقال
حضرتك طيب اوي يا عمو نضال انا حكيت ل مامي على كل الكلام اللي أنت قولتهولي كده...وبصراحة أنت اللي شجعتني وخلتني اتحايل عليها
طيب دي حاجة كويسة وين انا اللي مبسوط اكتر علشان ليا صا بطل زيك
تعززت ثقة الصغير بذاته كثيرا حديثه وكم تمنى لو بالفعل اصبحوا اصدقاء لذلك تسأل متلهفا
هو حضرتك عضو في النادي
هز رأسه واخبره بصدق
ايوة عضو في النادي من زمان بس مش باجي غير قليل وبالصدفة كان عندي ندوة و شوفتك
صدفة حلوة اوي حضرتك ياريت تتكرر علطول يا عمو
قلب نضال خضراويتاه من تلك الرسميات القاټلة بالنسبة له وقال مشاكسا الصغير بخفة
يخربيت حضرتك هي حضرتك دي وراثة في العيلة ولا ايه ارحموني أنا عندي فوبيا
قهقه الصغير بقوة و وضع ه على فمه من دعابته ليستأنف نضال بنبرة حاول ان تكون جادة
قولي نضال بس
نفى الصغير برأسه مستنكرا
عيب مامي قالتلي لازم احترم اللي اكبر مني
اعتلى حاجبيه وقال ببساطة وهو يزم فمه بطة مضحكة جعلت الصغير يقرقر ضاحكا
هي نضال شتيمة ولا أيه! عادي ياعم أنا راضي وين انا مليش دعوة ب مامي إحنا اصحاب وبذمتك عمرك شوفت واحد بيقول لصاه حضرتك بتاعتكم دي
قال كلمة حضرتك بملامح متقلصة مشمئزة جعلت الصغير يتعالى صوت ضحكاته أكثر بمرح غريب شاركه نضال به وهو يشعر بقلبه يرفرف بشعور لطالما تمناه من قلبه ولكن الله لم يمن عليه به...
ات المربية منهم قاطعة ضحكاتهم قائلة
مامتك راحت toilettes مع شيري وقالتلي اخلي بالي منك
أومأ لها شريف ثم قال وهو يمط فمه
كان نفسي تشوف الجول بتاعي
واساه نضال مشجعا وهو يربت على كتفه
معلش مامتك كانت مضطرة تتعوض يا بطل ولسة المباريات جاية كتير وإن شاء الله هتجيب اجوال اكتر واكتر
تنهد الصغير ببسمة مليئة بلأيجابية التي بثها به ذلك ال نضال وإن كاد يرد رد ممتن له لتشجيعه استأنف نضالبمكر ساخر
طب تعالى افرجكك على نفسك
مش فاهم
اجابه نضال وهو يقرص وجنتة الصغير مداعبا
صورت مقطع فيو للجول انما ايه عجب
تفاجئ الصغير وتسأل متلهفا
بجد صورتني... يعني ماما لما تيجي ينفع افرجها عليه
تحمحم نضال وقال وهو يمسد منحدر انفه بتردد
لا يعم متفقناش على كده بصراحة انت مامتك صعب اوي
ومش عايز احتك بيها انا حتى همشي ما....لم يكمل باقي حديثه إلا وجاء صياحها من بع
شريف
اغمض ه يلعن حظه العسر ويلعن غباءه الذي يضعه بذات الموقف معها في كل مرة وبالطبع لم تقصر هي في ردود افعالها المتعجرفة وحقا منذ آخر لقاء لهم في مكتبها وهو مستاء بة ورغم أن سارة اعتذرت منه عبر الهاتف إلا أنه لم ي تمرار اتفاقهم بشأن تنفيذ عيادته...فأهانتها له والتقليل من شأن اختياره جعله يفقد عزيمته لذلك اعتدل بوقفته وزفر انفاسه دفعة واحدة وهو يصر أنه لن يصمت تلك المرة ايضا ويتركها تخرب إيجابيته فقد هرول الصغير لها وبحماس اخبرها
ماما اتأخرتي ليه انا جبت جول وعجبت المدرب و...
قاطعت هي وصلة حماسه قائلة بهدوء حاولت الالتزام به
براڤو يا يبي معلش سامحني علشان مشوفتهوش...ممكن تغير هدومك عقبال ما اختك والمربية يجيبوا الشنطة علشان نروح
بس يا ماما عمو صورني و...
قاطعته بنبرة رغم ثباتها إلا أنها صدرت منها منفعلة بعض الشيء جعلت ذلك المتسمر بأرضه رك انها لن تمرر الأمر لذلك تحفز لها
شريف يلا لو سمحت اسمع الكلام هنتكلم
في البيت
هز الصغير رأسه وانصاع لها ما لوح ل نضال به يودعه وبالفعل
متابعة القراءة